الميثاق نت -

الأحد, 27-أغسطس-2017
زعفران المهنأ -
لفتره منذ بدء الترتيبات لإحتفائية الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام لا يكاد زوجي يعود من عمله حتى يستعد للخروج مرة أخرى وبقدر ما يحمل وجه من تعابير عن أسفه وهو يوكل لي بعض أعماله من متابعة الاولاد والرد على تلفوناته وفتح إيميله وووو ...وبين الفرح الذي يطغى على أسفه بسعادته وهو سوف يلتقي بأبناء جلدته ممن يحملون الجنسية الأمريكية من جذور يمنيه وهم يغصون في جذروهم اليمنيه غوصا لا يفرز إلا عن محارات تحمل في داخلها أغلى أنواع اللؤلؤ.
أكملت مهامي سريعا وعدت لسنارتي ولفة الصوف فأنا أسابق الزمن لأحيك شال بلون العلم لكي أحوط به عنقه صبيحة احتفالهم
تذكرت لحظتها عندما قدم لليمن قبل خمسة وعشرين عام وأنا لم أتجاوز الخامسة عشر أتى هو وأهله لخطبتي من جدي فوالدي مثله حمل عصى الغربة نحو السعودية (قاتل الله فيها آل سلول ومن على شاكلتهم ) المهم أمتلئ البيت بالفرح ورأيت ابتسامة عريضة لأمي لم أرها في وجهها إلا حين عودة أبي من السعودية... نظرة اليها فقط بعيوني فوقتها من العيب جدا البنت تعبر عن مشاعرها سواء بالقبول أو بالرفض ...ولكنها أجابتني يا بنتي سوف تذهبي لأمريكا وتأخذي الجنسية وتنجبي أولاد يحملون الجنسية الأمريكية وفوق هذه النعمة أكيد ستطلبين أحد من أخوتك ليلحق بك فقد حان الوقت لوالدك لمن يساهم معه في هذا الحمل الكبير..... توارت مني بعد أن طلبت مني أن ألحقها للمطبخ مضى يومنا وقتها وأسبل الليل علينا بثيابه معلنا وقت النوم فتسللت الى غرفة جدي وانكمشت خلف ظهره وحوطته بذراعي... فحدثني بصوت الى اليوم لم ولن أنساه وقال لي: يابنتي لابد أن تعلمي أن الله استخلفنا بالأرض لنعمرها ولن نعمرها إلا بالشراكة وقدر الله أتى لكي بشريك ستقودي معه مؤسسه برفاهية فأمك يابنيتي طوال عمرها تبحث عن رفاهية الشراكة في هذا المنزل ولكن ثقل اسرتي جعلتها سعيدة معنا بتعب... أذهبي وخذي تراب وطنك وشميه كل ماأفتقدت وطنك وشمميه أولادك وسوف تجدين روحك تذهب وتعود بينا وأعرفي بأن الله رزقك بزوج قد سافر والسفر سمي سفر لا أنه يسفر عن أخلاق الرجال ....فمن أتى من تلك البلاد البعيدة يبحث عن شريك من جذروه لن يقلع جذوره أبدا..... توكلي ولن تندمي ضممت جدي بقوة وأغمضت عيني ولم أفتحها من ذلك اليوم إلا على حروف كلماته فقد رزقني الله بزوج يذهب ويأتي بين الناس يحمل في قلبه وطنه يخدم الصغير والكبير يهتم بغرس الوطنية بينهم يسعى على طبع ألوان العلم في عيونهم وقلوبهم غيرته على وطنه لا تعادلها غيرة أكتسب محبة الجميع من أمريكان ويمنيين دائما يردد مع أولاده نحن يمنيين نحمل جواز أمريكي وسنضل يمنيين وقبل هذا العدوان كنا في كل زيارة لليمن نذهب نزور جدي في قبره ونسكب تراب تلك القارورة على قبره التي قدمت بها الى المهجر وفيها تراب وطني لنغترف تراب أخر مجددين العهد بحب هذا الوطن و نشتمه ونشمم أولادنا حتى عندما تخرج ولده من المدرسة أصر أن يذهب بالزي اليمني والعلم اليمني...... ياربي بكل عقدة صوف أغزلها الان أحفظ لي زوجي وأولادي وأخوتي وكل اليمنيين الشرفاء الذين يحملون في عروق دمائهم اليمن واليمن فقط
قطع استرسالي رنين الهاتف قمت أجيب فإذا هو زوجي قال: لن أعود الى المنزل حتى أثق بأن قلبك يدعوا لكل من معي بالتوفيق والنجاح لإ إحتفائيتنا فأنت الخير والبركة وشريكتي بكل ما قمت به هنا أنا وزملائي زاحم صوت جدي صوت زوجي بمزج لم تحتمل دموعي الاستقرار في مقلتي فتسابقت مع دعواتي بأن يحفظهم ربي ويوفقهم في إحتفائيتهم فقل الهاتف وعدت الى سنارتي للأنهي شال زوجي بلون العلم لأطوق عنقه به وهو يحتفل بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام الخامسة والثلاثين
وأنا اردد مقولة جدي :
إن السفر سمي سفراً لأنه يسفر عن أخلاق الرجال
#أنا_يمني_وأحب_وطني
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 02:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51537.htm