الميثاق نت -

الثلاثاء, 18-يوليو-2017
عبدالله الصعفاني -
الحاكم العربي المطلوب أمريكياً.. هو الذي يسمع التوجيهات وينفذ حتى الإيحاءات.. يضمن مصالح إسرائيل ويدفع الفواتير من غير كلام.. ويدخل مع الآخرين في منافسة لاهثة حول من يسبق إلى الدفع ومن يغذي الأرصدة الامريكية بهبالة اندفاع الفراشة إلى النار..؟

ولذلك قالوا المتغطي بالأمريكان عريان وأزيد عليها "عريان ملط"، ومشكلة المتغطي بالأمريكان أنه مهما دفع فإن الدفع ينبغي أن يقود إلى دفع أكبر ليصح القول إن من حسن حظ الأمريكيين الفجرة المرابين وسوء حظنا كعرب أنهم وجدوا أنفسهم أمام قيادات عربية ذات ميول قاتلة ومنتحرة تحركها نوازع انتهازية وانتقائية وسعار مصالح شخصية لا يهم حتى لو كانت دماء الشعوب هي الوقود.

استغلوا افتقاد العربي للرؤية العميقة، والبدائل النافعة، والخيال المجدي فدفعوا مجاميع كبيرة إلى حالة من الانحباس السياسي الثوري واستفادوا من قدرة شبكة التواصل الاجتماعي على توحيد لحظة الخروج على كل شيء فكانت الثمار التي نحصدها الآن بعد سنين من استبساط هدم كل شيء.

وكان من جعلوا من بلدانهم وقوداً للثورة يتصورون أن لهم خططاً ولهم أجندة فاكتشفوا بعد أن وقعت الفأس بالرأس أنهم مجرد أدوات في أجندة السياسة الامريكية الفاجرة القاتلة.

هذا هو الأمريكي.. يدفع السادات إلى الذهاب إلى الصهاينة ثم يقتله، ويدفع مجاميع الشباب لقتال الروس في أفغانستان ليوصمهم بعد ذلك بالإرهاب، ويأمر بتمويلهم في سوريا والعراق واليمن ثم يطلب كل موارد أهل الخليج على ذمة أنها انقسمت ما بين صانع وممول.. وتنشق الأرض فلا تعرف أين ذهب الهاربون من تحرير الموصل؟ وأين سيهرب البقية؟

لا ترضي الأمريكيين اللحية ولا يقنعهم الحليق.. ولا تقنعهم مهما تنطعت وتقعرت وانبطحت لدرجة أن مرسي اضطر لأن يخاطب شمعون بيريز بالوصف المثير "يا صديقي" ومع ذلك لم يمانعوا من أن يتحول بواسطة السيسي إلى مجرد عابر أو مستدرج في معركة بالجنابي في سوق صنعانية!

ومن التفاصيل.. أنهم غمزوا لصدام بالدفاع عن البوابة الشرقية فاحترب مع إيران ثمان سنين ثم غمزوا للكويت لاستفزازه بحقل نفط.. ثم غمزوا بقول سفيرتهم في بغداد: إنه لا مانع من خطف الكويت، ثم حشدوا الدنيا لشنقه المستفز يوم عيد الله إمعاناً في قهر أمة بأكملها!

ولقد شاهدنا وما نزال كيف يجمع الأمريكان بين الاحتفاظ بقاعدتهم في قطر وبين استدعاء قوات تركية لقطر، في ذات الوقت الذي يتهمون فيه قطر بمساندة الإرهاب لصالح السعودية، شفطاً لأموال كل الأطراف.. ولا بأس من التغاضي عن شحمة لإيران.. ولحمة لتركيا.. وجلدة لمصر.. وعظمة للسودان!

وكنت أود الحديث عن حالنا في اليمن مع الأمريكيين والإيرانيين تحت قصف العدوان لولا أنه حان موعد رغبتي في البكاء.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 01:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-51006.htm