الميثاق نت -

الثلاثاء, 02-مايو-2017
فيصل الصوفي -
يحل اليوم أول شهر مايو الذي تحتفل فيه أكثر من مائة دولة باليوم العالمي للعمال، وهذا هو ثالث مايو في اليمن في ظل العدوان العسكري السعودي على الشعب اليمني منذ مارس 2015م، الذي عصف ولا يزال يعصف بملايين العمال اليمنيين.. لقد اتسمت الحرب السعودية على اليمن باستهداف حياة العمال مباشرة، وتدمير كل المنشآت الاقتصادية المدنية التي يعملون فيها، لإلحاق أذى عمدي بهم خاصة، وبعائلاتهم، وإلحاق خراب اقتصادي عام في اليمن، خلافاً لكل تقاليد وآداب الحروب التي تتجنب المدنيين والمنشآت المدنية.. فبعد خمسة أيام من بدء العدوان السعودي، اتجهت مقاتلات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نحو قتل العمال وهم في الورش والمعامل والمزارع والمراعي.. وركزت على قصف المصانع التي يعملون فيها، بداية من الهجومات الصاروخية التي أحرقت 38 عاملاً في مصانع مجموعة إخوان ثابت بالحديدة، نعني مصانع يماني للألبان والزبادي والسمن والزيوت، التي قالت قناة الجزيرة صبيحة أول إبريل 2015م، إن صواريخ مقاتلات التحالف دمرتها لأنها مخازن أسلحة.. كذلك زعموا عندما قتلت صواريخ خادم الحرمين17 عاملاً بداية عام 2017م وهم في موقع عملهم في مصنع"كميكو" للطلاء القائم منذ عقود في منطقة الربيعي في تعز، ويعرفه متابعو الإعلانات التجارية بكميكو أبو وردة، ولم يعرفوا أنه كان مفاعلاً نووياً إيرانياً، ولم يعرفوا أن الذين كانوا يعملون فيه خبراء في علوم الفيزياء الذرية انهمكوا في انتاج سلاح ذري، إلا بعد أن أغارت عليه طائرات الملك سلمان وأحرقته مع من فيه قبل انتاج أول برميل طلاء مخصب باليورانيوم!
في أواخر أغسطس من العام الأول للعدوان خرج اللواء أحمد عسيري على الصحفيين يقول لهم إن مقاتلات التحالف قصفت مصنعاً للذخائر والقنابل والمتفجرات في مديرية عبس بحجة،وإنه تم تدمير تلك المنشأة العسكرية السرية، وتم قتل 19 خبيراً حوثياً، يعدون تلك الذخائر الفتاكة، وفي حقيقة الأمر كان الضحايا التسعة عشر عمالاً مدنيين، وكانت تلك المنشأة هي معمل لتنقية المياه، وهذا ما تحققت منه منظمات دولية وكذلك أحد مبتعثي بي بي سي، في حينه، وأخيراً قال أصحاب"عاصفة الحزم" نعم لقد كان ذلك معملاً للمياه، ولكن كان على مقربة منه منصة إطلاق صواريخ.. وكذب من هذا القبيل الذي اشتهر به عسيري، وكان يستحق أن يكافأ عليه بتعيينه نائباً لخادم الحرمين وليس نائباً لجهاز الأمن الوطني الذي استحدثوه مؤخراً.. مصانع الاسمنت أيضاً، كما في مثال اسمنت عمران الذي هاجمته طائرات خادم الحرمين مرات كثيرة، أفدحها ضررا الهجومان الصاروخيان في يوليو 2015م، وفبراير 2016م، اللذان قتلا 31 عاملاً، ودمرا المصنع كليا، وكذلك مصنع الوطنية للاسمنت في لحج والبرح في تعز، وفضلاً عن الدمار والقتل، حرم أكثر من 2700 عامل من مصادر الكسب، وامتلأت أسواقنا بالاسمنت السعودي والإماراتي.. وكم وكم قتل العدو؟! في مصانع المضخات والآلات الزراعية، ومصانع الأغذية ومزارع الدواجن وتربية المواشي ومعامل تعبئة المشروبات الغازية والعصائر وشرائح البطاطس.. وقائمة الضحايا البشرية والخسائر المادية طويلة على كل حال.
إنه لحريٌّ بنا أمام هذه الشواهد- وهي قليل من كثير- تخليدها، حتى لا ننسى عدواً تعمد ارتكاب جرائم بشرية، وخراب اقتصادي، دون مبرر، سوى إلحاق أوجع الآلام وأفدح الأضرار بالعمال اليمنيين وأسرهم.. ونذكر إن قرار "المؤتمر العام للأممية الثانية" بجعل اليوم الأول من شهر مايو يوماً عالمياً للعمال، بداية من العام 1889م، جاء بعد إقدام شرطة مدينة شيكاغو الأمريكية على استخدام القوة المفرطة بحق عمال وعاملات تجمعوا في بداية مايو 1886م للمطالبة بخفض يوم العمل إلى 8 ساعات، ليس غير، بينما العدو السعودي قتل عمالاً يمنيين عمداً، وألحق باقتصادهم خراباً ماحقاً وهو متعمد، وأقل رد فعل عديم الحيلة، هو إعطاء هذا العدو حقه من الكراهية والحقد.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 04:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-50140.htm