السبت, 27-أكتوبر-2007
الميثاق نت - عبدالسلام‮ ‬الدباء عبدالسلام‮ ‬الدباء -
تواصلاً لما كنا قد تحدثنا عنه مؤخراً عن الدور المعطل للمعارضة في الجانب الشبابي والرياضي ببلادنا.. فإننا نعود مجدداً لطرح بعض النقاط المكملة والمهمة لتوضيح الفكرة واستدراك ما نقص منها حتى لا تبدو قاصرة أو تعطي مدلولاً آخر عند البعض بعيداً عن جوهرها ومقصدها في وجهة النظر التي تحملها بغض النظر عن مسألة اتفاق أو اختلاف البعض الآخر مع ما جاء فيها بعد فهمهم لها بالشكل الصحيح الذي قصدناه وليس الشكل المغلوط الذي ربما قد يستنتجونه للوهلة الأولى عند قراءتهم لموضوع »المعارضة المعطلة« الذي تم نشره مؤخراً في العدد الماضي‮.‬
^ إن فهمنا للدور الحقيقي والصحيح للمعارضة الذي يفترض أن تمارسه بدافع من واجبها الوطني الذي يستند الى الدستور والقانون ومبادئ العمل الديمقراطي السليم والبناء.. ينطلق من الأهمية البالغة لضرورة وجودها في المجتمع وفي البناء السياسي والديمقراطي الشامل في الوطن باعتبارها الرديف الآخر للسلطة الذي يراقب عملها ويقيم نشاطها ويكشف للشعب مدى التزام الحكومة أو تقصيرها في انجاز المهام الموكلة اليها بحسب النظام والقانون وبحسب البرنامج الذي اختارته لنفسها ونالت عليه ثقة نواب الشعب وبالتالي فإن دورها يفترض أن يكون دوراً وطنياً‮ ‬بناءً‮ ‬متمماً‮ ‬ومكملاً‮ ‬للدور‮ ‬الوطني‮ ‬الذي‮ ‬تقوم‮ ‬به‮ ‬الحكومة‮ ‬لصالح‮ ‬الوطن‮ ‬والمواطن‮ ‬وليس‮ ‬العكس‮ ‬مثلما‮ ‬يحدث‮ ‬في‮ ‬حالات‮ ‬كثيرة‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الراهن‮.‬
^ صحيح أن وجود الحكومة القوية والناجحة لا يمكن أن يتحقق »الى حدٍ ما« إلاّ بوجود معارضة قوية وفاعلة، ولكن مع كل ذلك لابد من العودة الى أساس القوة التي تقوم بها وتعتمد عليها هذه المعارضة.. فإذا لم تكن هذه القوة مبنية على أساس من النظام والقانون والحرص على وحدة الوطن وتقدمه وتحقيق الرفاهية لعامة الشعب.. فإنها عند ذلك بكل المقاييس الوطنية الصادقة لا تعد بمثابة قوة وإنما عامل ضعف وأداة اعاقة وتعطيل لمصالح الشعب والوطن، ومعول هدم وتخريب لكل خطط الدولة وجهودها في عملية البناء والتنمية وتحقيق الأمن والسلام الاجتماعي‮ ‬الذي‮ ‬يوفر‮ ‬المناخ‮ ‬المناسب‮ ‬لصنع‮ ‬التحولات‮ ‬الايجابية‮ ‬العظيمة‮ ‬في‮ ‬حياة‮ ‬المجتمع‮ ‬على‮ ‬كافة‮ ‬المستويات‮ ‬السياسية‮ ‬والاقتصادية‮ ‬والتنموية‮ ‬التي‮ ‬تحقق‮ ‬للوطن‮ ‬ولأبنائه‮ ‬طموحات‮ ‬التقدم‮ ‬المنشود‮ ‬في‮ ‬المستقبل‮.‬
^ ولذلك فإن الحديث عن بعض جوانب الأدوار المعطلة التي تقوم بها المعارضة اليوم في مجالات النشاط الشبابي والرياضي لا يعد حديثاً مستهدفاً من باب التجني والمكايدة والقاء التهم على الطرف الآخر لتبرير الفشل أياً كان نوعه أو مصدره.. فحقائق الواقع الجلية تؤكد مدى التأثير السلبي الكبير والبالغ الذي يلحق بالرياضة اليمنية وبشبابها بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب التصرفات الخاطئة للمعارضة، وبسبب ما تمارسه من أنشطة وأعمال يغلب على الكثير منها طابع عدم الحرص على سلامة الوطن وعلى مستقبل توحد جميع أبنائها، بل أن الأمر يصل الى الأبعد‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬ليطال‮ ‬المساس‮ ‬بسمعة‮ ‬اليمن‮ ‬وتشويه‮ ‬صورته‮ ‬الخارجية‮ ‬أمام‮ ‬مختلف‮ ‬دول‮ ‬العالم‮.‬
^ فحينما نتحدث اليوم في المجال الشبابي والرياضي عن الآمال الكبيرة لإحداث التطور والنهوض المنشود للرياضة اليمنية من خلال الاحتكاك والاستفادة من فرص المشاركة المستمرة في اطار منظومة المنافسات والبطولات الرياضية المعتمدة لدى دول الجوار الخليجي ومنها على سبيل المثال بطولة »كأس الخليج« ثم تتعزز آمالنا وتتعاظم مع فرصة استضافة بلادنا لهذه البطولة في دورتها العشرين بمدينة عدن أواخر ٠١٠٢م ومطلع ١١٠٢م.. فإن هذه الآمال ما تلبث أن تتعطل وتحبط الى حدٍ كبير أمام الكثير من الممارسات الخاطئة وأحداث الفوضى والقلاقل والشغب الذي تغذيه وتشجع عليه خطط المعارضة وسلوكيات بعض قياداتها.. ولذلك لن يكون مفاجأً أن تضيع علينا فرصة التنظيم لخليجي عشرين في أية لحظة قادمة ما دام المبرر مايزال ماثلاً بالفوضى وعدم توافر عوامل الأمن والاستقرار اللازمة لنجاح هذا الحدث الرياضي المهم والكبير على‮ ‬المستوى‮ ‬الاقليمي‮.‬
^ وختاماً فإن من حق المعارضة أن تطمح في الوصول الى السلطة بالطرق الحضارية وبالوسائل السلمية والديمقرطية التي كفلها الدستور والقانون.. ولكن ليس من حقها أن تساوم في وحدة الوطن وفي اتحاد مواطنيه وولائهم الصادق للوطن والثورة والوحدة وطموحاتهم المشروعة والشريفة في صنع الغد المشرق الجديد.. كما أنه أيضاً ليس من حق كل من يمارس نشاطاً معارضاً أن يبتز الوطن ويجعل شبابه ورياضيه مجالاً للاستغلال والمكايدة التي تسيئ الى سمعة الوطن والى كل طموحات شبابه وتطلعات جميع أبنائه.. والله من وراء القصد.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 08:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-5009.htm