احمد غيلان -
كنا نحتفل بها استذكارا لتاريخ اجدادنا الذين اسنقبلوا رسول رسول الله واستجابوا لدعوة الاسلام ودخلوا دين الله افواجا بلا جدال ولا صراع .
ومتذ عام 2011 م أصبحت اول جمعة في رجب ذكرى سوداء مؤلمة مقيتة ، تعيد الى اذهاننا جريمة دهاقنة الربيع الصهيوني ، الذين استهدفوا بمتفجراتهم وقبحهم وحقدهم جامع دار الرئاسة اثناء صلاة الجمعة ، ليقتلوا ويصيبوا اكثر من 200 مصل كان فيهم رئيس الجمهورية الاسبق الزعيم علي عبدالله صالح والاستاذ الشهيد عبدالعزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى والشيخ يحيى الراعي رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة علي مجور وعشرات القيادات العسكرية والامنية والجنود وموظفي دار الرئاسة .
المجرمون الذين احالوا حفاوتنا بجمعة رجب الى ذكرى سوداء تقاسموا القبح والجريمة بين مخطط ومؤيد ومنفذ ومتشف وسعيد بما صنعت ايدي القتلة الارهابيين .
ستظل اول جمعة في رجب تذكرنا بدماء شهداء مسجد دار الرئاسة ، وجراحات المصابين ، وحالة الهلع التي اصابت الناس عقب الجريمة وقبل ان يتبين للناس اثرها و نتائجها وما خلفت من مدلولات .
كما ستظل تذكرنا بقنوات الاجرام ( الجزيرة ) واخواتعا واهلها المجرمون الذين نقلت اليهم وتناقلت عنهم ومنهم واليهم بسعادة واستبشار اخبار جريمة الاخوان المجرمين ومن خلفهم ومن يهلل لموكب الفوضى والقبح والاجرام والتامر الذي دمر البلاد واوصلها الى ما هي عليه اليوم .
كذلك ستظل اول جمعة في رجب تذكرنا بخطيب المجرمين الذي كان يخطب في جمع شارع الستين المقيت ، وهو يزف اليهم بسعادة نبأ جريمة دار الرئاسة وهم يكبرون ويهللون .
وستظل اول جمعة في رجب تذكرنا بأولئك القتلة السفلة الذين ذبحوا الذبائح وقسموا الحلوى واحتفلوا ورقصوا في ساحة العهر والاجرام والفوضى والقبح والدمار والتآمر ، ساحة ربيع القتلة والمجرمين والمنحرفين الذين قادوا اليمن الى الهلاك والدمار تحت شعارهم الاخرق ( ارحل ) .
وستظل جمعة رجب تذكرنا بذلك الصوت اليمني الاصيل الذي يفيض اخوة وانسانية ووطنية ومسئولية وإخاء ومحبة ، وهو يفنح فمه لاول مرة بعد ان فاق من الغيبوبة وجراحه الغائرة تنزف ، وهو يصارع الموت وكانه يلقي خطبته التي يريد ان يودع بها شعبه واهله واحبته واليمن ، وبنصف صوت شاحب يفض ادخنة الموت وسحب القنوط واهوال اللحظة ومشقات الانفاس الاخيرة ليقول لليمن واليمنيبن :
( اذا انتم بخير فانا بخير ) .
لم يتوقف الشهيد الحي علي عبدالله صالح عند هذه الجملة ليطمئن اليمن ومحبيها على حياته التي كانت شبه منتهية ، بل دعا الى وقف القتل واطلاق النار والتخندق ، وشدد على وقف الفتنة التي كانت قد اشتعلت ، وكان الله قد منحه القوة والقدرة على الحديث في تلك اللحظات الفارقة ليطفئ الفتنة ويمنع الاقتتال ..
كان ذلك الموقف يكفيه ليخلده التاريخ في انصع صفحاته وفي قلوب ووجدان الاجيال ، لكن الله انقذه واعاده ليشهد الكثير من التحولات ويحسم كثيرا من قضايا الجدل والصراع ويشارك ابناء اليمن معاناتهم .
لكن هواة الصراع ومتأبطي الشر والحقد والاجرام لا يتوقفون ولا يردعهم رادع ، وبدلا من ان يتوبوا الى الله والشعب ادخلوا الوطن في صراعات متتالية متصاعدة ، والقوا باليمن تحت الوصاية ، وجلبوا العدوان الهمجي البربري ليقتل ويدمر ويقهر ويشرد اليمنيين واليمن .
وهاهم المجرمون الذين دشنوا القبح والاجرام على المكشوف من ساحاا الربيع الصهيوني الفوضوي يؤيدون قتل اليمنيين وتشريدهم وهدم منازلهم وتدمير مقدراتهم وانتهاك سيادة البلد ..
هاهم يقاتلون تحت راية العدو التاريخي لليمن ( نظام ال سعود ) وحلفائه ومرتزقته الذين جلبهم من مشارق الارض ومغاربها .
هاهم الذين اتهموا صالح بالفساد والخيانة والقتل والتسلط يتسلطون ويسلطون على اليمن كل اشرار الارض وكل مجرمي الارض ، ولا يخجلون من التاريخ .. بينما صالح الذي تامروا عليه وعلى البلاد يقف مع الشعب وبين صفوف الناس البسطاء الابرياء الذين تقتلهم وتهجرهم وتحاول القضاء عليهم مملكة الارهاب السعودية وحلفاؤها ، ومعها يقف ادعياء الثورة وسفهاء السياسة وحملة مشاريع الدمار والتمزيق .
كل جمعة رجب واليمن بخير والزعيم بخير وذاكرة الاجيال ترصد وتتذكر جرائم القتلة والمعتدين والفوضويبن والاخوان المجرمين .