الجمعة, 05-أكتوبر-2007
الميثاق نت -    طه العامري -
العديد من الزملاء تناولوا في كتاباتهم مبادرة فخامة الأخ الرئيس الخاصة بتطوير النظام السياسي والتعديلات الدستورية وكل واحد أخذ المبادرة من زاوية وهذا فعل جيد وإيجابي، لكن بالمقابل هناك الطرف الآخر المعني بالمبادرة وهذا الطرف هو أحزاب المعارضة التي لم تقل موقفها ولم توضح رؤيتها للمبادرة والكيفية التي ترى فيها المعارضة المبادرة التي في بعدها السياسي الأخير جاءت بسقف سياسي أكثر من ذلك الذي كانت تخوض فيه المعارضة وتطالب به فجاءت مبادرة فخامة الأخ الرئيس متجاوزة السقف الذي كانت المعارضة قد اعتمدته لتزين به خطابها السياسي ولتعطي ذلك الخطاب مسحة من الموضوعية وهذا يمكن قراءته في خطاب ومواقف بعض المعارضة وليس كلها!!
الزملاء الذين تناولوا المبادرة اتخذوا من الحوار الوطني قاعدة للتعاطي مع المبادرة أو هكذا يأمل الزملاء ونأمل جميعاً غير أن المريب في الأمر هو أن رد الفعل الواضح على المبادرة لا يزال غير مسموع ربما لأن المفاجأة كانت كبيرة مع علمي أن فخامة الأخ الرئيس يطلع قادة المعارضة بصورة فردية وجماعية على الكثير من الخطوات خاصة المتصلة منها بالعملية السياسية، إضافة إلى أن فخامته قد سبق هذا بدعوته أحزاب المعارضة إلى الحوار وعمل على رعاية دعوته هذه والتي قوبلت بمباركة الشعب وتفاعله مع ذلك الحوار الذي لم تتضح بعد معالمه على خلفية سلسلة التصريحات المتضاربة والمتناقضة الصادرة عن بعض الفعاليات المعارضة التي أحبطت بتناقضاتها الحماس الوطني!!
بيد أن المبادرة جاءت في بعض من أهدافها الوطنية لتعطي الحوار السياسي فيما بين الفعاليات الحزبية أهميته الوطنية كما أعطت المبادرة الفعاليات المعنية الاعتبار والشرعية للحوار والتواصل ومناقشة الشأن الوطني استنادا على ما حملته مبادرة فخامة الأخ الرئيس التي جاءت بنصوصها وأهدافها بمثابة سفينة إنقاذ لكل أطياف المعادلة السياسية الوطنية بما في ذلك الحزب الحاكم صاحب الغالبية البرلمانية الذي يحظى من فخامة الأخ الرئيس بذات النظرة التي ينظر بها لأحزاب المعارضة بل غالباً ما يضع فخامته الحزب الحاكم أمام استحقاقات سياسية لم تكن تخطر في بال مكوناته وكثيراً ما تضاف هذه الاستحقاقات إلى رصيد المعارضة التي سرعان ما تستنزفه في ترددها وتخاذلها وحساباتها القاصرة دوما والعاجزة عن اقتناص الفرص والتفاعل مع الأحداث الوطنية بوعي يتجاوز المتراكم من الثقافة الحزبية والذي لا يزال يعنون مسارها وخطابها!!
إن العمل الوطني لا يستقيم مع التردد الذي عودتنا عليه المعارضة في تعاطيها مع القضايا الوطنية ومع كل الدعوات الوطنية الصادقة والصادرة عن فخامته والمعبرة عن المصلحة الوطنية والحرص على التجربة التي توصلنا إليها وها نحن ننعم بخيراتها ونحاول ترسيخ جذورها ومع ذلك لا يزال هنا من لا يستوعب متطلبات ضمان التجربة وديمومتها ولا يزال فينا من يمارس الحياة السياسية وحتى الحزبية بذات العقلية القديمة والمكتسبة التي تشربتها في سنوات نشأتها الأولى حيث الحرص الشديد والانضباط والديمقراطية المركزية والفردية في اتخاذ القرار وهذا الإرث لا يزال معمولاً به لدى غالبية القوى السياسية التي رسخت في قناعتها ثقافة الشك والتشكيك وأخذت بنظرية المؤامرة وراحت تطبقها في الميدان الخطأ!!
وأن كانت المعارضة تنادي بها فإن هذا البرود في موقف المعارضة يعكس قلقاً باطنياً لديها مصدره تلك الثقافة التي سبق أن أشرت إليها ومع ذلك دعونا نفترض النوايا الحسنة في موقف المعارضة وأن رد الفعل الرمادي في مواقفها يندرج في سياق الحكمة والدراسة لتأتي بعد ذلك المواقف الثابتة المعبرة عن موقف المعارضة وهذا مانتمناه، غير أن الأمر لن يكون كما نتصوره أو كما يفترض أن يكون..
وهذا لا نقوله من باب التشاؤم ولا باب استباق الأحداث قبل وقوعها ولكن ما نقوله عودتنا عليه المعارضة من خلال رد فعلها على كل المبادرات والمواقف الوطنية وعلى كل الدعوات الصادقة الصادرة من القيادة السياسية التي ما انفكت في مخاطبة هذه الفعاليات ودعوتها إلى الاصطفاف والحوار الجاد لما من شأنه توحيد الصف الوطني وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن والتجربة الحضارية التي توصلنا إليها والتي عانت من سلبيات هذه الفعاليات أكثر مما عانت من العوامل الأخرى التي استهدفت التجربة الوطنية!!
إن هناك عوامل كثيرة تجعلنا نتخوف من هذا السلوك الذي تسلكه المعارضة مع أن أملنا كان أن تسارع المعارضة، وتحديدا مع مبادرة فخامة الأخ الرئيس، أقول كان الأمل أن تسارع المعارضة ودون تردد إلى الترحيب الجاد والصادق والصريح بالمبادرة ومباركة هذه الخطوات التي لا تحتاج إلى تفكير لأن ما جاءت به المبادرة يندرج في سياق تطوير التجربة والنظام السياسي والمسار الحضاري برمته..
ومع ذلك نتمنى أن تبادر المعارضة إلى تحديد موقفها الواضح من المبادرة وأن لا توغل في التردد حتى لا تفقد مواقفها بريقها وإن كانت ايجابية ..!

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 03:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4928.htm