السبت, 31-ديسمبر-2016
الميثاق نت -     عبدالكريم‮ ‬المدي -
المهندس هشام شرف وزير الخارجية الذي يكاد يصل الليل بالنهار وهو يعمل في وزارته من أجل البلد وإيصال مظلوميته وصوته للعالم وفتح الأبواب الموصدة وكسر الحصار والعزلة الظالمين والانتصار للطلاب والمرضى والجوعى والجرحى والمشردين في الداخل والخارج والقول للعالم :ما يزال هنا شعب صامد يقاوم كل أشكال العدوان والحصار والتآمر، يقع في هذه الجغرافيا التي تتناسونها عمداً، واسمه اليمن الأرض والإنسان الذي يُحاصر ويُقصف بكل أنواع الأسلحة المحرمة والذكية التي تلقيها فوق رؤوس أبنائه صواريخ وطائرات العدوان على مرأى ومسمع من سبعة مليار إنسان وفي مقدمتهم دول أدعياء الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية ومعهم الأمتان العربية والإسلامية اللتان تُجيدان الصمت وتُحسنان الاستماع والاستمتاع بمشاهد فصول مسرحية الدم اليمني الذي تسفكه المملكة كل يوم..
هشام شرف المواطن والقيادي اليمني، المقاوم والمُقاتل، المدني والعسكري ، يؤمن بوطنه وقيمه ومبادئه ويمنيته التي لم ولن تسمح له بإخراج جوازه الدبلوماسي والفرار مثلكم نحو الأشقاء/ الأعداء، أو شرق المعمورة وغربها للنأي بنفسه، وبقي في أرض أقيال ومكاربة سبأ وحمير، يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم ، نجاحاتهم وإخفاقاتهم ، فمن أول قنبلة ألقيت على اليمن بقي صامداً كغيره من الرموز الوطنية والمواطنين الشرفاء،يتنقل بين مختلف الجبهات يقابل الجماهير الهادرة في الساحات ،ويقاتل مع المقاتلين الأشاوس في الجبهات،يحمل السلاح بيد والورود‮ ‬والأعلام‮ ‬الوطنية‮ ‬بيد‮.‬
هشام شرف الوزير الإنسان ، الوطني العتيد، العنيد عُرِضت عليه كل المغريات التي سالت لها لعاب الكثير من غيره، وكان قادراً على أن يبيع القضية في إحدى غرف الخمسة نجوم في الرياض،لكنه أبى، وكان قادراً- أيضاً- على أن يتبوأ أعلى المناصب بما فيها رئاسة حكومة المنفى،لكنه أبى إلا أن يكون يمنياً، وكان قادراً على أن يحوّل ملايين الدولارات والريالات لحساباته وحسابات من يحب ،لو قبل أن يترجل من على صهوة جواده ويتخلى عن فصيلة دمه وهواه وهويته ، ويتحول من فارس يمني نبيل إلى سمسار وصعلوك طريد.
هشام شرف الذي كان دوماً وطوال أيام وشهور العدوان - أيضاً- وإلى اليوم، يبثُّ شعاع حيويته وتواضعه بين الناشطين والإعلاميين والسياسيين والبسطاء لا يفوّت لقاءً ولا دعوة من منظمة مدنية ولا فعالية مخصصة لمواجهة العدوان وتعزيز اللحمة الوطنية إلا وتواجد فيها بل وأسهم حتى بشراء لافتة بسيطة من راتبه، دافعاً ضريبة الوطنية بمختلف الأثمان ومقدماً نفسه كخير سند بما أوتي من وسائل، شامخاً مع أصدقائه وأبناء وطنه الذين ينافحون عن سيادته ،غير باحث عن التلميع أو بريق الشهرة.
هشام شرف الجذر التربيعي للوطنية وأحد أهم أسرار الحميرية اليمنية المكتنزة في أمثاله كان قادراً على أن يكون أحد كبار وأهم حَمَلة المباخر في الرياض ويقبض ثمن ذلك.. وكان قادراً- أيضاً- على أن تحمل إليه المباخر من قبل أحباب العاصفة لكنه بقي في وطنه يتبخر ببخور الوطنية ومسك الشهداء، بقي يوزع البهاء ويزرع الوفاء، يبذر الأمل وينشر المعنويات ،يبلسم الجراح في كل مكان وفي كل مكلوم وجريح ومحبط ، بقي كرجل إطفاء لحرائق القصف البربري، بقي كخبير سياسي ، واقتصادي ونفسي ، بقي كمناضل وكرجل دفاع مدني ينتشل الضحايا من بين الركام‮ ‬،بقي‮ ‬إلى‮ ‬جوار‮ ‬الزعيم‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ - ‬حفظه‮ ‬الله‮ - ‬وإلى‮ ‬جوار‮ ‬العَلم‮ ‬الوطني‮ ‬الذي‮ ‬ظل‮ ‬يرفرف‮ ‬خفاقاً‮ ‬في‮ ‬جبال‮ ‬عيبان‮ ‬وصبر‮ ‬وعطان‮ ‬نقم‮ ‬وميادين‮ ‬ومواقع‮ ‬البطولة‮.‬
هشام شرف لا يجيد التلوّن بألوان الأماكن والبيئات كالحرباء،لهذا لاتتعبوا أنفسكم وتحاولوا التأثير على شخص مثله خُلق ليكون هكذا ، يحمل فكراً عميقا وقلباً كبيراً وصدراً واسعاً لا تنبت فيه أعشاب التردد وأقنعة التخفي.
الوزير شرف يا أنتم ، مثله مثل أي يمني وأي إنسان ينتمي لمجتمع بشري متعدد ومتنوع ومرتبط بعلاقات اجتماعية قد يكون صهره إصلاحياً ونسبه إشتراكياً ،وجاره سلمانياً وزميل دراسته محايداً، وقريبه مع علي محسن ، وكحال أي شخص ، آخر- أيضاً- حصل ابنه أو بنته على فرصة التعلُّم في أميركا أو أوروبا ، وهذه من بدهيات ومسلَّمات الحياة، ومن يحاول الاصطياد فيها ستظل شباكه فارغة إلا من طحالب الخيبة.. الجميع يدرك أن تحركاته وأداءه الحيوي المشرف في الخارجية جلب لبعضكم حالات نفسية وانفصاماً في الشخصية والوعي والمقدرة على إدراك حقائق الأمور والتفريق بين الأشياء، الأمر الذي جعلهم يبحثون عن السراب في صحارى أوهامهم وفشلهم السياسي وعوالمهم المظلمة التي تُعاني من التواء أخلاقي وطغيان الحمق لذي طغى على صفات الحلم ، والشك على اليقين،وغير المعقول على المعقول. ومن ذلك ظلوا طوال أيام وربما أسابيع،هي أسابيع تسلمه حقيبة الخارجية، يبحثون عن قشة يتعلقون بها،وتهمة يلصقونها بهذا الرجل، لكن وكعادتهم لم يضيفوا له إلا وساماً جديداً وتقديراً جديداً واعترافاً جديداً بأنه رجل المرحلة وفرس الرهان في الخارجية ودينمو العمل الدبلوماسي والسياسي وواحد من أهم أوراق‮ ‬حكومة‮ ‬الإنقاذ‮ ‬الوطني‮ ‬التي‮ ‬تراهن‮ ‬عليها‮.‬
تحية‮ ‬للوزير‮ ‬هشام‮ ‬شرف‮ ‬وألف‮ ‬مبروك‮ ‬هذا‮ ‬النجاح‮ ‬والحضور‮ ‬اللافت‮ ‬رغم‮ ‬صعوبة‮ ‬الوضع‮ ‬والانعدام‮ ‬التام‮ ‬للإمكانات‮ ‬المادية‮ .‬
وعلينا هنا أن نتخيل كل هذا النجاح والتحركات التي تقوم بها في ظرف قياسي وفي ظل العدوان والحظر الجوي والبحري والبري المفروض على بلادنا،فكيف سيكون عليه الحال لو رُفع الحظر حتى جزئياً، وما هي النتائج التي سيجنيها البلد كثمار يانعة بذرتها وتبذرها في الحقل الدبلوماسي‮ ‬والعلاقات‮ ‬الخارجية‮ ‬؟‮ ‬وفي‮ ‬الأخير‮ ‬اِمضِ‮ ‬معالي‮ ‬الوزير‮ ‬وتذكّر‮ ‬أنها‮ ‬لا‮ ‬تُقذف‮ ‬إلا‮ ‬الأشجار‮ ‬المثمرة‮.. ‬ودمتَ‮ ‬والوطن‮ ‬وكل‮ ‬شرفائه‮ ‬بألف‮ ‬خير‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 05:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48493.htm