الإثنين, 12-ديسمبر-2016
الميثاق نت -   سلوى المتوكل -

ذكراك يا رسول الله الكريم تعلمناها قبل معرفة اسمائنا في الصغر.. في البيت كان يحتفل آباؤنا بذكراك العطرة وفي منابر المساجد والجوامع.. كانت تعلو الاصوات بالصلاة والتسليم عليك في ساحات المدارس وحجرات الدروس، كان الجميع يصدح بذكراك الكريمة.. أحببناك يا رسول الله بالفطرة مناً من الله العلي القدير.. أحببناك يا خاتم الأنبياء أسوة وقدوة بآبائنا تكرماً من الله..
فلم يكن الاحتفال بهذه المناسبة الغالية على الأرض اليمنية وليد اللحظة أو جهة هي المتفردة بهذا الشرف العظيم والنبيل إنما هو حب توارثه أجدادنا ومراسم احتفالات نتوارثها جيلاً بعد جيل.. هذه المناسبة نتذكر فيها أن الله كرم رسوله صلى الله عليه وسلم بأخلاق النبوة وسط مجتمع يغص بالرذائل والشرك بالله وهذا ما عُرف بالحياة الجاهلية قبل الإسلام وهذا الاسم يحمل مدلولات عدة في سطور التاريخ أي جاهلية العقل التي قادت الانسان في تلك الفترة الى البعد عن الله تعالى وارتكاب المعاصي والآثام على مستوى المنطقة الجغرافية وعلى مستوى القبيلة والأسرة فقد كان الانسان الجاهلي يشن الحروب ويعتدي على القبائل الأضعف ويحول أحرار القبيلة الأخرى عبيداً له، ولعل تركز الظلم في العهد الجاهلي كان يقع على عاتق المرأة التي لم تكن قيمتها آنذاك أكثر من متاع تباع وتؤسر.. ومن أجل معالجة هذا الظلم الجاهلي بحق المرأة بعث الله رسوله الكريم يعالج ويطهر كل مظاهر الظلم والطغيان في تلك الحقبة من التاريخ وكانت المرأة ضمن هذه القضايا التي نزلت بشأنها آيات قرآنية بل سور كاملة في القرآن الكريم والعديد من الأحاديث النبوية التي تكرم المرأة وتبين حقوقها.. وبالعودة الى رذائل العهد الجاهلي قبل بعثة الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام لا يستطيع المرء منا حصر هذه الرذائل في عدة سطور أو ندوة أو محاضرة.. ولهذا فإننا في هذه السطور نتحدث عن جزء من تلك الفترة وليس الحصر والحديث عن كل جوانب الحياة الجاهلية التي ارتقى بها الاسلام من الظلام الى النور والانتقال من حياة البداوة والجهل والطغيان الى معرفة الله والحياة بنور الطهر والعدل والبعد عن القبح والرذائل..
هكذا أراد الله تطهير العالم من الظلم والطغيان الذي كانت تعاني منه القبائل العربية الى العدل والحق ونصرة المظلوم بل وتحرير للإنسان من العبودية.. كما كان حال العرب وهم واقعون بين نابي فكي الفرس والروم حتى أتى الله بنوره العظيم وهو ميلاد وبعثة نور الهداية محمد صلوات الله وسلامه عليه وقد كان قائداً للمسلمين في الدفاع عن الحرية وتحرير العرب من سيطرة الروم ثم سار المسلمون على نهج وخطى معلّم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة هاتين الامبراطوريتين أي الفرس والروم، وكل ذلك من أجل إعلاء كلمة الله وتحرير البشر من العبودية..اليوم ماذا نستلهم من هذه الذكرى العطرة من دروس وعبر فقد عاد الظلم والطغيان على أيدي قرون الشيطان أي أم الصهيونية آل سعود الذين يدنسون أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة والمدينة المنورة بأعمالهم الاجرامية على أراضينا قرابة عامين متواصلين وهم يمارسون الهدم والقتل والاجرام ضد ابناء الشعب اليمني الذين قال فيهم رسول الله صلى الله وسلم «الله أكبر لقد أتى نصر الله.. لقد جاءكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة.. الايمان يمانٍ والحكمة يمانية» لما كان لهم من مكانة عظيمة وهم أول من ناصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملوا لواء تبليغ الرسالة الاسلامية ومضى أجدادنا الى كل بقاع العالم يشاركون في تأسيس الحضارة الاسلامية كما تشهد على ذلك اسماؤهم في المكتبات العالمية وعلى جدران آثار الحضارة الاسلامية.
اليوم تعود ذكرى مولد رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم ونحن نعاني من عدوان عالمي.. ألا يخجل زعماء وشعوب الدول العربية والاسلامية في هذه المناسبة الغالية وهم يعتدون على شعب الحكمة والإيمان.. ألا يخجلون من رسول الله وهم يحتفلون بذكرى ميلاده أن يقتلوا أحفاد الفاتحين والناصرين لرسول الله..
اللهم إني أسألك بجاه حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم أن تنصر وطني، وتدمر كل من تآمر وتجبَّر على اليمن واليمنيين.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 22-مايو-2024 الساعة: 12:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-48237.htm