الإثنين, 28-أغسطس-2006
الميثاق نت - لأن الرئىس جورج بوش يوهم نفسه بالانتصار في أفغانستان وبالانتصار أكثر فأكثر في العراق، فليس غريباً أن يعتبر نفسه منتصراً في لبنان وفي الحرب التي قادها الكيان الصهيوني بالنيابة عن إدارته التي كبَّدت الشعب الأمريكي العظيم من الخسائر في الأرواح والأموال والسمعة ما لم يتكبده في تاريخه كله.. ولا نستطيع أن نقول إن هناك تعتيماً معلوماتياً يحيط الرئىس كما يحدث حول بعض الرؤساء في عدد من أقطار العالم الثالث، أو أن حجب المعلومات عنه وراء ذلك الجهل أو التجاهل المثير للعجب، كما أن الرئىس بوش ليس غبياً إلى حد يتصور الهزائم‮ ‬الفاجعة‮ ‬انتصارات‮ ‬لكنه‮ ‬من‮ ‬الذكاء‮ ‬إلى‮ ‬درجة‮ ‬تجعله‮ ‬يوهم‮ ‬الآخرين‮ ‬أنه‮ ‬انتصر‮ ‬وأن‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬على‮ ‬مايرام‮.‬ د‮. ‬عبدالعزيز‮ ‬المقالح -
لأن الرئىس جورج بوش يوهم نفسه بالانتصار في أفغانستان وبالانتصار أكثر فأكثر في العراق، فليس غريباً أن يعتبر نفسه منتصراً في لبنان وفي الحرب التي قادها الكيان الصهيوني بالنيابة عن إدارته التي كبَّدت الشعب الأمريكي العظيم من الخسائر في الأرواح والأموال والسمعة ما لم يتكبده في تاريخه كله.. ولا نستطيع أن نقول إن هناك تعتيماً معلوماتياً يحيط الرئىس كما يحدث حول بعض الرؤساء في عدد من أقطار العالم الثالث، أو أن حجب المعلومات عنه وراء ذلك الجهل أو التجاهل المثير للعجب، كما أن الرئىس بوش ليس غبياً إلى حد يتصور الهزائم‮ ‬الفاجعة‮ ‬انتصارات‮ ‬لكنه‮ ‬من‮ ‬الذكاء‮ ‬إلى‮ ‬درجة‮ ‬تجعله‮ ‬يوهم‮ ‬الآخرين‮ ‬أنه‮ ‬انتصر‮ ‬وأن‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬على‮ ‬مايرام‮.‬
ولا أحد يدري إلى متى سوف يستمر الرئيس بوش يغالط الآخرين ويوهم نفسه بأن هؤلاء الآخرين مقتنعون بمغالطاته التي فاقت التصور ودفعت بعدد من مساعديه السابقين إلى التخلي عن مناصبهم أو الانحياز إلى منتقديه كما هو الحال على سبيل المثال مع كولن باول وزير الخارجية السابق الذي بات يشكك في كل ما يقوله الرئيس عن الانتصارات الوهمية.. يضاف إلى ذلك ما تقوله الصحافة التي لاتزال تحتفظ بقدر لا بأس به من الحرية التي تجعلها تفضح موقف الرئيس وأعضاء إدارته وما يسوّقونه للجمهور الأمريكي من أكاذيب لاتخضع للمنطق ولا يكاد يقبلها- كما تقول‮ ‬إحدى‮ ‬تلك‮ ‬الصحف‮- ‬مجتمع‮ ‬شرقي‮ ‬محكوم‮ ‬بالقمع‮ ‬والابتزاز‮ ‬فضلاً‮ ‬عن‮ ‬مجتمع‮ ‬ديمقراطي‮ ‬حديث‮.‬
ولعل أغرب أقوال الرئىس بوش عن انتصاراته ما ردده أخيراً من أن العالم لن يفهم حقيقة الهزيمة التي لحقت بحزب الله إلاَّ بعد سنوات، وكأنه أراد أن لايفهم مواطنوه أبعاد الهزيمة التي لحقت بالكيان الصهيوني والتي هي في حقيقة الأمر هزيمة شخصية له ولإدارته إلاّ بعد أن يكون قد ترك البيت الأبيض وصار في عداد الرؤساء السابقين الذين لاتعنيهم هزيمة أو انتصار، أو أنه من الذين يؤمنون بأن الشعوب مهما كانت درجة وعيها سريعة النسيان وأن الأيام كفيلة بأن تجعل الشعب الأمريكي ينسى الهزيمة التي تكبَّدها الكيان الإسرائيلي والإدارة الأمريكية‮ ‬معاً،‮ ‬وهذه‮ ‬المغالطات‮ ‬عموماً‮ ‬توحي‮ ‬بما‮ ‬وصل‮ ‬إليه‮ ‬وضع‮ ‬الإدارة‮ ‬الحالية‮ ‬للبيت‮ ‬الأبيض‮ ‬من‮ ‬سقوط‮ ‬سياسي‮ ‬وأخلاقي‮.‬
إن مغالطة الآخرين مهما ترتب عليها من مخاطر- حسب بعض علماء النفس- أهون بما لايقاس من مغالطة النفس لأن الأخيرة تخلق حالة من الانفصام بين الشخص والواقع وتجعل كل أحكامه وتصوراته موضع تقدير غير محسوب وتستوي معها الأمور الصغيرة بالكبيرة، والأخطر أن تكون هذه حالة رئىس دولة وأية دولة؟ إنها الأعظم في العالم، فلو كان المبتلى بهذه الحالة إنساناً عادياً لهان الأمر لأن خطره محدود ولايتعدى دائرة ضيقة هي دائرة المحيط الذي يعيش فيه أما أن يكون المبتلى بها رئىس دولة عظمى فتلك كارثة ولن يتوقف أثرها على اليوم أو الغد بل سوف يمتد‮ ‬إلى‮ ‬عشرات‮ ‬السنين‮.‬
لقد انهزم بوش في أفغانستان وهو يُهزم الآن في العراق بعد أن عملت سياسته على تدمير هذا الشعب وتمزيق الأواصر الأخوية بين مكوناته المذهبية والعرقية.. ومنذ أيام تمت هزيمته في لبنان، والعالم يترقب هزائمه الجديدة إن لم تحدث معجزة ويتحقق ما يطالب به بعض أعضاء الكونجرس‮ ‬من‮ ‬إقصائه‮ ‬عن‮ ‬الرئاسة‮ ‬كما‮ ‬حدث‮ ‬لبعض‮ ‬أسلافه‮ ‬ممن‮ ‬كانت‮ ‬أخطاؤهم‮ ‬أقل‮ ‬ومغالطاتهم‮ ‬للنفس‮ ‬وللآخرين‮ ‬في‮ ‬نطاق‮ ‬محدود‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-479.htm