الميثاق نت: -
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين..
يا أبناء شعبنا اليمني الأوفياء في الداخل والخارج:
ياجماهير سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو:
أيها الرجال الرجال من أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية المرابطين في مواقع الشرف والبطولة، وفي ساحات القتال والإستبسال، وفي الحدود والثغور:
الإخوة والأخوات قيادات وأعضاء وحلفاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام:
يسعدني أن أتحدث إليكم، وأن أتوجّه بالتحية والتقدير والإجلال لكل أبناء شعبنا اليمني المكافح رجالاً ونساءاً شيوخاً وشباباً مدنيين وعسكريين، بمناسبة العيد الـ53 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة..
كما أتوجّه بالتحية والتقدير والإعتزاز إلى مناضلي حرب التحرير وفدائيي الكفاح المسلّح.. الذين ناضلوا وكافحوا وسطّروا أروع صور البطولات والفداء حتى أجبروا الإستعمار البريطاني البغيض على الرحيل من أرضنا اليمنية الغالية.
يا أبناء شعبنا اليمني المكافح:
ان ما يحز في النفس أن يحل العيد الـ53 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، وأن يحتفل به شعبنا والأحزان تعتصر القلوب.. والآلام تسكن النفوس.. والكآبة تخيِّم على أجواء الوطن، نتيجة استمرار تصاعد العدوان الغاشم والآثم الذي يشنه نظام آل سعود ومن تحالف معه ومن يدعمه، وارتكابه لمجازر الإبادة الجماعية في حق اليمنيين الأبرياء، والتي كان آخرها وأكثر بشاعة ورعباً محرقة الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء التي كان يتواجد فيها مئات الأشخاص الذين توافدوا إليها لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد مناضلي الثورة اليمنية وأحد مشائخ وأعيان اليمن، وتم استهدافهم وهم داخل وخارج الصالة بأربع غارات جوية أُستخدم فيها أنواع من الصواريخ المحرقة والأشد فتكاً وتدميراً والمحرّم استخدامها دولياً، والتي راح ضحيتها أكثر من سبعمائة شهيد وجريح، بالإضافة إلى أن هذا العدوان قد قتل خلال مايزيد عن 18 شهراً الآلاف من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ.. والعجزة والمرضى وذوي الإحتياجات الخاصة بدون أي وجه حق، وبدون أي رحمة أو خوف من الله جلّت قدرته، ودون أي مراعاة لحق الجوار وأواصر القربى ووحدة العقيدة والمصير، إلى جانب تدميره لآلاف المساكن على رؤوس ساكنيها ولكل مقدرات الوطن ومكاسبه التنموية وآثاره ومعالمه التاريخية.
يا أبناء شعبنا اليمني الأماجد:
إن عظمة ثورة الـ14 من أكتوبر الخالدة التي نحتفل بعيدها الثالث والخمسين لا تتجسّد فقط في أنها استطاعت أن تقاوم المستعمر بالعمل الفدائي والكفاح المسلّح وتجبّره على الرحيل من أرضنا اليمنية، وأن تحقق الإستقلال الوطني الناجز لشطرنا الجنوبي من الوطن، وإنما تتجلى عظمتها أكثر في استطاعتها وقدرتها على أن تقيم نظاماً وطنياً جمهورياً ديمقراطياً حُرّاً على أنقاض أكثر من 23 إمارة وسلطنة ومشيخة كان الإستعمار قد عمل بكل جهده وبما يمتلك من القدرات والإمكانيات والقوة والسطوة على إنشائها وتجذيرها في واقع حياة شعبنا، مغذياً لنزعاتها الإنفصالية لتكون نواة لدولة الجنوب العربي التي كان يُراد لها أن ينسلخ شطرنا الجنوبي عن هويته الوطنية اليمنية ويتخلّى عن انتمائه لموطن الحضارة والأصالة والأمجاد.. وأن تكون دولة الجنوب العربي عائقاً للمشروع الوطني في إقامة النظام الجمهوري الديمقراطي الحُرّ.. وإجهاض أي عمل وحدوي.. من شأنه التسريع في تحقيق الوحدة اليمنية كهدف استراتيجي سام للثورة اليمنية.. ولكن إرادة الثورة وإصرار الثوّار الصادقين أفشلت كل تلك المخططات الإستعمارية السلاطينية التي لم يكن لها أي هم سوى بقاء اليمن ممزقاً ومتشظياً..
وبرغم ذلك فقد انتصرت الثورة وحققت أهدافها وفي مقدمتها قيام النظام الوطني الجمهوري الديمقراطي.. وفي إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي ارتفع علمها شامخاً في مدينة عدن الباسلة يوم الـ22 من مايو عام 1990م إيذاناً بإعلان قيام الجمهورية اليمنية على أنقاض النظامين الشطريين السابقين.. والتي فاجأ بها اليمنيون العالم كله، حيث جاءهم النبأ اليقين والفعل اليمني الناجز بتوحيد وطنهم في ظل نظام واحد، وفي وقت كان فيه العالم يتمزّق وتتشظى كثير من دوله.
أيها اليمنيون الأحرار:
لقد كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م ضرورة وطنية مُلحّة لإنقاذ شعبنا من نير الإستعمار واستبداده واستغلاله واضطهاده لأبناء اليمن الأحرار، كما كانت ثورة 26 سبتمبر 1962م حتمية تاريخية فرضتها ظروف الإنغلاق والظلم والإستبداد الإمامي الذي كان جاثماً ومتسلّطاً على شعبنا أكثر من ألف عام، واستطاع شعبنا بالثورة السبتمبرية من القضاء على الحكم الإمامي الكهنوتي، وإقامة النظام الجمهوري.. وحكم نفسه بنفسه، وخاض اليمنيون جميعاً وخاصة أولئك الذين هبّوا من الضالع ولحج وعدن وشبوه وأبين وحضرموت، لخوض معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في كل جبهات القتال، وضحى الكثير منهم بأرواحهم ودماءهم فداءاً لثورة 26سبتمبر.. وهي نفس اللوحة الوطنية الرائعة التي تجسّدت في ملحمة الكفاح المسلّح والعمل الفدائي ضد المستعمر البريطاني البغيض حين هب كل أبناء الوطن من الشمال والجنوب لدعم ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، وهو ماجسّد في الواقع وفي الفعل التلاحم القوي بين ثورة 26سبتمبر الأم ووليدتها المنتصرة ثورة 14أكتوبر، التي انطلقت شرارتها الأولى وبعد عام فقط من قيام ثورة سبتمبر، لتعلن الكفاح المسلّح ضد المستعمر البريطاني من جبال ردفان الأبية بقيادة الشهيد المناضل البطل راجح غالب لبوزة..
لقد عزّز تلاحم الثورتين قوة ووحدة شعبنا وكل فصائل العمل الوطني رغماً عن إرادة قوى الإستعمار والإمامة والسلاطين والمستوزرين وقوى الرجعية العربية الكهنوتية وفي مقدمتها النظام الرجعي الكهنوتي في السعودية التي تآمرت على شعبنا، ولازالت، وأرادت وأد الثورة وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، ولكنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها العدوانية نتيجة صلابة وصمود شعبنا وقواته المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية وكل فصائل العمل الوطني الذين استماتوا جميعاً وخاضوا ملاحم اسطورية من معارك الفداء والتضحية في مواجهة العدوان السعودي، ومع ذلك ونتيجة لهزيمة النظام السعودي وفشله في القضاء على الثورة يحاول اليوم من خلال عدوانه الظالم على بلادنا إعادة الكرّة من جديد والتآمر على اليمن أرضاً وإنساناً، بل والإعتداء عليه وقتل أبنائه وتدمير مقدراته.
إن انتصار الثورة اليمنية الخالدة (26سبتمبر و14أكتوبر) بتحقيق الإستقلال في الـ30 من نوفمبر عام 1967م.. وبدحر حصار السبعين يوماً يوم 8 فبراير 1968م وإلحاق الهزيمة النكراء للأعداء الذين وصلوا إلى أبواب صنعاء، قد عزّز من انتصار الثورة ورسوخ النظام الجمهوري، كما عزّز من تلاحم الثورتين وقوّى عزيمة اليمنيين الأحرار وشكّل اللبنة الأساسية والخطوة الأولى في مسار النضال الوحدوي الذي تتوج بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية يوم الـ22 من مايو عام 1990 التي ارتفع علمها شامخاً من مدينة عدن الباسلة.
يا أبناء شعبنا اليمني الكريم:
في هذا العيد المجيد يجب أن لا ننسى أولئك الثوّار الحقيقيين الذين فجّروا ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م وخاضوا الكفاح المسلّح وناضلوا حتى تحقيق الإستقلال وواصلوا قيادة مسيرة العمل الثوري في الفترات اللاحقة بكل أمانة ونزاهة، أنهم لم يكن همهم السلطة ولا الجاه ولا الثروة.. بقدر ما كان همهم الأساسي والوحيد هو تحرير الوطن من الإستعمار وإنجاز الإستقلال الوطني، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الحرّية والوحدة والديمقراطية، ومن أجل ذلك تحمّلوا الصعاب والمتاعب والمشاق، وكانت معاناتهم كبيرة ومريرة، غير منتظرين الجزاء أو الثواب من أحد سوى من شعبهم ووطنهم.
وأن ما يعتز به شعبنا بأن أولئك الثوّار الأحرار ومناضلي حرب التحرير.. وفدائيي الكفاح المسلّح ظلوا على عهدهم ووعدهم للشعب والوطن، أوفياء للمبادئ والقيم الثورية والوطنية.. وأوفياء لدماء الشهداء ولتضحيات المناضلين الذين قدّموا أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية من أجل يمن موحّد حُرّ وديمقراطي.
وسيظل شعبنا اليمني الأبي يذكر بكل الفخر والإعتزاز لأولئك المناضلين الشرفاء والثوّار الأحرار عطاءهم الكبير ونضالهم الجسور من أجل عزّة وكرامة وشرف الوطن والشعب، لم تؤثر عليهم كل أنواع الإغراءات وبريق المال المدنّس الذي أثر على البعض من أولئك الذين كانوا محسوبين على الثورة والذين كانوا يتشدقون بالوطنية والتقدمية ويزايد على الآخرين بأنه يمتلك تاريخاً نضالياً حافلاً بالعمل الوطني وبالتضحيات، بينما هم في حقيقة الأمر عناصر مدسوسة على ثورة سبتمبر وأكتوبر، وكانوا عناصر استخباراتية سواءً بريطانية أو سعودية أو غيرها من أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية، وهاهم اليوم يعودون إلى المربع الأول كمخبرين وعملاء لا رأي لهم ولا قرار بأيديهم سواءً قرارات الحرب أو السلم، فهم عبارة عن عملاء موظفين يؤدون دوراً مرسوماً لهم ضد وطنهم وشعبهم، يحددون الأهداف التي يقوم العدوان بضربها ويقدمون الإحداثيات إلى غرفة عمليات العدوان الموجودة في الرياض، ولهذا فشعبنا اليمني يعرفهم حق المعرفة بأنهم أشد خطراً على الوطن من أعداء الوطن، لا هم لهم سوى التربّع على كراسي السلطة ولو على جماجم وأشلاء اليمنيين الأبرياء وعلى أنهر من الدماء الزكية التي يسفكها العدوان كل يوم بتعاون أولئك المأجورين الذين تجردوا من كل القيم والأخلاق، وباعوا ضمائرهم وذممهم للشيطان..
أمَّا أولئك الثوّار الحقيقيين والمناضلين الصادقين لم يغيروا مواقفهم أو يتنكّروا لمبادئ وقيم الثورة والوحدة.. أو يخونوا دماء الشهداء والجرحى أو يتنكّروا من ماضيهم الوطني الناصع.
وفي نفس الوقت فإنه من المخزي والمخجل أن يأتي هذا العيد الـ53 لثورة أكتوبر المجيدة التي حققت لشعبنا الكثير من الطموحات والآمال وفي مقدمتها التحرّر من الإستعمار، وهناك من الذين كانوا يزايدون على شعبنا بأنهم هم من صنع الثورة، ومن خاض الكفاح المسلّح وشارك في قيادة العمل الفدائي ضد الإحتلال، قد تنكّروا للثورة وتخلّوا عن مبادئها وقيمها، وتنكّروا أيضاً لتضحيات الشهداء.. وأصبحوا في مزبلة التاريخ، لأنهم اختاروا أن يكونوا في صف الأعداء الذين ناصبوا الثورة العِداء وتآمروا عليها منذ انطلاقتها، ووقفوا مع الأعداء متآمرين على إرادة ثورة أكتوبر وعلى شعبنا ونضاله من أجل الإستقلال والحرية والوحدة.
يا أبناء شعبنا اليمني الثائر:
إن ادعياء الوطنية والتقدمية والثورية الذين كانوا مدسوسين على الثورة واخترقوا صفوف المناضلين الحقيقيين قد استغلوا واستثمروا كفاح ونضال وتضحيات العمَّال والفلاحين والكادحين من أبناء شعبنا الذين اندفعوا بكل الإخلاص وبنكران للذات للدفاع عن الثورة ومكتسباتها واجترحوا المخاطر وشاركوا في العمل الفدائي بصدق من أجل أن يمتلكوا حريتهم وإرادتهم المستقلة وأن يتحرروا من استغلال وطغيان الإستعمار الذي أمعن في اضطهاد شعبنا وإذلاله والتنكيل به.. وتمكّن أولئك المدسوسون من القفز إلى مراكز السلطة الثورية العليا، مستغلين عرق الكادحين وجهودهم أكثر مما استغلها الإستعمار، ونالوا من الثورة والوطن مالم ينله المستعمر، لأن المندسين كانوا أخطر من الإستعمار، وكانوا أكثر خطراً على الثورة وأكثر فتكاً بها وأكثر إضراراً بالوطن والشعب، لأن المندس ينخر الثورة من داخلها بإسم الثورة ويساعد الأعداء على تنفيذ مخططاتهم التآمرية على الوطن بإسم الوطنية، وعملوا على إفراغ الثورة من مضامينها وقيمها الوطنية والأخلاقية والإنسانية النبيلة، ولهذا كان سبب بعض الإخفاقات والعثرات التي اعترضت مسيرة الثورة هو النتيجة الطبيعية لتآمرات المندسين على الثورة، لأن فعلهم التآمري كان أكثر فتكاً وضرراً بالثورة.
ومع ذلك كان -وسيظل- النصر حليف الثورة اليمنية (26سبتمبر و14أكتوبر) وحليف كل اليمنيين الأحرار، بينما سيلحق الخزي والعار بأولئك المندسين الذين شاءت الأقدار أن يتعرّوا ويظهروا اليوم على حقيقتهم، وأُرغموا على الكشف عن أقنعة الزيف والعمالة التي ظلوا يرتدونها لفترة طويلة يخدعون بها الشعب والوطن والثورة، حيث أصبحوا اليوم في مربّع الخيانة والعمالة واتضح للشعب زيفهم وخداعهم الذي حاولوا به تضليل الآخرين.. وبشعاراتهم الرنانة التي كانوا يطلقونها زوراً وبهتاناً ويزايدون بها على جماهير الشعب.
وهكذا هي نهاية كل خائن وعميل ومندس مهما حاول تقمّص الوطنية والتقدّمية ويزايد بالشعارات البرّاقة ويمارس الدجل والتضليل على شعبنا سنوات عديدة، خاصة بعد أن ارتمى في أحضان القوى الرجعية التي كانوا يعتبرونها العدو التاريخي لليمن، ومصدر الشر كله على اليمن، وأصبحوا اليوم يسبّحون بحمدها.. ويشكرون لها ما تَمنّ به عليهم من الفتات مقابل عمالتهم وتآمرهم وخيانتهم لشعبهم ووطنهم.
أيها اليمنيون الأحرار:
اننا -في هذه المناسبة- لا نملك إلّا أن نقف إجلالاً واعتزازاً لكل الذين ثبتوا وصمدوا ودافعوا وحافظوا على الثورة اليمنية الخالدة (26 سبتمبر و14 أكتوبر) وظلوا متمسكين بأهدافها ومبادئها.. وضحّوا من أجل انتصارها، ولازالوا ثابتين وصامدين وصادقين في مواقفهم الوطنية ومتمسكين بمبادئهم وأوفياء لعهودهم، لأنهم هم المناضلون الحقيقيون الصادقون الذين لم تؤثر عليهم المغريات ومحاولات شراء ذممهم وضمائرهم من قِبل القوى الرجعية المعادية لليمن وثورتها ووحدتها، والتي استطاعت -وللأسف- أن تشتري ضمائر ومواقف البعض من المتذبذبين والمتمصلحين ورخيصي الثمن والقيمة.
واننا على ثقة كبيرة بأن شعبنا اليمني العظيم الذي حقق الإنتصار الشامخ للثورة اليمنية الخالدة (26سبتمبر و14أكتوبر) في الفترات السابقة وفي مختلف المنعطفات والمحطات الهامة من تاريخ شعبنا، قادر اليوم وأكثر من أي وقت مضى على حماية الثورة والجمهورية والوحدة والحرّية والديمقراطية والدفاع عن السيادة والإستقلال كثوابت وطنية لليمنيين كل اليمنيين لايمكن التفريط بها أو المساومة عليها.
وأن الشعب الذي حقّق تلك الإنتصارات العظيمة والتاريخية للثورة، وفي مقدمتها الوحدة اليمنية الخالدة، بصموده وصلابته وتضحياته الجسيمة وأحبط كل المؤامرات والدسائس السابقة، سيظل هو الأقدر على صد وإفشال المؤامرات الجديدة التي تُحاك اليوم ضد الوطن، وبالتالي إلحاق الهزيمة لمحاولات العودة باليمن إلى عهود ماقبل الثورة والوحدة.. مهما حاول الأعداء ومعهم أولئك العملاء والمأجورون والمرتزقة الذين ارتهنوا للأعداء وتحوّلوا إلى مطايا لتمرير تلك المؤامرات الدنيئة.. وفي مقدمتها محاولة تمزيق الوطن والقضاء على الوحدة اليمنية تحت مسمّى الأقاليم والدولة الإتحادية المزعومة التي ستتصدى لها الجماهير وستفشلها حتماً، بإعتبارها صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والجمهورية والوحدة.
واسمحوا لي أيها الإخوة والأخوات أن أحيي بإسمكم في هذه المناسبة الوطنية الغالية كل الإنتصارات المحقّقة التي يحرزها شعبنا في مختلف المجالات، وفي مقدمتها تلك الإنتصارات العظيمة التي يحقّقها الجيش واللجان الشعبية بدعم من كل أبناء شعبنا الشرفاء في مختلف جبهات القتال المفروض على شعبنا، وفي الحدود والثغور، وهي الإنتصارات التي أبهرت الكثير من المراقبين والمُحلّلين والباحثين العسكريين الإستراتيجيين بالنظر إلى الفارق الكبير في ميزان القوى بين إمكانيات بلادنا المتواضعة والمنعدمة أصلاً بسبب العدوان وبين ما تمتلكه دول العدوان من إمكانات عسكرية ومالية وإقتصادية هائلة وما تحظى به من دعم كبير من قِبل قوى الهيمنة والإستكبار والإمبريالية والرجعية والإستعمار الجديد وهي المقارنة التي يستحيل إجرائها نظراً للفارق الهائل والمذهل بين الطرفين.
يا أبناء شعبنا اليمني الوفي:
إن ما يجب أن يتم التأكيد عليه اليوم وفي كل يوم.. في هذه المناسبة الوطنية الغالية وفي غيرها من المناسبات أن الدم اليمني الحُرّ لا يسقط ولا يمكن أن يسقط بالتقادم، وأن شعبنا حتماً سيقتص لنفسه وسيأخذ بثأره عاجلاً أمْ آجلاً، وأن تلك الدماء التي سُفكت والأرواح التي أُزهقت بفعل العدوان السعودي غالية وغالية جداً، لا يعوّضها أي مال مهما كان حجمه، فـ (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ)، لأنه يمكن بالمال تعويض الماديات والمقدرات مهما بلغ حجم تكاليفها.. أمّا الدم لا يعوّض إلّا بالدم.
وأن ما يتعرّض له شعبنا من حرب إبادة شاملة.. بسبب العدوان البربري الغاشم الذي يشنه نظام آل سعود والمتحالفون معه والداعمون له لايمكن أن يُثني اليمنيين الأحرار عن الدفاع عن وطنهم وتلقين الأعداء أقسى الدروس، لأنه يدافع عن عزّته وشرفه وكرامته وسيادته واستقلاله، وفي الوقت نفسه فهو شعب يحب السلام وينشد السلام له ولغيره ويعمل من أجل السلام، ويمد يده للسلام.
وأن أرواح ودماء ضحايا مجزرة الإبادة الجماعية.. والمحرقة المروّعة التي حدثت نتيجة لذلك الفعل الإجرامي المروّع لطائرات نظام آل سعود والدول المتحالف معه، لاشك أنها قد أيقظت ضمير جزء من دول العالم التي استنكرت وأدانت هذه الجريمة البشعة، ومن ضمن تلك الدول بعض دول التحالف الذي تقوده السعودية المشاركة في العدوان على شعبنا وبلادنا، وهو ما يفرض عليها أن تعزّز إدانتها ورفضها لتلك المجزرة بإثبات أنها لم تكن متورطة في هذه المجزرة البشعة وفي مجازر الإبادة الجماعية التي سبقتها، أن تعلن انسحابها من تحالف العدوان تأكيداً لمصداقيتها ولما أعلنته من رفض وإدانة لتلك الجريمة غير المسبوقة.
ونؤكد هنا.. وفي هذا اليوم وكل يوم بأن الإرادة اليمنية الحُرّة ستظل قوية وشامخة شموخ جبال عيبان وردفان وشمسان ولن تنكسر مهما قدّم شعبنا من تضحيات.. ومهما تمادى العدوان السعودي في ارتكاب المجازر وجرائم الحرب، لأن ذلك لن يزيد شعبنا إلّا قوة وصلابة وإصراراً على تحقيق النصر.
يا أبناء شعبنا الاوفياء:
أيها اليمانيون الاحرار:
إن نظام آل سعود وبعد أن فشل في تحقيق أهدافه التي رسمها لعدوانه الظالم الغاشم على اليمن أرضاً وإنساناً، ولعدم قدرته على إحراز أي نصر استراتيجي حقيقي على الأرض سواء على الصعيد العسكري أو السياسي، برغم ما بذله من أموال هائلة لمحاولة تضليل الرأي العام الدولي وللتغطية على جرائمه البشعة التي يرتكبها ضد اليمنين الأبرياء من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، وبرغم تلك الشراسة والهمجية والوحشية التي صاحبت عدوانه الذي مضى عليه أكثر من ثمانية عشر شهراً، وبعد أن فشل في تنفيذ مخططاته الرامية لتركيع الشعب اليمني وإشعال فتيل الحرب الطائفية والمذهبية والمناطقية في اليمن من خلال مرتزقته المحليين وعملائه الذين باعوا ضمائرهم وتخلوا عن وطينتهم، أو من خلال المرتزقة الذين استأجرهم من الجنجويد وبلاك ووتر وداين جروب وغيرهم من المرتزقة الذين دفع بهم إلى الأراضي والشواطئ اليمنية للقيام بأعمال إرهابية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إلّا أن الفشل الذريع كان حليف كل أولئك المرتزقة، فعاد اليوم النظام السعودي يحاول إشعال المنطقة من خلال تدويل الصراع المسلّح في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب باستدراجه للولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة الفعلية والمباشرة في العدوان على بلادنا تحت ذريعة الرد على مازعم أنه اعتداء على البوارج الأمريكية، وكذلك بقصف الشواطئ واستهداف المناطق الحيوية والسكنية على الشريط الساحلي اليمني وإقلاق الملاحة الدولية.
وما يجب تأكيده وبقوة بأن ماحدث من اعتداءات مزعومة على بعض السفن الحربية الأمريكية كما يدّعون لم يكن للجيش واللجان الشعبية أي ضلع فيها، وأنهم يريدون بذلك إيجاد ذرائع للتدخل الأمريكي العسكري المباشر في العدوان على بلادنا.
ونظراً لهذه التطورات المتسارعة والخطيرة وما يترتب عليها من سلبيات جداً خطيرة على السلم والأمن الدوليين وعلى حركة الملاحة العالمية في هذه المنطقة فأننا نناشد المجتمع الدولي وكل الدول المحبة للسلام وفي المقدمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهم في إيقاف هذا التهوّر غير محسوب العواقب للنظام السعودي وحليفه وداعمه الأساسي الولايات المتحدة، ووضع حدٍ لهذا العبث الذي يُراد من خلاله الإمعان في قتل شعبنا وتدمير وطننا والزج بالمنطقة في أتون صراع مسلّح وحرب غير متكافئة في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبهدف عرقلة الملاحة الدولية.. ومن ثم تحميل بلادنا تبعات تلك الأحداث.
وفي الختام.. نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لشهداء النضال الوطني شهداء ثورة سبتمبر وأكتوبر.. وشهداء الوحدة.. وشهداء الواجب الوطني، والشهداء الذين قضوا بسبب عدوان نظام آل سعود والمتحالفون معه.
كما نتمنى أن يَمَنّ الله بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين وأن يعصم قلوب أُسر الضحايا والشهداء بالصبر والسلوان.
مرة ثانية.. نحيي الرجال الرجال في جبهات القتال.. وفي الحدود وندعو الله أن يعينهم ويوفّقهم ويثبتهم على طريق النصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،