الميثاق نت -
< ليس غربياً أن تنحدر الجامعة العربية كل هذا الانحدار الذي يبعث على الأسى، وتتحول من جامعة وموحدة للعرب إلى مشتتة ومفرقة لهم، وتسقط غير مأسوف عليها في مستنقع الأزمات والحروب والصراعات، وتعمل على تأجيجها واشعالها بين العرب أنفسهم..
أُنشئت الجامعة العربية لتنمية مصالح العالم العربي وتوحيد المواقف والرؤى حول مجمل القضايا التي تهم البلدان العربية وشعوبها، ومن ضمن اهتماماتها التي أُنشئت من أجلها تسوية المنازعات العربية ووضع الحلول والمعالجات لها والحد من صراعاتها.. فأين هي اليوم من تلك المبادئ والأهداف التي أُنشئت من أجلها؟!
منذ منتصف العام 2011م بدأ الانحدار الحقيقي لهذه الجامعة أي منذ أن تولى الدكتور نبيل العربي امانتها العامة، وحالياً أحمد أبو الغيط الذي يبدو أنه سيقود هذه المنظمة العربية إلى الانهيار والتلاشي، بعد أن يكمل مسيرة سلفه نبيل العربي في تفكيك وتشتيت وتمزيق البلدان العربية الأعضاء تنفيذاً للنظام السعودي، الذي بدوره يمضي في تنفيذ الأجندة الأمريكية الغربية، والتي لم ولن يكون في مأمن من افعاله التدميرية التي يقوم بها في عدد من البلدان العربية وإن اعتقد غير ذلك!!
لقد تحولت الجامعة العربية منذ العام 2011م إلى جامعة آل سعود، حيث عمل النظام السعودي على تحويل أهدافها ومبادئها، بما ينسجم ومصالحه وأهدافه، وينال رضى أسياده الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا..
وللتأكيد على ما نقول تابعوا ما الذي فعلته الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي في ليبيا وسوريا منذ 2011م وحتى اليوم، وتابعوا ايضاً مواقفها من العدوان السعودوي الإرهابي على اليمن منذ مارس 2015م وحتى اليوم..
أسهم نبيل العربي في تأجيج الصراع والحرب المشتعلة في سوريا، وبدا وكأنه مسعر حرب وناطق للنظام السعودي في مجمل المواقف والأحداث التي شهدتها الساحة السورية.. ويتحمل وجامعته مسئولية ما وصلت إليه الأحداث في سوريا، والمعاناة التي يعيشها الشعب العربي السوري، كما لم ينبس ببنت شفة إزاء العدوان الإرهابي الذي يقوده النظام السعودي وحلفاؤه على اليمن واليمنيين، حتى أننا لم نسمع منه ادانة واحدة لما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم ومجازر تحالف العدوان الغاشم والذي أدى إلى استشهاد واصابة عشرات الآلاف من اليمنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وإنما على العكس من ذلك ذهب في اتجاه اشعال فتيل الحرب العدوانية والوقوف في صف العدوان دون حياء أو خجل..
واستمراراً لتلك السياسة العدوانية التي تتبعها الجامعة العربية والواضحة في مواقفها وبياناتها لما يحدث في سوريا وليبيا واليمن، يأتي اليوم أمين عام الجامعة الجديد أحمد أبو الغيط ليكمل مسيرة نبيل العربي في تفتيت وبعثرة البلدان العربية وتأجيج الصراعات فيها.. إلى أن يتم تقسيمها إلى كنتونات ودويلات متصارعة لا تقوم لها قائمة، وبما يؤدي إلى زيادة معاناة شعوبها..
أحمد أبو الغيط الذي لم يمضِ على تسلمه مهام الأمين العام للجامعة العربية أربعة اشهر أراد أن يثبت ولاءه للنظام السعودي فبدأ بإطلاق تصريحات باسم الجامعة العربية تؤكد صوابية النظام السعودي في عدوانه على اليمن، واستمراره في قتل المدنيين لينضم إلى قافلة الانحطاط العربي ويثبت شراكته في كل الجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام السعودي وحلفاؤه في اليمن..
أبو الغيط وفي آخر تصريحاته عبر عن ادانة واستنكار الجامعة العربية استهداف سفينة «سويفت» الاماراتية العسكرية، التي دمرتها واغرقتها القوة الصاروخية اليمنية الأسبوع الماضي..
أبو الغيط الذي انضم إلى حثالة العدوان البربري الإرهابي على اليمن ناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التحرك بشكل فاعل من أجل وضع حد لهذا الاستهداف الذي وصفه بـ«الإرهاب» كما طالب بتوفير الحماية والأمن للملاحة الدولية والانتباه إلى ما قام به الجيش اليمني ومواجهته بحسم!!
هذه السفينة العسكرية الإماراتية التي كانت تستعد للبدء بعملية عسكرية على السواحل اليمنية وصفها ابوالغيط بالمدنية وذهب يردد ما قالته قوى العدوان في محاولة منها لإثارة المجتمع الدولي والانضمام إلى عدوانها البائس والقذر على اليمن واليمنيين..
أراد ابوالغيط أن يعزز بتصريحه ما روجت له السعودية وحلفاؤها من أن «سويفت» سفينة مساعدات إنسانية وبهذا الاستهداف يجب أن تصنف اليمن بأنها دولة خطيرة على سلامة الملاحة الدولية ويجب مواجهة هذا الخطر والتهديد بحسم كما قال الإمعة ابو الغيط..
أمين عام جامعة آل سعود أحمد ابو الغيط اثبت بتصريحاته التي سرعان ما تكشفت حقيقتها أن المكر السيئ لا يحيق إلاّ بأهله..
«سويفت» لم تكن سفينة مدنية وعلى متنها مساعدات إنسانية كما قالت السعودية وابو الغيط وكل الأنظمة العربية المشاركة في عدوانها البربري الغاشم على اليمن، بل سفينة عسكرية إماراتية بتأكيد وزارة الدفاع الأمريكية التي قالت على لسان أحد مسئوليها: «إن الهجوم الذي استهدف السفينة الإماراتية له علاقة بالصراع الدائر في اليمن ولا يستهدف السفن العامة».
وقال المسئول الأمريكي: «إن الهجوم بالصواريخ الموجهة اليمنية استهدف السفينة- سويفت- استأجرتها الامارات من قبل قيادة النقل البحري العسكري الأمريكي»..
كما اعلن المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك فرحان حق للصحفيين «أن السفينة الإماراتية التي هوجمت قرب ميناء المخا باليمن لم تكن سفينة مساعدات إنسانية» كما ادعت السعودية وحلفاؤها!!
كل هذه الحقائق المعلنة فضحت وعرت أمين عام الجامعة العربية أحمد ابوالغيط، كما اثبتت للعالم مدى حقارة وانحطاط النظام السعودي وحلفائه، بمن فيهم أبوالغيط الذي أراد بصراخه وعويله أن يلمع وجهه القبيح لدى النظام السعودي وإذا به يبدو صغيراً مهاناً ليس في نظر اليمنيين فحسب وإنما في نظر الشعوب العربية التي تدرك يقيناً أن الجامعة العربية اصبحت ماخوراً لا يشتم منه إلاّ كل ما هو كريه وقذر..!
لم يعد من الممكن الاتكاء على هذه الجامعة بعد هذا السقوط المريع، وبعد أن خرجت عن ميثاقها وأهدافها ومبادئها التي أُنشئت من أجلها، وتحول دورها من تنمية المصالح العربية إلى مثيرة للفوضى والخراب وداعية حرب على الأنظمة العربية..
هل سيعمل أبوالغيط بتصريحاته تلك على تسوية المنازعات العربية والحد من صراعاتها، أم على العكس تماماً ستؤدي إلى تفاقم الصراعات في العالم العربي وتوسيعها وجعلها العنوان البارز للعرب والعروبة على المدى القريب والبعيد؟!
تصريحات ابوالغيط ومن قبله نبيل العربي أكدت وتؤكد قبح ما وصلت إليه الجامعة العربية، كما تكشف أنه لم يعد لهذه الجامعة من دور غير تأجيج الخلافات العربية والمشاركة في تنفيذ المؤامرة الغربية التي تستهدف الأمة العربية وتقودها نحو التمزق والتفتت حتى يسهل احتواؤها والتلاعب بمقدراتها وابقاؤها في بيت الطاعة الأمريكية والغربية..
أصبحت الكراهية هي عنوان الجامعة العربية والقاسم المشترك الذي يجمع الأنظمة العربية المتحالفة مع النظام السعودي، وما تصريحات أبوالغيط إلاّ مثال واضح لمدى الكراهية التي تملأ قلبه وعقله لليمن واليمنيين!!
ما لايعرفه أبوالغيط حامل مباخر النظام السعودي الجديد، أن اليمن أقوى وأبقى بشعبها وجيشها، وان العدوان السعودي سيندحر لا محالة عاجلاً أم آجلاً..
|