الميثاق نت -

الإثنين, 08-أغسطس-2016
محمد أنعم -

تشهد الساحة اليمنية تحولات كبيرة في مسار الأزمة السياسية ومواجهة العدوان السعودي أفرزتها متغيرات مهمة توجت باتفاق المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله على تشكيل المجلس السياسي لقيادة الشأن العام للدولة وتمثيلها في الداخل والخارج وفقاً للدستور والقوانين النافذة.
فإعلان هذا الانجاز الوطني الكبير بتشكيلته المتميزة التي أحدثت ارتياحاً كبيراً في الشارع اليمني أحدث تغيرات مهمة على مستوى الساحة الوطنية وفتح آفاقاً جديدة تستجيب لتطلعات الشعب اليمني الذي ينشد الأمن والسلام والاستقرار ومغادرة متاريس الاقتتال والتصارع العبثي الى ساحات البناء والإعمار، وتضميد الجراح وفتح صفحة جديدة من التصالح والتسامح واطفاء نيران الاحقاد والكراهية.
إن خروج جماهير الشعب اليمني في المحافظات والمديريات والعزل لتأييد ومباركة الاتفاق الوطني وتشكيل المجلس السياسي الأعلى وتسمية اعضائه يعبر عن وحدة الإرادة الشعبية الرافضة للعدوان والاقتتال الداخلي ووصول ابناء الشعب اليمني بمختلف توجهاتهم -وفي المقدمة قواه السياسية- الى قناعة بضرورة الوقوف صفاً واحداً لمواجهة العدوان، وفي ذات الوقت للسير نحو إدارة الدولة ومؤسساتها والعمل على أداء وظائفها بشكل كامل وبما يلبي احتياجات المواطنين وحماية مصالحهم، وتعزيز ثقتهم بالدولة والتي تدير شئون البلاد وفقاً للدستور.
هذا التفاعل الجماهيري الكبير والتأييد الشعبي المنطقع النظير لتشيكل المجلس السياسي وتسمية اعضائه يعكس وعياً وطنياً حريصاً على أهمية الحفاظ على الدولة اليمنية لمواجهة العدوان الذي تقوده السعودية وانهاء الاقتتال الداخلي، لأن الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة يعد انتصاراً وطنياً على العدوان السعودي ومرتزقته الذين يسعون الى اسقاط الدولة اليمنية والقضاء على كل مؤسساتها كهدف استراتيجي لإسقاط اليمن في فوضى عارمة من الصراعات التي لا تبقي ولا تذر، مدركين أنه بدون ذلك لن تستطيع السعودية ومرتزقتها أن ينفذوا أجندتهم ضد الشعب اليمني.
واذا كان إعلان اسماء اعضاء المجلس السياسي وانتخاب رئيس للمجلس ونائب للرئيس يمثل بداية مرحلة جديدة لحسم معركة مصيرية للشعب اليمني، فعلى أعضاء المجلس أن يدركوا أن الجميع معهم يخوضون معركة شرسة وليس أمامنا إلاّ النصر أو الموت، وهذا يوجب عليهم أن يتحملوا المسئولية بأمانة وشجاعة ويتجردوا من الأهواء الضيقة ويكبروا الى مستوى التحديات ويقودوا معركة شعبنا برجال أكفاء ومؤهلين وجديرين بتحمل المسئولية الوطنية وبتنفيذ ما توكل إليهم من مهام بإخلاص الفدائيين ومصداقية المؤمنين، فهذا يعد السلاح الأقوى إن إراد المجلس السياسي تحقيق انتصار وطني، أما اذا أوكل المجلس المهام الوطنية لمعايير المحسوبية والقرابة والوساطة أو للمعيار الحزبي والمناطقي والأسري فسيسقط الوطن والمجلس السياسي والدولة تحت مخالب وحوش همج آل سعود وداعش والقاعدة والاصلاح وغيرهم من الإرهابيين..
لهذا لا يجب السماح لأي أخطاء كهذه أن تمر.. ولابد أن ننتصر للوطن والشعب أولاً وأخيراً.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 10:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-46809.htm