الإثنين, 27-أغسطس-2007
عبدالعزيز بن بريك -
ليس مبالغة القول إن الخطوات المتسارعة الآن في اصلاح العديد من الاختلالات التي برزت خلال الفترة الماضية وتراكمت أثقالها وعكست نفسها على تعطيل الايقاع العام للمنظومة السياسية والاقتصادية بحيث أصبحت محل تزلف وترصد قوى المعارضة التي تنطلق فقط في مارثون تصيد الأخطاء وليس غير ذلك.. كانت محل ارتياب هذه القوى التي رأت جدية القيادة السياسية في تتبع مكامن الخلل وتوجيه الجهات ذات العلاقة بالاسراع وعدم التباطؤ في حل القضايا وبصلاحية كاملة من قبل اللجان التي شكلت لرصد تلك الاختلالات.
وتأتي‮ ‬هذه‮ ‬الجدية‮ ‬والمتابعة‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬اللجان‮ ‬الرئاسية‮ ‬من‮ ‬منطلق‮ ‬أن‮ ‬تراكم‮ ‬الأخطاء‮ ‬لاشك‮ ‬سيولد‮ ‬أموراً‮ ‬لا‮ ‬نستطيع‮ ‬الامساك‮ ‬بها‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬أهملناها‮ ‬لوقت‮.‬
ومثلت رسالة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح التي وجهها الى الحكومة -والمتضمنة جملة من المهام والأهداف والاجراءات الواجب القيام بها- ضواءً ساطعاً لكل مفاصل الدولة لأداء مهامها وفقاً لتعزيز آلية العمل المنظم والدقيق، كما أن رسالة الرئيس التي أكدت على جملة من الاصلاحات قد قطعت الطريق على المعارضة التي لا تستطيع الآن أن تزايد بقضايا الناس والوطن وسوف تنزوي بعيداً لكي تصطاد في رمال صلبة حيث أن جدية القيادة السياسية في هذا الشأن واضحة خصوصاً وأن رسالة الرئيس حزمة الاصلاحات سيكون لها الدافع الرئيسي لصياغة التناغم في‮ ‬معالجة‮ ‬المشكلة‮ ‬الاقتصادية،‮ ‬التي‮ ‬أصبحت‮ ‬الهم‮ ‬الشاغل‮ ‬للعالم‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬جهاته‮ ‬الأربع‮.‬
لكن أن تبرز بعض الأحزاب في المعارضة وتحاول أن تحرك بعض القضايا التي أصبحت وجع العالم في جميع أطرافه وتعكسها بأنها من اخفاقات النظام فهذه الرؤية قد عفا عليها الزمن لأن العالم الان أصبح يتعامل مع المعلومة الصحيحة.
واذا كانت المعارضة تستجر معلوماتها نتيجة لأقدمية قادتها في العمل السياسي فهذا شأنهم، أما أن تعكس بعض الاختلالات في سعر سلعة ما عالمياً ونريد غداً أن تصبح كما هي.. فهذه المعادلة -لاشك- كل نتائجها لا تقبل القسمة ولا الضرب ولا غير ذلك من الوهم والخيال.. لذا فما‮ ‬على‮ ‬المعارضة‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮ ‬إلاّ‮ ‬أن‮ ‬تنتظر‮ ‬قليلاً‮ ‬لتجد‮ ‬نفسها‮ ‬في‮ ‬لحظة‮ ‬ما‮ ‬تعارض‮ ‬نفسها‮ ‬مثل‮ ‬النار‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬تجد‮ ‬ما‮ ‬تأكله‮ ‬فتأكل‮ ‬نفسها‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 05:56 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4508.htm