الميثاق نت -
من الملك السعودي المقبل ؟
تكثر التكهنات بأن الحاكم القادم للمملكة العربية السعودية الذي سيخلف الملك سلمان لن يكون ابن أخيه ولي العهد الأمير محمد بن نايف، بل نجله البالغ من العمر 30 عاماً، ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأشار تقرير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى أنه من الصعب التنبؤ كيف ستحدث عملية الخلافة هذه، ولكن ولي العهد الأمير محمد بن نايف، الذي كان سابقاً من المفضلين لدى الولايات المتحدة، يتعرض للتهميش المتزايد سواء في المملكة العربية السعودية أو في العالم على نطاق أوسع.
ولفت تقرير المعهد قريب الصِّلة من صنع القرار في الولايات المتحدة، إلى أنه وبخلاف الأمير محمد بن نايف المعروف بقائد مكافحة الإرهاب المطيع بل الصارم البالغ من العمر 56 عاماً، من المرجح أن تكون الشخصية الجديدة التي ستخلف الملك سلمان عند وفاته أو تنحيه، الأمير محمد بن سلمان الملتحي والذي يرتدي الصنادل، وتجتمع في شخصه قامة ومظهر ملك صحراء هوليوودي.
ويقول مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بمعهد واشنطن، سايمون هندرسون، في تقريره "يُعتبر الأمير محمد بن سلمان القائد المناسب لتولي زمام الحكم عند تبادل الإهانات الدبلوماسية بين بيت آل سعود وإيران، والتصدي لخطاب تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ومقاتلة اليمن المجاورة، وفي الوقت نفسه التعامل مع سعر النفط الأكثر انخفاضاً عبر التاريخ؟. ينشط النقاش حالياً حول هذا السؤال في العواصم الرئيسية في العالم، وفي قصور المملكة العربية السعودية على ما يبدو.
وأضاف أنه في حين تنحصر مؤهلات الأمير محمد بن نايف العلمية بارتياده كلية الفنون الحرة في ولاية أوريغون الأمريكية ولكن من دون حصوله على شهادة منها، تعلم الأمير محمد بن سلمان في جامعة الملك سعود في الرياض، وحصل منها على شهادة بكالوريوس في القانون. ولكن بخلاف معظم الأمراء السعوديين البارزين، لا يتكلم الأمير محمد بن سلمان اللغة الإنكليزية بطلاقة، إذ أنه استعان بمترجم في خلال مقابلته مع مجلة "ذي إيكونوميست".
وتابع، عندما كان والده وزير دفاع بين العامين 2011 و2015، اشتُهر الأمير محمد بن سلمان بإقالته نواب الوزراء. وفي الفترة الممتدة من نيسان/إبريل 2013 حتى حزيران/يونيو 2014، شغل أربعة أمراء مختلفين هذا المنصب، الذي بقي شاغراً منذ ذلك الحين، مما يفسر افتقار الأمير محمد بن سلمان على ما يبدو لقاعدة دعم واضحة ضمن الأسرة الملكية، وحتى ضمن إخوانه وأشقائه، باستثناء الدعم الذي يقدمه له والداه.
وأوضح أن مجموعة من الأمراء النافذين — ولكن ليس بالضرورة في هذه الأيام — تؤيد تسلم الأمير أحمد، أخ الملك سلمان، الحكم، علماً أنه كان وزير داخلية لمرة واحدة. ويقال أن الأسرة الحاكمة تريد إعادة الخلافة إلى النظام التقليدي الذي يسلم فيه أخ الحكم لأخيه، بدلاً من اتباع نظام الخلافة من الأب إلى ابنه كإجراء روتيني. إن الدعم الذي يتمتع به الأمير أحمد ضمن العائلة المالكة والرغبة بمنع الأمير محمد بن سلمان من تسلم العرش قد يكونان كافيين لتخلي الأمير محمد بن نايف، الذي ليس لديه أبناء، عن إرثه الحالي المفترض. وهناك افتراض بأن الأمير محمد بن سلمان سيدفع الملك سلمان إلى مناهضة هذه الخطة عاجلاً وليس آجلاً، خشية أن تكون أولى خطوات الأمير محمد بن نايف، في حال توليه العرش، اختيار ولي عهد جديد بدلاً من الأمير محمد بن سلمان. وفي ما يتعلق بالملك، يمكنه أن يتخلى عن منصب رئيس الوزراء ويسلمه للأمير محمد بن سلمان، وهي مناورة تجعله أعلى إدارياً من الأمير محمد بن نايف، الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء. وفي الواقع، أصبحت معاملة الأمير محمد بن نايف بازدراء إحدى خصائل الأمير محمد بن سلمان الشهيرة.
ولفت التقرير إلى أنه ورغم الأزمة المستجدة مع إيران الأسبوع الماضي، قد هيمنت على التغطية الإعلامية الخارجية للمملكة، إلا أنه على الصعيد المحلي، تُعتبر الحرب في اليمن، التي يتم ربطها عن كثب بالأمير محمد بن سلمان، أكثر قضية قد تقضي على المستقبل المهني للأمير الشاب. فالقتال، مكلف جداً من الناحية المادية ويتوقع أن يستمر لمدة طويلة من دون أن يأتي بنتائج واضحة. كما أن الميزانيات المحدودة، الناتجة عن انخفاض سعر النفط والمرتبطة أيضاً بالسياسة النفطية السعودية الحالية وبالأمير محمد بن سلمان، قد تحتم التخلي عن هذا الأخير.
وأشار إلى أن واشنطن تعتبر الأمير محمد بن سلمان غير مؤهل لاستلام السلطة [أو غير فاهم]، إذ أن افتقاره للخبرة والنضوج قد ظهر جلياً من خلال تعليقاته في المقابلة التي أجرتها معه مجلة "ذي إيكونومست"، والتي بدا فيها عازماً بشكل عام على مضاعفة جهوده بدلاً من تحويل مساره. وهو بالتأكيد لا يبدو أنه يريد الاعتراف بالهزيمة.