الثلاثاء, 20-أكتوبر-2015
الميثاق نت -   عبدالرحمن مراد -
خلال ما سلف من أيام تابع الناس حوار الزعيم علي عبدالله صالح على قناة «الميادين» وظل الحوار حديث الناس في مقايلهم وفي المقاهي وتجمعات المناشط الاجتماعية، ويكاد المرء أن يقول إن حوار الزعيم حظي باهتمام متعدد المستويات بيد أن أهم تلك المستويات هو المستوى الشعبي والجماهيري اليمني الذي أظهر وجدانه حالة من حالات التوحد مع الزعيم وحالة من الغناء «بلغة المتصوفة» في شخص الزعيم ويبدو أن الزعيم ظاهرة يمنية لن تتكرر في المستقبل المنظور وقد تحدثت الكثير من الكتابات الغربية عن الذكاء الفطري الخارق الذي يمتاز به الزعيم وأذكر أن مستشرقة المانية كتبت في عام 2011م عنه مقالاً تحليلياً قالت فيه إن علي عبدالله صالح لم ينتصر على خصومه السياسيين بسبب ذكائه فقط بل بسبب غبائهم..
وما أصدق تلك الكاتبة بما ذهبت اليه من قول فالواقع اليوم يتحدث أن الزعيم ظل ماكثاً في أرضه متشبثاً بتراب وطنه وملتحماً بتطلعات ابناء شعبه في حين كل الذين تداعوا الى ساحة الجامعة أو تعاطف مع تلك الساحة رحل ولم يبق من كل أولئك أحد في اليمن وظل الزعيم علي عبدالله صالح رقماً صعباً ويزداد كل يوم بهاءً وحضوراً وتمكيناً وماتزال الجماهير اليمنية تحيطه بحنانها وتمنحه زمام قيادتها ورغم مغادرته السلطة إلاّ أن المتابع للوسائل والوسائط الاعلامية يعول على حجم الحضور الاعلامي وحجم الحضور في وجدان الجماهير، ومشاعر الجماهير في ظرفه الحالي مشاعر صادقة كل الصدق لا يشوبها شيء يعكر صفوها ولعمري أن ذلك لمن نعم الله على علي عبدالله صالح ما كان له أن يصل اليها لو لم يكن مخلصاً نياته ويحمل مشروعاً وطنياً فيه الخير كله لهذا الوطن.
لقد عرفت خصومه وكنت واحداً من معارضي علي عبدالله صالح في زمن حكمه وكنت عضواً في لجنة الحوار الوطني التي قادها الاخوان ونزلت الى الساحات الثورية وشاركت بفعالية لا يمكن نكرانها بيد أني رأيت في مبادرة 18 مارس 2011م التي أعلنها في ملعب 22 مايو بصنعاء مخرجاً لأنها حملت مشروع ثورة تغييرية حقيقية وتعززت قناعتي بغياب الهدف الحقيقي للساحات بعد الاعلان بسقوط الايديولوجيا والقول بالرحيل بدون رؤية واضحة للبدائل فذلك عبث وتيه، كما أن إعلان علي محسن تأييده للثورة ومن بعده عبدالمجيد الزنداني حينها وصلت الى قناعة مطلقة أن الذي يحدث في الساحات ليس أكثر من فوضى خلاقة لا هدف لها ولا تملك رؤية أو بدائل جوهرية لتحديث الدولة واعادة تعريفها بل تملك رؤية للهدم ورأيت حينها أن الثورة الحقيقية تضمنتها مبادرة الزعيم.. وان الثوري الحقيقي هو الزعيم علي عبدالله صالح فكان خياري هو الخروج من الساحات والعودة الى العمل في صفوف التغيير الحقيقي الذي لا يهدم ولكنه يهذب ويشذب ويبني على التراكم من أجل تحقيق حالة الرفاه والنهضة وظل خياري ثابتاً منذ نهاية مارس 2011م الى هذه اللحظة وقد رأيت خلال الفترة الممتدة بين 2011م الى 2015م ما يجعلنا على يقين أن الزعيم علي عبدالله صالح كان صاحب مشروع حاول جهده أن يقدم لهذا الوطن ما يستطيع وهو مجتهد نجح وأخفق بيد أن الحقيقة التي يجب الاعتراف بها أن شكل الدولة الحديثة التي كانت عليها اليمن تحمل بصمات الزعيم علي عبدالله صالح لأن تاريخ الفترة التي سبقت 17 يوليو 1978م كانت معروفة باضطرابها وعدم استقرارها وتقليدية الجهاز الاداري وتقليدية الجهاز المؤسسي للدولة، ولم تأخذ الدولة اليمنية شكلها الحداثي الذي وصلت اليه إلاّ بصناعة متقنة للزعيم علي عبدالله صالح ووفق رؤية استراتيجية واضحة ونحن نعلم أنه واجهته الكثير من العراقيل من قبل الحركات الاجتماعية والثقافية والسياسية ومن قبل التمردات في الكثير من المناطق لكنه برغم كل الصعاب حاول أن يترك أثراً محموداً لم يتجاوزه الوجدان الجماهيري اليوم وهو يجده يتقاسم معه شظف العيش ويعيش همومه ويتعرض بيته للقصف ويرفض مفارقة الجموع التي أحبته مؤثراً إياها على العروض والمغريات الكثيرة التي تهافت عليها الكثير وظل هو رافضاً للمغريات والعروض تلك بشموخ الحميري وبعزة الفقر التي يكابدها الحميري الأصيل الذي شعاره كما عبر عنه المثل السائر: «تموت الحرة ولا تأكل بثدييها».. وقد رأينا الذين تهافتوا على موائد الرياض كيف هانوا وذلوا وكيف رفض الغازون رفع صورة عبدربه في احتفالهم بعيد الاستقلال في عدن.
لقد ثبت في الواقع أن الذين لا يملكون مشروعاً كانوا هم غثاء السيل وظل الذين ينفع الناس في الأرض اليمنية وهو الزعيم علي عبدالله صالح.. ألا شاهت وجوه الخونة والنصر لليمن.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 10:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-44033.htm