الميثاق نت -

الإثنين, 17-أغسطس-2015
كلمة الميثاق -
اليمنيون بكل فئاتهم وانتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الحزبية والأيديولوجية مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى مصالحة وطنية شاملة تجنبهم فتنة الصراع والاقتتال والاحتراب الداخلي..
لاسيما وأن العدوان السعودي عمل ويعمل بماله المدنس على اشعال نار النزاعات والنعرات المناطقية والطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد علَّه يحقق ما عجز عنه في عدوانه الهمجي ضد الشعب اليمني المسالم منذ ما يقارب الخمسة الأشهر رغم قوته العسكرية وامكاناته المالية وآلته الإعلامية الضخمة التي لم تترك وسيلة من وسائل التعتيم الإعلامي إلاّ واستخدمتها، ولا اسلوباً من أساليب الكذب والتضليل إلاّ ومارسته وقبل هذا كله فرض حصار ظالم على أنفاس شعب بأكمله من البحر والبر والجو، محاولاً النيل من إرادته وصبره وصموده.
هذا كله جعل العدوان السعودي يعود إلى الرهان على الفتنة الداخلية لعل وعسى أن ينجح عبرها في ضرب الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي والزج بشعبنا في حروب طائفية ومذهبية ومناطقية عبثية وعدمية تزهق فيها أرواح مئات الآلاف وتشرد الملايين، مسببةً ويلاتها آلاماً لا تنتهي.. ويكفي الاشارة إلى ما حصل ويحصل في العراق وسوريا وليبيا لإدراك ما يمكن أن يحاق بنا لو سقطنا في هاوية الفتنة التي نُساق إليها، ولو سقطنا فيها سيكون حالنا أسوأ بما لا يقاس مع مَنْ سبقونا.
من أجل ذلك على المكونات السياسية جميعاً والاطراف المتصارعة تحديداً أن يستحضروا حكمتهم ليوحدوا صفهم ويحلوا قضاياهم ومشاكلهم بالطرق والوسائل السياسية السلمية من خلال حوار جاد وصادق ومسؤول يقدمون فيه التنازلات لبعضهم البعض..
ولكن هذا يستوجب منهم استيعاباً واعياً لحقيقة ثابتة.. وهي أن الخطر الداهم عليهم وعلى أجيال اليمن القادمة يكمن في الانجرار إلى مخطط الفتنة الذي يراد لهم.. منطلقين من فهم عميق لما شهدته وتشهده الدول العربية التي وقعت في فخ الفتنة والاحتراب الداخلي.. فإن غلَّبوا وحدتهم الوطنية فهم قادرون على إسقاط أجندة المخططات الخارجية التي أُعدت لهم والانتصار على العدوان الخارجي وكافة مشاريع التمزيق والتقسيم والتشرذم..
من هنا نقول: إن لا خيار أمام اليمنيين في هذه اللحظات الحرجة من تاريخهم المعاصر والتي تواجههم فيها تحديات واخطار تهدد كيانهم ووجودهم إلاّ أن يتوحدوا ويقفوا صفاً واحداً في مواجهتها متجاوزين أحقادهم ومصالحهم الأنانية والآنية الضيقة ليمسكوا بزمام أمورهم بأنفسهم، وإلاّ فإن الكل خاسر.. والخاسر الأكبر هو الوطن والشعب إن لم يَثُبْ المتحاربون إلى رشدهم ويستعيدوا وعيهم ويئدوا الفتنة الداخلية التي يريد أعداء شعبنا جرهم إليها قبل فوات الأوان.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 11:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43667.htm