الإثنين, 03-نوفمبر-2014
الميثاق نت -   إقبال علي عبدالله -
ـ كثير من البلدان العربية والأوروبية التي زرتها عرفت أن الناس تسرق الزمن وتسابقه وفي كثير من الأحيان يسبقون الزمن.. هذه الحقيقة التي عشتها بنفسي وعمري اليوم أكثر من خمسة عقود، وجدتها معكوسة في اليمن.. فالزمن يسرقنا بل انه تقدم كثيراً.. هذه ليست فلسفة بل حقيقة..
المشهد في اليمن اليوم يسابق الزمن ويعيدنا إلى الوراء إلى سنوات الخوف والجوع والتخلف وطبعاً ذلك بفعل أنفسنا وليس للزمن دخل فيه.
هذه الحقائق قد لا يستوعبها الكثير رغم أننا مع الأسف الشديد نعيش واقعها المر.. الزمن في اليمن توقف عند مرحلة معينة كانت قبل العام 2011م عندما أفتعل حزب الإصلاح أزمة كانت بدافع الانقلاب على الشرعية الدستورية وهو انقلاب ضمن مخطط خارجي انكشفت خيوطه ولاتزال تنكشف يوماً بعد يوم.. مخطط يبدأ بالاستيلاء على السلطة ويمتد إلى تدمير البنية التحتية ومقومات الدولة المدنية الحديثة التي عمل الزعيم علي عبدالله صالح على تأسيسها لأكثر من ثلاثة عقود.. كل شيء بفعل وامتداد المخطط التآمري بدأ من الانقلاب على الشرعية والاستيلاء على السلطة ومحاولة جر الشعب الواحد للاقتتال الأهلي وهذا بحمد الله وبفضل حكمة الزعيم.. ومروراً بتفكك كل مقومات الدولة عسكرياً وأمنياً وتدمير الاقتصاد.. وخلق النزعة الطائفية وختاماً محاولة إعادة تقسيم الوطن وإعادة عجلة التاريخ للوراء من خلال تقسيم وتفتيت الوطن الواحد وتجزئته إلى دويلات صغيرة وضعيفة يسهل معها الاستيلاء على ثروات الشعب والمنافذ الإستراتيجية.. جميعها ضمن مخطط تآمري - عملية تنفيذه مطلع عام 2011م وإن كان بالواقع مخطط قديم يندرج ضمن المخطط الصهيوني في ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد.
ولو نتذكر إلى ما نبه إليه الزعيم علي عبدالله صالح حين أكد أن هناك دولاً لا تريد موقعاً موحداً لليمن في الشرق الأوسط.. لأدركنا اليوم أن ما تشهده البلاد من أزمات كثيراً منها مفتعلة وتحرك وتدعم من الخارج هي مشاهد تترجم هذا المخطط الأمريكي-الصهيوني.
الواقع إن المشهد في اليمن اليوم مخيف جداً والكارثة التي تؤكد الحقائق وصولنا إليها.. فالبلاد معدومة الأمن والاستقرار والأكثر أنها بلا حكومة رغم تكليف المهندس خالد محفوظ بحاح بتشكيلها قبل قرابة شهر وهو تكليف «محلك سر» وجميعنا يعرف السبب ويعرف دور ما تسمى بالمكونات السياسية خلف هذا الأمر والذي نبه إليه الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في لقائه باللجنة الأمنية العليا وكبار مستشاريه وبعض كبار رجال الدولة.. حيث قال ان البلاد في هاوية ونحن نعرف من هم الذين يقفون خلف ذلك.
الحديث طويل ومعقد ولكننا أعضاء في المؤتمر الشعبي العام يقع علينا واجب التحدث والتنبيه بل والتحذير لإننا كحزب رائد يتحمل مسؤوليته في قيادة البلاد وفقاً للشرعية المكتسبة من الشعب والناخبين.
الوطن في اخطر أزماته لا شيء يبشر بالأمل و الخير.. أوضاع الناس تنذر بثورة قادمة لا محالة.. أوضاع معيشية سيئة وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم بل ساعة بعد أخرى.. وكذلك الأوضاع الأمنية المنهارة في كل أنحاء الوطن.. عدم الاستقرار السياسي والنفسي.. كل شيء مخيف.. والتهديد بالعقوبات ضد معرقلي التسوية السياسية وهي عقوبات يهدد بها مجلس الأمن بعض قادتنا السياسيين تعد بمثابة أضحوكة.. لأن المجلس يعرف جيداً من هم المعرقلون الحقيقيون.. وليس من أعاد تحقيق وحدة الوطن وبناء أسس الدولة الحديثة ونهض بالاقتصاد وجعل الناس يلتفون حوله.. بل إن المعرقلين من ينفذون أجندة خارجية..
نقول في الختام إن المشهد مخيف.. وحكومة «البحاح» إذا أراد لها الله أن تشكل وتعلن فأمامها ملفات كلها ملغومة.. وكان الله في عون الجميع ويحمي الوطن من كارثة محدقة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 11-مايو-2024 الساعة: 12:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-40842.htm