الإثنين, 05-مايو-2014
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
ألقى رئيس الجمهورية خطاباً يوم 29 ابريل، وذكر فيه أن 70 في المائة من الإرهابيين الموجودين في اليمن، هم أجانب، وسمى بعض البلدان التي ينتمي إليها الإرهابيون، وفي اليوم التالي إي في 30 ابريل، يصدر بيان باسم تنظيم القاعدة فيه هجوم على الرئيس هادي بأنه التف على الثورة الشبابية الشعبية، وسلم أجزاء كبيرة من البلاد لجماعة الحوثي، وأنه زج الجيش في حرب على المسلمين السنة في أبين وشبوة وحضرموت وغيرها، بينما لم يوجه هذا الجيش لمقاتلة الحوثيين الذين يقتلون المسلمين السنة في صعدة وعمران وحجة وأرحب وغيرها، وتضمن البيان هجوماً على الجيش اليمني.
وزعم أن الحرب على الإرهاب في شبوة وأبين جاءت بعد زيارة وزير الدفاع ومسئولين عسكريين للولايات المتحدة الأمريكية، وأن الرئيس يسعى لتمزيق البلاد وتحويلها إلى شظايا جغرافية متناحرة متشاكسة .. وليس المهم في البيان هو مساواته بين الإرهابيين والشعب، ولا غير ذلك من الافتراءات، بل المهم أن البيان كله نطق بما ينطق به الإخوان في حزب الإصلاح، حتى أننا شككنا في مكان آخر قبل أيام، أن يكون البيان من بنات تنظيم القاعدة.
بل من بنات الإخوان، لأن كل ما في ذلك البيان من مفردات وعبارات، وأهداف هي نفس ما نسمعه من الإخوان.. باستثناء أن الذين وضعوه أو كتبوه ونشروه، وقعوا في أخطاء لم ينتبهوا لها، فالبيان نُشر في اليوم الثاني لخطاب الرئيس، وليس من عادة تنظيم القاعدة هذا الرد الفوري، وليس من عادته التعليق على خطابات الرئيس، كما أن تنظيم القاعدة مشغول ومهموم بما يحدث له على أيدي رجال الجيش والشرطة والمخابرات وقوات مكافحة الإرهاب، وليس لديه فرصة للرد في هذه الظروف فكل تصرفاته تحت المجهر، كما أن البيان سرد آيات وأحاديث لم نعتدها في بيانات التنظيم، وأرّخ بالتاريخ الميلادي، ومن يرجع للبيان ويقارنه ببيانات القاعدة سيلاحظ هفوات أخرى، ومن ذلك أن الرئيس يسعى لتمزيق البلاد وتحويلها إلى شظايا جغرافية متناحرة متشاكسة، إذ أن تنظيم القاعدة قد قال إن لا الانفصال ولا الوحدة تعنيه، لأن لديه تصوراً خاصاً سيطبقه بعد زوال هذه الدولة ونظامها.
هذا ما جعلنا نعتقد أن البيان قد لا يكون من وضع تنظيم القاعدة، ونعتقد أن شيوخ الأخوان تطوعوا به لتنظيم القاعدة، وضمَّنوه ما يريدونه هم في هذا الوقت تحديدا، إذ تحرجوا في هذا الظرف من الخروج للعلن لمهاجمة الرئيس، والتضامن مع الإرهابيين، وإدانة الحرب على الإرهاب، ففضلوا أن يعبروا عن موقفهم بهذا البيان المنسوب للتنظيم الإرهابي، وقد يكون التنظيم هو مصدر البيان، ولكن في هذه الحالة مؤكد أنه استقى مفردات البيان وعباراته وأهدافه، من لغة وتوجهات الإخوان وأهدافهم، أو هيئتهم المسماة هيئة العلماء، وفي كل الحالات سواء أكان تنظيم القاعدة أخذه من الأخوان، أو كان شيوخ الأخوان قد كتبوه للقاعدة.. فالأمر لا يختلف.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 01:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38298.htm