الإثنين, 21-أغسطس-2006
الميثاق نت - بغض النظر عن النتائج التي خرجت بها الحرب التي استمرت شهراً ويزيد بين الأمة العربية، ممثلة في شريحة مقاومة من أبنائها في لبنان العربي، والولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة في الكيان الصهيوني.. أقول بغض النظر عن هذه النتائج فإن المواطن العربي الذي ظل على مدى‮ ‬خمسين‮ ‬عاماً‮ ‬محني‮ ‬الهامة‮ ‬يتجرع‮ ‬الهزيمة‮ ‬تلو‮ ‬الهزيمة‮ ‬يستطيع‮ ‬أن‮ ‬يرفع‮ ‬رأسه‮ ‬وأن‮ ‬يقول‮ ‬انتصرنا‮.‬
واذا‮ ‬ما‮ ‬سأله‮ ‬أحد‮ ‬عن‮ ‬علامات‮ ‬النصر‮ ‬فإنه‮ ‬سوف‮ ‬يشير‮ ‬بكل‮ ‬الفخر‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬تكبده‮ ‬العدو‮ ‬من‮ ‬خسائر‮ ‬فادحة‮ ‬على‮ ‬يد‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬أبطال‮ ‬الأمة‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬أو‮ ‬كل‮ ‬أبطالها‮.‬ د‮.‬عبدالعزيز‮ ‬المقالح: -
بغض النظر عن النتائج التي خرجت بها الحرب التي استمرت شهراً ويزيد بين الأمة العربية، ممثلة في شريحة مقاومة من أبنائها في لبنان العربي، والولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة في الكيان الصهيوني.. أقول بغض النظر عن هذه النتائج فإن المواطن العربي الذي ظل على مدى‮ ‬خمسين‮ ‬عاماً‮ ‬محني‮ ‬الهامة‮ ‬يتجرع‮ ‬الهزيمة‮ ‬تلو‮ ‬الهزيمة‮ ‬يستطيع‮ ‬أن‮ ‬يرفع‮ ‬رأسه‮ ‬وأن‮ ‬يقول‮ ‬انتصرنا‮.‬
واذا‮ ‬ما‮ ‬سأله‮ ‬أحد‮ ‬عن‮ ‬علامات‮ ‬النصر‮ ‬فإنه‮ ‬سوف‮ ‬يشير‮ ‬بكل‮ ‬الفخر‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬تكبده‮ ‬العدو‮ ‬من‮ ‬خسائر‮ ‬فادحة‮ ‬على‮ ‬يد‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬أبطال‮ ‬الأمة‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬أو‮ ‬كل‮ ‬أبطالها‮.‬
ويستطيع المواطن العربي أن يشير الى أن مخزون الأمة من البطولات القادمة لا حصر له.. واذا كانت سنوات الاحباط ومراحل تصدير الشعور النفسي بالهزيمة قد عمل على اضعاف الروح الوطني والقومي وجعل العرب في ميزان المعادلة الدولية والاقليمية يبدون أقل شأناً من عدوهم المسنود بكل ما في الغرب الأمريكي والأوروبي من دعم مادي ومعنوي.. فإن الحرب الأخيرة أثبتت للعالم كله أن العرب قادرون اذا تحررت إرادتهم من الضغوط الداخلية والخارجية أن يكونوا القوة الوحيدة التي لا يستهان بها عند كل تقييم حقيقي، وأن عدوهم الصهيوني جاهز للكسر والهزيمة‮.‬
وحين نبدأ في التساؤل عن أهمية الدرس الذي تلقته الأمة من الحرب الأخيرة - وقد بدأت التساؤلات فعلاً- فإننا سوف نجيب أن المقاومة هي الحل، وهي شكل حربنا القادمة مع كل أعداء الأمة ومحتلي أراضيها.. وليس هذا ما أثبتته المقاومة اللبنانية العربية أخيراً، فقد أثبتته هذه المقاومة من قبل ومازالت علاماته المضيئة تتجلى في أفعال المقاومة في فلسطين والعراق، وحين تكون الأنظمة العربية ممثلة بحق وحقيق للأمة، وممثلة لإرادتها في التحرر والخلاص من كابوس الاحتلال، حينها ما عليها إلاّ أن تعطي الضوء الأخضر للشعب في التعبير عن غضبه، واجتراح‮ ‬الوسيلة‮ ‬التي‮ ‬يحقق‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬أهدافه‮.‬
ومن المؤكد أن العرب لن يبقوا -بسبب تقصير بعض الأنظمة- على هامش الحياة، ومن حقهم أن يعبروا عن غضبهم المكبوت تجاه ما يجري لأمتهم هنا وهناك، وأن يثبتوا أن صبرهم طال أكثر مما يجب.. وأن حرب المقاومة ينبغي أن تبدأ ولكن في أراضيهم المحتلة والمدنسة بالغزاة وليس خارج هذه الساحات، حتى لا يُساء تفسيرها، ويدمغها البعض بالارهاب، كما هي عادتهم في تشويه النضالات الانسانية الهادفة الى التحرر ومقاومة الغزاة والمحتلين في كل مكان وفي زماننا المعاصر على وجه الخصوص.
وينبغي -ونحن نحتفل بنصر مؤكد- ألا ننسى أن العدو الصهيوني العائد من لبنان فاشلاً مهزوماً سوف يضاعف من حقده وردود أفعاله على المقاومة الفلسطينية، لذلك فلتكن قلوب الأمة وإمكاناتها مجتمعة معهم، مع المقاومة الفلسطينية، حتى لا ينفرد بها العدو ويواصل انتقامه الفاحش‮ ‬القذر‮ ‬من‮ ‬أبطالها‮ ‬الذين‮ ‬لن‮ ‬يركعوا‮ ‬ولن‮ ‬يساوموا،‮ ‬رغم‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬قدموه‮ ‬من‮ ‬ضحايا‮ ‬وما‮ ‬تحملته‮ ‬أرضهم‮ ‬الغالية‮ ‬من‮ ‬دمار‮ ‬وتخريب‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 12:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-368.htm