الميثاق نت - افتتح الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية – رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل اليوم الثلاثاء في دار الرئاسة بصنعاء أعمال الجلسة العامة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل بحضور مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر ورئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في

الثلاثاء, 08-أكتوبر-2013
الميثاق نت -
افتتح الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية – رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل اليوم الثلاثاء في دار الرئاسة بصنعاء أعمال الجلسة العامة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل بحضور مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر ورئيس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اليمن السفير سعد العريفي وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية.

وفي الجلسة الافتتاحية ألقى الأخ الرئيس كلمة عبر فيها عن سعادته بافتتاح هذه الجلسة.

وقال :" من دواعي سروري أن التقي بكم اليوم في افتتاح هذه الدورة من الجلسات العامة لمؤتمر الحوار الوطني وأن أتوجه اليكم بالشكر الجزيل بالأصالة عن نفسي ونيابة عن شعبنا اليمني على ما بذلتموه من جهود وطنية مخلصة وما حققتموه من نجاحات كبيرة لوضع الحلول والرؤى لمختلف القضايا الوطنية وكذلك على ما أبديتموه من روح وطنية مسؤولة في التعاطي مع مختلف القضايا الشائكة مجسدين بذلك روح الحكمة اليمانية التي اكدها خير المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى".

وأضاف :" حيث كانت تجربتنا اليمنية في الحوار وفي انتقال السلطة تجربة متفردة نبذت العنف الذي سقطت فيه العديد من الدول وغلبت منهج الحوار مما أكد العمق الحضاري الضارب بجذوره في تاريخ اليمن".

وتابع :" كما يطيب لي أن أزف إليكم أجمل التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة أعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وبقرب حلول عيد الأضحى المبارك، ولعله من حسن الطالع أن يترافق انعقاد هذه الجلسة مع هذه الأعياد الوطنية المجيدة التي نقلت اليمن نقلة تاريخية فارقة وحررت اليمنيين من الظلم والاستبداد والاستعمار وفي أجواء هذه الاعياد الوطنية المجيدة فانه من المهم أن نقف وقفة إجلال وتكريم لأولئك الثوار الأحرار الذين جادوا بأرواحهم ودمائهم الزكية من أجل صنع مستقبل أفضل لكل شعبنا اليمني الحر".

وقال الأخ الرئيس :" إن الوفاء لتلك التضحيات الغالية لا يكون إلا بالوفاء للأهداف الوطنية العظيمة التي جادوا بأرواحهم من أجل تحقيقها حتى لا تضيع تلك التضحيات سدى، وأن نستلهم دائماً روح التضحية ونكران الذات حتى تحلوا بها وأن نترفع فوق المصالح الشخصية الحزبية الضيقة ونغلب مصلحة المجموع، فوق الخلافات، فالخلافات غالباً لا تستعر إلا عندما تستحوذ على عقولنا أساليب وطرق للكسب الحزبي والشخصي المتعارض مع المصالح الوطنية العليا، إنني على ثقة بأنكم تدركون كل ذلك خاصة وأنكم قد أنجزتم الجزء الأكبر من مهامكم في القضايا التي سلمت فرق العمل تقاريرها وتم التوافق عليها".

وأضاف :" وأنا على يقين بان ما تبقى سيتم التعامل معه بنفس الروح الوطنية المسؤولة التي عهدناها منكم خاصة اذا وضعتم الاعتبارات التي أشرنا إليها آنفاً نصب أعينكم وغلبتم المصالح الوطنية العليا على ما عداها فمؤتمرنا هذا إنما وجد لوضع حلول لكل مشاكل اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ويخطئ من يظن أن بإمكانه حرف مسار الحوار الوطني لخدمة أفراد أو جماعات أو حتى أحزاب على حساب مطالب الشعب بأكمله فشعبنا اليمني الحر قد شب عن الطوق وهو يرقب مخرجات مؤتمركم هذا بعين حصيفة ولم تعد تنطلي عليه الأعيب السياسة ومكائدها، وعلينا جميعاً أن نكون على مستوى التحديات الكبيرة سياسياً واقتصادياً وأمنياً فالتحديات الكبيرة هي بحاجة إلى رجال ونساء كبار يكونون دائماً جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة ويصيغون المشروع الوطني الجامع الذي يلبي مطالب وتطلعات الشعب بأكمله".

وقال الأخ الرئيس :" قد يقول البعض ان مؤتمر الحوار خرج قليلا عن خطته المزمنة الأمر الذي يعتبره أولئك البعض دليلاً على صعوبات تواجهه أو فشل يتهدده ولهؤلاء نقول إن الصعوبات كانت قائمة وستستمر لكن الفشل ليس خيارنا لأن الشعب اليمني اختار النجاح عندما اختار الحوار وكما حققتم نجاحات كبيرة لوضع الحلول والرؤى لأغلب القضايا والمشكلات الشائكة فإننا نحثكم على مواصلة هذه النجاحات التي حققتم حتى الان بالعمل على خلق الارضية الصالحة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني حتى تتسارع عملية التحول الشامل وننتقل بالوطن إلى مرحلة البناء والاستقرار والتنمية وأي تفريط بهذه الفرصة لن يكون مقبول لأن عودتنا إلى الوراء ستكون بمثابة كارثة لن تسامحنا عليها الأجيال القادمة لان ذلك سيعد تفريطاً بحقها في العيش في دولة العدالة والمساواة وفي وطن امن ومستقر وموحد ولذلك نريد منكم أن تكونوا سفراء لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني تشرحونها للناس وتدافعون عنها باعتبارها نتاج إجماع وطني غير مسبوق".

وأضاف :" أيام قليلة تفصلنا عن التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي وإعادة صياغة عقد الوحدة بين كافة المكونات اليمنية في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة، وتعلمون أن توافقاً وطنياً واسعاً قد تحقق حول كثير من ملامح حل القضية الجنوبية وأن ما تبقى من نقاط لم تحسم لن تكون صعبة على الحل بفضل حكمة اليمنيين وتغليبهم للمصلحة الوطنية العليا ولروح التوافق والشراكة".

ومضى :" ومن المهم التأكيد أن الملامح الأولى للحل قد حققت للقضية الجنوبية ما لم يحققه في اتفاق الوحدة عام 1990 ولا وثيقة العهد والاتفاق في عام 1994 وذلك عن قناعة راسخة لدى كل المكونات دفاعاً لظلم وقع وإحقاق لحق ضاع، وتجسيداً لمبدأ توافق عليه جميع اليمنيين وهو صياغة عقد اجتماعي جديد يعالج اختلالات الوحدة ويصوب مسارها بعدما حرفها البعض ممن لم يقرءوا لحظة الوحدة القراءة التاريخية الصحيحة".

وقال الأخ رئيس الجمهورية :" لابد من التأكيد على أن الفرصة تاريخية ويجدر استغلالها من قبل كل من يؤمنون صدقاً بعدالة القضية الجنوبية أما المزايدون والمتاجرون بها فسيجدون أنفسهم خارج التاريخ وعرضة لحساب الشعب اليمني بسبب خروجهم عن لحظة الاجماع الوطني، لقد اعتبرنا أن القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل المشاكل التي يعاني منها اليمن وتم اعتمادها على رأس جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل مما مهد الطريق لتبني قضايا يمنية كبرى كقضية صعدة التي حصل عليها توافق يحمل دلالات واضحة على الروح اليمنية الجديدة التي تملك الشجاعة بالاعتراف المتبادل بأخطاء الماضي والعمل بروح وطنية على معالجة الاختلالات".

وأردف :" لم تغب قضايا التنمية في عدد من مناطق اليمن وقضايا الحقوق والحريات والحكم الرشيد عن مؤتمر الحوار بل من بين عناوينه الرئيسة ومن سمات نجاحها الباهر ولا يخفى عليكم أن تلك القضايا (الحقوق والحريات والتنمية والحكم الرشيد) كانت أصل الداء اليمني بعلاجها اليوم نتطلع إلى يمن معافى".

وأشار إلى أن المجتمع الدولي ساند التسوية السياسية ونظر بعين الاعجاب للتجربة اليمنية الفريدة وقد اكدنا مرارا ان الحلول والرؤى لأي قضية من القضايا يجب أن لا تتجاوز المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وكذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي أكدت وشددت في مجموعها على امن اليمن واستقراره ووحدته.

واختتم الأخ الرئيس كلمته :" غني عن القول أن العلاقات بين الدول غالبا ما تكون مبنية على المصالح وليس على المبادئ أو الاخلاق وقد شعر المجتمع الدولي بالقلق العميق لما يجري في اليمن لأن مصالحه تقتضي أن يكون هذا الجزء من العالم ذو الموقع الاستراتيجي آمناً ومستقراً وقد شددت قرارات مجلس الأمن على مبدأ الوحدة اليمنية إدراكاً من المجتمع الدولي أن اليمن لا يمكن أن يكون مستقراً إلا في ظل الوحدة العادلة التي تكفل المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وتقوم ببناء أسس الدولة المدنية الحديثة" .. متمنياً للجميع التوفيق لما فيه خير الشعب اليمني وخير الوطن.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 10-نوفمبر-2024 الساعة: 07:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-35007.htm