الإثنين, 11-يونيو-2007
منصور الغدرة -
في وقت تبذل فيه اليمن جهوداً بادية لمكافحة التسول وتغيير الصورة المزرية التي تضخ الجولات والشوارع الرئيسية بعواصم المحافظات والعاصمة صنعاء على وجه الخصوص.. تجد نفسها أمام ظاهرة أخرى موازية تسيئ تفاصيلها وشخوصها إلى المجتمع اليمني برمته..
ظاهرة التسول التي يقوم بها شخصيات اجتماعية يمنية من خلال ترددها على أبواب الأمراء وأصحاب السمو في دول الخليج، تصرفات مسيئة لسمعة اليمن واليمنيين عموماً، خاصة وان مثل ذلك يأتي من اناس يعدون أنفسهم من وجهاء وزعامات المجتمع اليمني، فضلاً عن أنهم يقدمون على هذا‮ ‬التصرف‮ ‬بصفتهم‮ ‬الرسمية‮ ‬وإبراز‮ ‬جوازاتهم‮ ‬الدبلوماسية‮ ‬الممنوحة‮ ‬لهم‮ ‬بحكم‮ ‬مواقعهم‮ ‬في‮ ‬الدولة‮.‬
^ يقول المحامي نزيه العماد: أن القانون لم يناقش قضية تسول هؤلاء بدقة، إلاَّ أنها تدخل ضمن إهانة البلد وإهانة السلطات الدستورية اليمنية وبالذات السلطات التي ينتمي لها المتسولون، خاصة وان البعض من هؤلاء يكونون أعضاء مجلس نواب أو مجلس شورى أو أي تكوين من تكوينات‮ ‬السلطات‮ ‬الدستورية‮.. ‬ينطبق‮ ‬عليهم‮ ‬قول‮ ‬الشاعر‮ ‬المرحوم‮ ‬عبدالله‮ ‬البردوني‮: »‬مسؤولون‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮... ‬فرَّاشون‮ ‬في‮ ‬بابك‮«..‬
وبشأن مايمكن اتخاذه من إجراءات تجاه هذه الظاهرة يقول العماد: باعتبار أن مايقوم به هؤلاء يشكل إهانة للبلد تستطيع السلطات اليمنية المعنية أن تستخرج أمراً من القضاء بمنعهم من السفر.. لكن العماد يعتبر إجراء من هذا القبيل غير مجدٍ لأن- حسب قوله- بعض رجال القضاء‮ ‬نجدهم‮ ‬يقومون‮ ‬بالجريمة‮ ‬نفسها‮..‬
مؤكداً ان حالة هؤلاء المادية عادة ماتكون أكثر من ميسورة، معتقداً أنهم يمارسون ظاهرة التسول من باب الفهلوة، والطمع لكنه في الحقيقة لايعدو أن يكون متسولاً بلبساس أنيق وإن كان المتسول احياناً بسبب عاهة ما، فهؤلاء عاهتهم في عقولهم ووطنيتهم..
منع‮ ‬السفر
‮^ ‬ويرى‮ ‬النائب‮ ‬أحمد‮ ‬الصويل‮ ‬عضو‮ ‬مجلس‮ ‬النواب‮ ‬ان‮ ‬هؤلاء‮ ‬يسيئون‮ ‬لليمن‮ ‬ومكانة‮ ‬اليمنيين،‮ ‬معتبراً‮ ‬أن‮ ‬أية‮ ‬شخصية‮ ‬اعتبارية‮ ‬لايشرفها‮ ‬ان‮ ‬تتصرف‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬القنوات‮ ‬الرسمية‮ ‬بشيء‮ ‬يسيئ‮ ‬إلى‮ ‬سمعة‮ ‬ومكانة‮ ‬اليمن‮..‬
ودعا‮ ‬رئيس‮ ‬لجنة‮ ‬الثقافة‮ ‬والإعلام‮ ‬بالمجلس‮- ‬وزارة‮ ‬الخارجية‮ ‬والجهات‮ ‬المعنية‮ ‬في‮ ‬البلد‮ ‬إلى‮ ‬اتخاذ‮ ‬إجراءات‮ ‬حازمة‮ ‬تجاه‮ ‬هؤلاء‮ ‬الذين‮ ‬لايمثلون‮ ‬إلاَّ‮ ‬أنفسهم‮ ‬ولايعكسون‮ ‬كبرياء‮ ‬وسمو‮ ‬الإنسان‮ ‬اليمني‮..‬
وأكد الصويل انه إذا ماتم التثبت من قبل الجهات المعنية في أية حالة تسول يمارسها عضو مجلس نواب عليها ابلاغ المجلس بذلك وسيتم اتخاذ الإجراءات الصارمة بحقه، أو أية واقعة من هذا النوع بحق أية شخصية سواءً أكانت سياسية أو تنفيذية أو تشريعية..
في‮ ‬حين‮ ‬يرى‮ ‬الدكتور‮ ‬فؤاد‮ ‬الصلاحي‮: ‬الذين‮ ‬يتسولون‮ ‬من‮ ‬الخارج‮ ‬ليس‮ ‬بهدف‮ ‬اشباع‮ ‬حاجاتهم‮ ‬وإنما‮ ‬لإشباع‮ ‬نماذج‮ ‬استهلاكية‮ ‬ترفيهية‮ ‬في‮ ‬الداخل‮.. ‬ويمارسونه‮ ‬منذ‮ ‬وقت‮ ‬طويل‮ ‬وليس‮ ‬ذلك‮ ‬خافياً‮ ‬على‮ ‬أحد‮..‬
ويتساءل أستاذ علم الاجتماع: لماذا لاتتخذ الدولة إجراءات معينة ضدهم، مستبعداً ان تكون ظاهرة التسول الخارجي حالة مرضية قد أصيب بها أولئك المتسولون.. وقال: إن هؤلاء يستسهلون الحصول على الثروة بطرق غير قانونية.. مؤكداً ان بعض الحكام في الخارج ينفقون هذه الأموال‮ ‬على‮ ‬المتسولين‮ ‬لخلق‮ ‬طابور‮ ‬خامس‮ ‬في‮ ‬الدول‮ ‬الأخرى‮ ‬وخصوصاً‮ ‬اليمن‮ ‬بهدف‮ ‬استخدامهم‮ ‬متى‮ ‬ما‮ ‬أرادوا‮ ‬خلخلة‮ ‬الاستقرار‮ ‬فيه‮..‬
مضيفاً انهم يوزعون الأموال بمنطق القبيلي الذي وجد فجأة الثروة أكبر من حجم تخيلهم ومن يحاول ان يشتري ولاءات الناس من خلال العطاءات والمكرمات- حسب رؤىتهم- متسائلاً عما إذا كانت هذه الظاهرة تتماثل مع سلوك الحكومة في تسولها وميلها إلى المشاريع الترفيهية والمظهرية،‮ ‬حسب‮ ‬تعبيره‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 12:07 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3428.htm