الميثاق نت - اخترع الناشط المصري محمود بدر (28 عاما) التركيبة السحرية التي اجتذبت ملايين المصريين للخروج إلى الشوارع والمطالبة بإسقاط الرئيس الإسلامي محمد مرسي وهو عاقد العزم الان على ضمان تحقيق كل مطالب تلك الجموع.
وفي اليوم الذي تدخل فيه الجيش لعزل مرسي الاسبوع الماضي تلقى بدر ومحمد عبد العزيز وحسن شاهين زميلاه المشاركان معه في تأسيس حركة "تمرد" اتصالا هاتفيا من عقيد في هيئة اركان الجيش يطلب منهم الحضور للاجتماع مع وزير الدفاع.
وعن هذا اللقاء قال بدر متحدثا لرويترز من شقة مستأجرة انه كان اول اتصال من نوعه مع الجيش.
واضطروا لاستئجار سيارة للتوجه بها إلى مقر المخابرات العسكرية دون ان يغتسلوا او يستخدموا ماكينات الحلاقة. وبعد وصولهم جرى اصطحابهم إلى غرفة تضم عددا من كبار ضباط الجيش وشيخ الأزهر وبابا الأسكندرية وقاضي كبير وزعماء بالمعارضة السياسية. وسرعان ما دخل بدر في حديث مع الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع عن خارطة الطريق التي وضعتها القوات المسلحة لعملية انتقال سياسي في مصر ورفض اقتراحه بأن يدعو مرسي لاجراء استفتاء على حكمه.
وقال الناشط لوزير الدفاع ان الملايين تتظاهر للمطالبة برحيل الرئيس وليس لاجراء استفتاء على بقائه في السلطة.
وأضاف انه طالب السيسي بأن يصدر اوامر على الفور بالانحياز إلى رغبة المتظاهرين والدعوة لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة فما كان من السيسي الا الاستجابة. وبهذا استطاعت مجموعة من الشبان صغيري السن تغيير المسار في اكثر الدول العربية تعدادا للسكان من خلال الدعوة لاحتجاجات حاشدة ضد جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة ثم يهدد بالتحول ضد اي شخص يقاوم مطالبهم.
وقال بدر انهم يمتلكون الشوارع لانهم يقفون مع الشعب وارادته وسيظلون كذلك. ومثل الكثير من النشطاء من جيل الفيسبوك فإنه اشتد عوده من الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس المخضرم حسني مبارك عام 2011.
وبدأ بدر العمل كصحفي وأدلى بصوته لمرسي في الانتخابات الرئاسية التي اجريت قبل عام لكنه اصيب بخيبة امل.
وقال للقادة العسكريين انهم اذا اختاروا انصاف الحلول فسيكونون هم الخاسرون وانهم اذا تمسكوا بفكرة الاستفتاء فسوف ينسحب هو وحركته.
وقال بدر للسيسي انه لا يملك شيكا على بياض من الشعب فالناس وقعت على استمارة تمرد من اجل اجراء انتخابات رئاسية مبكرة ولهذا لا يستطيع ان يخرج ويقول لهم شيئا اخر.
وأضاف انه قال للقادة العسكريين انهم اذا كانوا يشعرون بالقلق من رد فعل الاخوان فانهم سيرفضون ايضا فكرة الاستفتاء وفي هذه الحالة سيخسر الجيش الجانبين وان عليهم ان يكسبواالشعب المصري.
وأكد مصدر عسكري كبير ان السيسي تخلى عن فكرة الاستفتاء استجابة لمطلب حركة تمرد.
ولم يخف رغبته في ان يكون رئيسا لمصر ذات يوم بعد ابتهاجه بصعوده القوي على الساحة.
وقال ان فكرة ان يرسم المرء الخريطة السياسية لبلده التي يرى انها الاهم في العالم العربي امر عظيم للغاية. وعلقت لافتة على الجدار مكتوب عليها "المنتصرون لا ينسحبون والمنسحبون لا ينتصرون ابدا".
ويبدو ان من الصعب تصديق أن صحفيين شابين وطالبا جامعيا ليس معهم سوى أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة يستطيعون في شهرين حشد حركة جماهيرية فشلت في حشدها احزاب المعارضة المنقسمة.
وعزا بدر نجاحه هو ومحمد عبدالعزيز (28 عاما) وحسن شاهين (23 عاما) للعمل الشاق.
واوضح انه لم يقم احد بنفس مجهوداتهم موضحا ان اغلب الحركات المعارضة للرئيس المعزول كانت تعقد مؤتمرات او تنظم احتجاجات في وسط القاهرة لكنه ومجموعته جابوا البلاد لايام. وأكد بدر انه لن يهدأ وسيواصل عمله.
وجاب نشطاء تمرد بلدات وقرى وجمعوا توقيعات على استمارات تطالب بعزل مرسي.
وقالت الحركة إنها جمعت 22 مليون توقيع باسماء وتوقيعات وارقام البطاقات القومية لاصحابها وهو رقم أكبر بتسعة ملايين صوت عن الرقم الذي حققه مرسي في الانتخابات الرئاسية.
ولم تراجع أي جهة هذه الارقام لكن الحركة دعت الأمم المتحدة لإرسال مراقبين للتحقق من التوقيعات.
ومع نمو الحركة ودعوتها للمظاهرات في 30 يونيو حزيران وهو نفس الموعد الذي وافق ذكرى اعتلاء مرسي للسلطة انضم لتمرد اعضاء جدد غير معروفين.
وقالت نشطة سابقة في الحركة في تصريح لرويترز انها استقالت من تمرد قبل ثلاثة أيام من احتجاجات 30 يونيو حزيران لتخوفها من اختراق الشرطة السرية وانصار للرئيس السابق حسني مبارك الحركة.
وقالت بعد ان اشترطت عدم الكشف عن اسمها "تغيرت الوجوه فجأة." وأوضحت ان العديد من الناس الذين عملت معهم تركوا الحركة وظهرت وجوه جديدة عرفت انهم من بقايا النظام السابق الذين يطلق عليهم "فلول" ومتعاطفين مع مبارك أو يبررون ممارسات جهاز امن الدولة السابق.
وزعمت قيادات حركة الإخوان المسلمين إن مقربين من مبارك ورجال امن سريين هم من يمولون ويشجعون حركة تمرد.
وكان احمد شفيق اخر رئيس وزراء في عهد مبارك الذي يعيش حاليا في ابوظبي واتهمه مرسي علنا بالوقوف وراء اعمال التخريب في مصر انه على اتصال وثيق بالمحتجين. وكان شفيق توقع في اول يوليو تموز ان مرسي سيترك السلطة خلال اسبوع وقال انه ينسق بشكل مستمر مع زملائه في القاهرة.
ونفى بدر انه أو أعضاء حركته تعرضوا للاستغلال من قبل شفيق او قوى سرية.
وقال ان تمرد ستظل تحشد انصارها في الشوارع طالما ظلت جماعةالاخوان تتظاهر.
وقال بدر ان البرادعي هو قائد الثورة وقال انه فاز بجائزة نوبل وانه واعضاء حركته سيفوزون بها ايضا.
من ياسمين صالح وبول تايلور
*رويترز
*الصورة:رجل يوقع على وثيقة حركة تمرد لخلع الرئيس مرسي من حكم مصر(يمين) ومؤسس حركة تمرد محمود بدر(يسار).. صورة مجمعة من الميثاق نت....
|