الإثنين, 08-يوليو-2013
الميثاق نت -   كتب : المحرر السياسي -
تابعنا مرشد الاخوان في مصر محمد بديع في أقوى خطاب تحريضي على العنف تحت عنوان الدفاع عن الشرعية وإعادة الرئيس المعزول أو المخلوع مرسي للحكم.

وبالتأكيد فتحريض الأتباع والأنصار للعنف في رابعة العدوية لا يحتاج لقدرات أو قوة إقناع من بديع.. فمن طبيعة التنشئة ومبدأ السمع والطاعة ووضع مليشيات تابعة للإخوان بل وجماعات جهادية وإرهابية دخلت مباشرة في اعتداءات ومواجهات مع الجيش في سيناء.

لو أن أي طرف آخر هو الذي كان يحكم مصر وخرجت ضده لتسحب الثقة منه عشرات الملايين ومن ثم رفض استفتاءً شعبياً على إكمال دورته أو إجراء انتخابات مبكرة ليتدخل الجيش استجابة لمطالب الشعب فلا يمكن حدوث عنف من هذا الطرف أو توقعه لكنه ما دام هذا الطرف هو الإخوان فهو لا يمكن أن يسير إلا في خيار العنف.

ولذلك فمثل هذا لم يكن ما يهمنا أوحتى يعنينا، ونحن نتابع خطاباً أو محاضرة للمرشد البديع بديع وبعد يومين من عزل مرسي كرئيس لمصر والذي نريده هو التركيز على ما هو موجه للداخل كشعب مصر ومن ثم الخارج وتحديداً أمريكا.

لقد طالب بديع من الجيش المصري مثلاً ما أسماه العودة الى أحضان الشعب المصري.. فهل الجيش المصري حين يستجيب لمطالب ثلاثين مليون مصري هل ارتمى في أحضان غير أحضان الشعب المصري؟

هل يمثل الشعب المصري ثلاثين مليوناً في كل ميادين وشوارع مصر.. أم مليون واحد افتراضاً في ميدان رابعة العدوية؟

البديع المرشد له فهم اخواني لأحضان الشعب المصري لا يقاس بواقع ولا بوقائع في مصر، وهكذا فهو لا يفرض علينا مفهوماً لا نستطيع فهمه فقط بل يفرض مفهوماً يحتاج الى إلغاء فهمنا ووعينا وعقولنا وكل المفاهيم البشرية وحواس التمييز الإنسانية، فيصبح إيماننا بفهم ومفاهيم المرشد كما هو الإيمان بألوهية الأصنام والأوثان كون الأنبياء والرسل لم يفرضوا علينا مثل هذا الفهم والمفاهيم بل لقد حثت الديانات السماوية الاخرى على تفعيل العقل واستعمال الفكر والتفكير.

المرشد بديع كذلك وجه خطابه لأحرار العالم لأن يواجهوا ما أسماه الانقلاب في مصر ومعروف أنه لولا الموقف الامريكي الغريب والمستغرب المتقاطع مع إرادة الشعب المصري في عشرات الملايين ما كان للمرشد إلقاء هذا الخطاب التحريضي ولا جمع أعضاء وأنصار الاخوان وتحريضهم على العنف.

فهل الجيش المصري أيها البديع هو الذي ارتمى في أحضان غير الشعب المصري أم أن أخوان مصر هم الذين ارتموا مبكراً في أحضان أمريكا وربما كنا بحاجة لعزل مرسي لتأكيد ذلك؟

الرئيس مرسي أقسم اليمين الدستورية على أساس الإعلان الدستوري، وإلغاؤه لهذا الإعلان بعد شهر بيد أنه حنث بيمينه وهذا يفقده الشرعية ولم يحدث مثل هذا وبهذه السرعة من غير مرسي في العالم وفي التاريخ.

مرسي أصدر إعلاناً دستورياً نصب نفسه فرعون العصر ولم يحدث مثله أو مثيلاً له الا فاشية النازية الهتلرية والميكافيلية.

لم يهن ويدمر القضاء المصري الشامخ أو يستهدف أزهره الشريف كصرح علمي وإسلامي اعتدالي ووسطي في أية فترة كما حدث في عام الاخوان الظلامي والأسود!

وهكذا تمادت أخونة واقع مصر الى خطايا كما الفاشيات والنازيات تجاه الآخرين وتحت يافطة الديمقراطية.

حين خرج ثلاثون أو عشرون مليوناً يطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة، فذلك من الديمقراطية وليس ضدها أو الحزب الحاكم بحنكته وقربه المفترض من الشارع كما يستطيع التقاط ما يفترض لمعالجات لا توصل الشارع الى هذا الحل.

كان بمقدوره في الأيام الأولى للخروج إخضاع المطالبة لاستفتاء ما إذا كان الشعب مع إكماله الدورة الانتخابية أو تتم انتخابات رئاسية مبكرة.

لقد عرض مثل هذا على مرسي والاخوان لكنهم رفضوا في ذروة ثورة الشارع، وهذا ما يطرح التساؤل أمام أمريكا والإخوان حول كيفية التعامل مع عشرات الملايين في الشارع في ظل هذا التطرف والرفض لمرسي والإخوان؟

مظاهرات 30 يونيو 2013م هي احتشاد ونزول شعبي اندفاعي حضر لها شباب حركة «تمرد» وهم شباب الثورة في مصر وبالتالي فهذه الجموع وبعشرات الملايين لا تستطيع أحزاب سياسية أن تثنيها عن مطالبها أوتقنعها بترك الميادين والشوارع قبل تحقيق غاياتها، فأين الحاكم والحكم والاخوان وبديع المرشد من هذا الشارع ووصوله الى هذا الحال.. ولماذا لم يقدموا تنازلات كما نظيرهم الاخواني في تونس؟

أمريكا التي أسهبت وأطنبت في خطاب احترام إرادات ومطالب الشعوب وتدخلت في مصر لفرض وصول الاخوان للحكم فوق أنف الديمقراطية أين هي في هذه اللحظة لتسند إرادة الشعب في إطار ديمقراطية تطورت في المخارج والحلول لأية حالة في أي واقع.

لقد كان ذلك أشرف لأمريكا ويجسد دور أنها زعيمة الحريات والأحرار في العالم فيما موقفها من التغيير على أنه انقلاب واللعب بهذا الوتر والنغمة إنما تصادر إرادة وحريات شعب في ملايين احتشدت بمالم يحدث في تاريخ العالم والإنسانية؟

إذا أمريكا تريد الاقتتال في مصر أو زج الجيش المصري في مستنقع استنزافه وإنهاكه داخلياً، فالأمر لا يحتاج أكثر من الإيحاء للإخوان بأن أمريكا ترى فيما حدث انقلاباً و«توشوش» بسرية أنها ليست معه.

فالاخوان هم الذراع السياسي للقاعدة فيما يمثل تنظيما القاعدة والجهاد الذراع العسكري للاخوان، فوصول الاخوان في تركيا الى الحكم 2002م كان يعني التأسيس للألعاب والحوارات مع الذراع السياسي للقاعدة في موازاة الحرب ضد الذراع العسكري «القاعدة» وهكذا نجد أن المشروع العالمي الأمريكي يحتاج الى استمرار الارهاب واستمرارية الحرب ضد الارهاب معاً.

أمريكا حققت للأفغان والعراقيين ما تسمى الحريات والديمقراطية ولا علاقة لها أو تتحمل مسؤولية تجاه استمرار الدماء والقتل وانعدام الأمن والاستقرار والحال والمآل الى مثل ذلك بعد أحداث 2011م ومصر وجيشها مستهدفة من قبل أكثر من ذراع سياسي وعسكري للإسلام السياسي والاخونة تحديداً وإذا ظلت إرادة الشعب المصري مصممة على الدولة المدنية فإنها لن تسلم تحسنات للاخوان الا حين تفعيل الأذرع العسكرية كإرهاب فهل ذلك هو الأقرب لمصر أم الأبعد عنها؟!


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 31-أكتوبر-2024 الساعة: 11:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-33229.htm