الإثنين, 11-مارس-2013
الميثاق نت -   د.علي العثربي -
< إن إقدام المؤتمر الشعبي العام على تقديم التنازلات والتضحيات الكبرى خلال الأزمة السياسية علامة فارقة في تاريخ الحياة السياسية المعاصرة وفي الفكر السياسي اليمني، بل إن ذلك الفعل الديني والوطني والانساني الذي أقدم عليه المؤتمر بكل مكوناته القيادية والقاعدية ابتداءً من رئيسه الزعيم علي عبدالله صالح وانتهاءً في قاع الهرم التنظيمي لهو البرهان العملي على صدق الولاء لله ثم للوطن والثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» وهو دليل على عظمة وفاء القيادات التنظيمية للشعب الذي منحهم الثقة في كل استحقاق انتخابي سواءً في الانتخابات المحلية أو النيابية أو الرئاسية، ونظراً لتلك الثقة الجماهيرية آثر المؤتمر الشعبي العام حقن الدماء على الاحتفاظ بالحق الدستوري لما للإنسان اليمني من كرامة في المؤتمر كونه الثروة الحقيقية التي نفاخر بها أمام العالم.
ولئن كانت القوى التدميرية التي استهانت واستباحت دماء أبناء اليمن قد احتفلت بسفك الدم اليمني الطاهر فإن المؤتمر قد احتفل بحقن الدماء ومنع استباحة الدماء والأعراض والأموال التزاماً بأمر الله سبحانه وتعالى القائل: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» صدق الله العظيم.
وهنا تتضح الفوارق بين المحتفلين، ولكم أيها العقلاء أن تقدروا من هو الملتزم بأمر الله ومن الذي يستحق ثقة الشعب والتمكين في الاستخلاف، ومن الذي يمضي بثقة من أجل جلب المصالح العامة للشعب ودرء المفاسد والحفاظ على شرف الأمة وغيرها.
إن المقارنة الموضوعية والمنصفة تظهر زيف الادعاءات وجور الافتراءات من جهة، وتظهر عظمة التضحية من أجل حقن الدماء وخلق الوئام واطفاء نار الفتنة من جهة أخرى، والاكثر من ذلك كله أن المقارنة تظهر الالتزام بقيم الديمقراطية الشوروية ومكارم الاخلاق وآداب الحوار وتحدد بدقة السبب الذي يجعل الشعب يقبل على المؤتمر الشعبي العام ويعده صمام أمان لمستقبل المشاركة السياسية وهو البوابة التي استطاع من خلالها أن يستعيد الشعب حقه في امتلاك السلطة وممارستها من خلال الانتخابات الحرة والمباشرة عبر صناديق الاقتراع وتجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة والقبول بالرأي الآخر والإيمان بحقه في الحياة السياسية.
إن سلوك المؤتمر الشعبي العام الديمقراطي الشوروي لم يكن بناءً على لحظة عاطفية أو نظرة قصيرة، بل يمثل بعداً وطنياً له جذوره التاريخية العميقة التي عرف من خلالها المؤتمر حق الانتماء للوطن وبنى على أساسها تفهمه لمبدأ الولاء الوطني الذي لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها، ومن هنا انطلق من قدسية التراب الوطني وعظمة الفكر الاستراتيجي الوطني الذي رفض التبعية والارتهان وقدس السيادة الوطنية.
إن الشعب يدرك تلك المفارقات العجيبة بين المحتفلين بسفك الدماء والمحتفلين بحقن الدماء ولم تعد الغواية قادرة على تضليله، لأنه امتلك زمام أمره وفوت الفرصة على الحاقدين الذي لا يؤمنون بالمشاركة السياسية ولا يقبلون بالتداول السلمي للسلطة ولا يعرفون التعايش مع الغير.. وسيبرهن اليمنيون على قوة ايمانهم بقدسية التراب الوطني من خلال الحوار الوطني الذي سيقطع الطريق على كل محاولة ارتهان ويعزز الوحدة الوطنية ويصون السيادة والارادة الكلية للشعب.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 11:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-31106.htm