الإثنين, 17-ديسمبر-2012
الميثاق نت -    د.علي العثربي -
< لم تزد الاحداث والأزمات الشعب إلا يقيناً بأن الله حامٍ وحارس لهذه البقعة من الكون وأهلها الذين وصفهم الله تعالى بأصحاب العقول المستنيرة ووصفهم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالإيمان والحكمة، ولذلك فإن المؤامرات التي تحاك ضد اليمن صباح مساء يفشلها الله من فوق سبع سماوات ويفضح أمر القائمين عليها أمام الملأ وينجي الله الشعب من آثار ذلك التآمر والحقد الذي يدبر لليمن الارض والانسان والدولة.
لقد شهدنا خلال الاسبوعين الماضيين أحداثاً كادت أن تهدم الوحدة الوطنية وتشق الصف، وتزامنت الأحداث ذات المنبت الواحد وتتالت المكائد في اتجاه واحد، وركن المدبرون لها أن الوضع في اليمن قد انفجر، أما المكلفون بتنفيذها فإنهم لا يدرون ما المقصود من تلك الأقوال والأفعال ولم يدركوا أن ذلك تآمر على وحدة الارض والانسان والدولة اليمنية، وأخذ كل منهم ينفذ الدور الذي أُسند اليه بعناية ومجاهرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحياة السياسية، وكان لتوزيع أدوار التنفيذ أثره الذي يوحي بالانفجار والتكالب على يمن الإيمان والحكمة، ثم نشرت وسائل الهدم والتدمير لإشاعة الفوضى وإذكاء نار الفتنة، ظناً من الحاقدين انهم قد تمكنوا من ترحيل الايمان والحكمة من أرضها الطيبة والمباركة، ولم يدركوا أن ذلك مرتبط بالعناية الإلهية.
إن الاقوال والافعال الشيطانية التي خطط لها الحاقدون والناقمون على اليمن ونفذها من أصابهم الغرور والكبر ورهنوا أنفسهم للغير ينفذون العدوان المبين على الوحدة الوطنية إرضاء لأعداء الانسانية، قد أظهرت عظمة الايمان وسمو الحكمة لدى أبناء اليمن الذين فوتوا الفرصة على المتآمرين والحاقدين وتجاوزوا تلك الاقوال والأفعال التي تزامنت بإحكام المخططين والمدبرين وغباء المنفذين الذين لا يدرون بخطورة أقوالهم وأفعالهم التي كادت أن تشق الصف الوطني، ورغم ذلك التزامن وتلك الدقة في التخطيط الا أن الله قد كشف أمرهم وألهم أهل الايمان والحكمة الصبر والتبصر في ردود الافعال، وتمكن الخيرون من تجاوز تلك الفتنة بقوة الايمان وعظمة الحكمة.
إن المشهد السياسي الملتهب بات اليوم محصناً بالايمان والحكمة ومهما وضعت من الألغام الا أن الله تعالى كفيل بإبطال مفعولها ليمضي اليمنيون صوب الحوار الوطني من أجل الوصول الى كلمة جامعة وشاملة تنهي كل أنواع التناحر والتناقض وتخرج الوطن الى بر الامان، وليس ذلك على الله بعسير ولا على أصحاب الحكمة والإيمان بالمستحيل، فإذا اعتصم اليمنيون بحبل الله المتين ومضوا في إنفاذ أمره بالالتزام بالوحدة فإن كيد الشيطان ضعيف أمام الإرادة الإلهية، فالحوار طريق للنجاة وتحقيق الخير للكافة دليل على قوة الايمان وصواب القرار.
إن الحوار الوطني يمثل الصورة الحضارية المشرقة لتاريخ اليمن الأكثر سعادة والأشد إيماناً والأبلغ حكمة واعتدالاً، لأن الحوار ليس وليد اللحظة بل هو الطريق الآمن الذي سلكه اليمنيون عبر العصور المختلفة وهو الذي حقق لهم بناء الامبراطورية اليمنية القديمة التي ملأت الكتب السماوية والسير التاريخية نوراً وذكراً، لأن الحوار بالكلمة هو البديل عن الاحتراب والاقتتال وهو قارب النجاة الذي ينقل الناس كافة الى بر الامان.
إن التفكير المستنير هو الانطلاق المباشر الى الحوار دون الالتفات الى الوراء أو الركون الى الغير أو الاستقواء بالشيطان، فمشكلات اليمن وأبنائها لا يحلها إلا أبناء اليمن.. فلننطلق جميعاً صوب بوابة الحوار دون تردد أو تخاذل، فمن أُسندت اليه مهمة الحوار ينبغي أن يفكر بحجم اليمن وأن يستلهم التاريخ، وأن يدرك أن قوة اليمن في وحدتها، وعزة اليمنيين في تماسكهم، وشموخهم في إنجازهم للحوار ليقدموا النموذج الأكثر إشراقاً والأعظم ألقاً والأكثر قوة والأبلغ أثراً إيجابياً بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 09:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29663.htm