الإثنين, 17-ديسمبر-2012
الميثاق نت -  نجيب شجاع الدين -
كتب على اليمنيين حظهم في هذه الدنيا ان يكونوا أهل إيمان وحكمة، ولهذا فإن أغلبنا من النوع الذي يفهم في كل شيء وأي شيء، الأمر الذي يفرض على صناع القرار الالتفات لمقترح «شخصي» بإنشاء وزارة للأذكياء والعباقرة بأنواعهم واشكالهم حيث سيكون هناك قطاع المنظّرين يديره احدهم بمنصب وكيل وزارة وتعيين وكيلٍ آخر لشئون المغالطين، ووكيل وزارة للطحاطيح، المنافقين، الانتهازيين.. الخ.
لن تتضرر الحكومة عقب انتهاء المبادرة وعند تشكلها من استحداث شكل للوزارة والوزير الجديد، كما ان أحداً من المواطنين لن يعترض على الأمر، ولن يعول عليه في تحقيق انجاز يُذكر، وان شاء الله يفهم الوزير على نفسه ويحضر الى البرلمان في حال استدعائه للاستفسار والمساءلة وذلك في المبنى الكائن جوار مجلس الوزراء تماماً، ودامت قاعة البرلمان عامرة بالمرافقين وسيارات آخر موديل في الحوش، ودامت أمانة العاصمة واليمن عموماً عامرة بالجماعات المسلحة والمتقطعين..
بعيداً عن مماحكات الغياب والاعتذار فيما بين اعضاء المجلسين المتجاورين، فإن المسألة تبدو صعبة الاستيعاب احياناً، إذ لاندري هل أداء الوزراء وليس مؤسساتهم مرتبط بمساءلات البرلمان، أم ان اداء بعض النواب مرتبط بمعاملاتهم لدى الوزارات ومسئولين بعينهم، وبين هذا وذاك هناك وزير لشئون مجلسي النواب والشورى، على مدى سنوات هل سمع أحدكم انه تم طلبه في شيء؟!
لننسَ المقترح السابق الذي يفتقد للجدية والواقعية وغير المقبول اطلاقاً.. اذا كنا نريد الاخلاص فإن هذه البلاد ينقصها مؤسسة تُنشأ لهدف الاهتمام بالمبدعين في كافة المجالات.. وفي أقل اللحظات استجابةً يمكن للحكومة اعتبارهم من ذوي الاحتياجات الخاصة كالمعاقين او بالأصح ضحايا معركة مستمرة منذ زمن، فكل ما هو حولهم يعمل على قتل ابتكاراتهم وفنونهم وطموحاتهم.. وكل مبدع في اليمن ضال مشرد.
لعلها شائعة ونميمة القول بأن الجهات الرسمية قدمت كامل الاهتمام والتشجيع للمبدعين، فهذه جائزة رئيس الجمهورية للعلوم والفنون الوحيدة الموجهة لهم تعطي سنوياً 3 ملايين ريال للأشخاص الفائزين والذين أبدعوا في مجالات لاتزال غير محجوبة، بينما تقدم اكثر من (150) مليون ريال لمن قاموا باختيار الثلاثة الفائزين!!
تثبت الايام مع تتابعها أن عقل الانسان اليمني من العناصر النادرة بشرياً فهو يفكر باستمرار شاء أم أبى، وتتجلى حكمته المعهودة في انه لم يحدث أن وُجدت مشكلة اقتصادية او اجتماعية عجز اليمنيون عن حلها واحياناً تقديم بدائل متعددة كلها في غاية الجدارة والقابلية للتطبيق.. ومع ذلك ثمة خلل ما يجعل من حكماء وخبراء و«مطنني» ومهمومي البلاد مجرد ثعالب وأغلبهم عديمو النفع.
لاشك أن هناك تعاملاً خبيثاً احتوى معاناة الناس والاوضاع المتردية على كافة المستويات والتي يصل مستواها الى حدود فقدان كل شيء.. صحيح أن اليمن خرج من عنق الزجاجة كما يتردد في لقاءات رجال السياسة، لكن مستقبل اليمن لايزال حبيس الملفات والأدراج المغلقة.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 04:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-29660.htm