الإثنين, 01-أكتوبر-2012
الميثاق نت -   د. جمــال العكبري -
الأحداث الدامية التي مرت بها اليمن عام 2011م كادت ان تدخل اليمن في أتون حرب أهلية طاحنة، لكن الشعب اليمني الضاربة حضارته في عمق التاريخ الإنساني أدرك ان الحوار هو الطريق الامثل للخروج من الأزمة السياسية والوصول إلى حل سياسي مقبول وتوافقي للأزمة.
وساعد اليمنيون في الوصول الى هذه القناعة اخوانهم في الدول الخليجية وأصدقاء اليمن الأوروبيين والولايات المتحدة الأمريكية، عبر «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية» وقرار مجلس الأمن رقم (2014) لتشكيل خارطة طريق لخروج اليمن من ازمته، وصدر قرار مجلس الأمن بشأن اليمن بتاريخ 12 اكتوبر 2011م، حيث أكد على الدعم اللامحدود للمبادرة الخليجية والتوقيع على التسوية السياسية بهدف الانتقال الديمقراطي السلس للسلطة في اليمن واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وقد تم التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها في العاصمة السعودية الرياض بتاريخ 24 نوفمبر/ 2011م وبرعاية كريمة من العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وبحضور ممثلين عن مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي.. وحددت المرحلة الانتقالية التي نصت عليها المبادرة بعامين، وتتألف من مرحلتين.
تبدأ الأولى مع توقيع المبادرة وتنتهي مع تنصيب الرئيس عبدربه منصور هادي وتنتهي بإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في شهر فبراير عام 2014م وبناءً على المبادرة الخليجية تم تكليف محمد سالم باسندوة من احزاب اللقاء المشترك بتشكيل حكومة الوفاق الوطني مناصفة بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه واحزاب اللقاء المشترك وشركائه، وصدر القرار بتشكيلها يوم 7/ ديسمبر/ 2011م.
ومن ناحية أخرى تم اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد بتاريخ 21 فبراير 2012م، وقد انجزت في المرحلة الأولى بعض الاستحقاقات من المفروض انجازها، كتشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية المبكرة، لكن أجزاءً مهمة اخرى لم يتم تنفيذها وتم تأجيلها الى المرحلة الثانية، وبالذات فيما يتعلق بإزالة عناصر التوتر واستتباب الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي وبعد انجاز الانتخابات الرئاسية المبكرة دخلت اليمن عملياً المرحلة الانتقالية الثانية، وهي المرحلة المهمة والاصعب ايضاً، حيث يجب ان يناقش خلالها العديد من الملفات وفي مقدمتها اجراء مؤتمر الحوار الوطني الشامل لكل اطياف القوى السياسية في اليمن، بما في ذلك ممثلو منظمات المجتمع المدني والمرأة وبعد انتهاء المرحلة الانتقالية الثانية بتاريخ 21 فبراير 2014م سيتم الترتيب لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفقاً للدستور الجديد، الذي ستضطلع بصياغته لجنة متخصصة تختار من قبل اعضاء مؤتمر الحوار الوطني، ولمسنا رعاية الحكومة الألمانية تمثل في عقد دورات دراسية لمجموعات يمنية قدمت الى ألمانيا للاستفادة من الخبرات الألمانية في وضع الدستور والاطلاع على الآلية التي تحكم عمل الدستور الألماني وتطبيقاته.
وبرغم الإنجازات الإيجابية التي تحققت حتى الآن، والتي ادت الى حد ما الى نزع فتيل الازمة التي كانت محدقة باليمن والحيلولة دون الانفجار الشامل، لا تزال البلاد تواجه العديد من التحديات الجادة في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية، والتي تهدف من وقت الى آخر بعودة الأزمة الى المربع الأول.
ومن أهم تلك التحديات هي:
> لم توجد حتى الآن الأجواء المناسبة للحوار الوطني.
> تفاقم الوضع الاقتصادي المتردي وتصاعد العجز في ميزانية الدولة.
> التحديات التي تقف أمام حكومة الوفاق الوطني للعمل بروح الفريق الواحد.
> التحديات الأمنية في شمال الشمال(الحوثيون في صعدة) والحراك الجنوبي في جنوب البلاد.
> استمرار اعمال التخريب في قطاعات مهمة كالكهرباء والنفط وقطع الطرقات.
> تنامي أعداد النازحين من الداخل بسبب الاعمال والاعتداءات الإرهابية لتنظيم القاعدة، والنازحين القادمين من الصومال.
ويمكن تلخيص المساعدات المطلوب تقديمها من اصدقاء اليمن كالتالي:
- متابعة مجموعة العشر تنفيذ المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن ذات العلاقة.
- دعم جهود حكومة الوفاق الوطني في تنفيذ برنامجها الاقتصادي والامني والسياسي.
- إلزام الاطراف السياسية بالالتزام بما نصت عليه المبادرة الخليجية والكف عن المماحكات السياسية والإعلامية.
- تعزيز اصدقاء اليمن الثقة باليمن ودعم قيادته السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.
- إلزام طرفي الحكم بالعمل كفريق واحد في حكومة الوفاق الوطني.
- إعادة النظر في القضايا التي الحقت باليمن اضرارا كبيرة، مثل تخفيف القيود على السفر ومنح التأشيرات وخدمات النقل الجوي والبريد.
- توفيرالخبراء القانونيين للمساعدة في صياغة الدستور اليمني الجديد وتقديم الدعم اللازم لإجراء الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية والنيابية.
- توفير الدعم المباشر للموازنة اليمنية لتجنب الوصول الى حالة فشل الدولة.
- زيادة الدعم المادي والفني لمكافحة الإرهاب، وإعادة هيكلة الجيش اليمني.
- عقد يومي 4 و5 سبتمبر 2012م اجتماع المجموعة الاستشارية في الرياض كاجتماع تحضيري على مستوى كبار الموظفين يهدف لمناقشة الخطة التنموية والاحتياجات الضرورية لليمن بالتفصيل، وهنا نعول على قيام المانيا بدور فعال في دعم مطالب اليمن في هذا الصدد.
- عقد مؤتمر المانحين والاجتماع الرابع لمجموعة اصدقاء اليمن يوم 27سبتمبر 2012م في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تم حشد الدعم المالي لليمن والإعلان عن التعهدات من قبل المانحين في الأول بينما هدف الثاني على استعراض التطورات على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي في اليمن وماتم تنفيذه خلال الفترة الفاصلة منذ الاجتماع الثالث للمجموعة في الرياض في 32 مايو 2102م.
وانطلاقاً من العلاقات والروابط المتينة التي تربط اليمن بألمانيا منذ فترة طويلة تعول اليمن بشكل خاص على صديقتها القديمة المانيا في دفع وتحفيز المجتمع الدولي وبالذات شركاء المانيا في الاتحاد الأوروبي الى بذل المزيد من الجهود لاخراج اليمن من ازمته السياسية والاقتصادية والامنية المستفحلة..
إن المفاوضات اليمنية- الألمانية التي تمت في مدينة بون بداية شهر يوليو قد اثمرت عن تقديم جمهورية ألمانيا الاتحادية دعماً ومساعدات قيمتها ثلاثة وسبعون مليون يورو، وذلك تأكيد على الموقف الألماني تجاه اليمن لخروجه من أزمته الحالية..
< سفير الجمهورية اليمنية بألمانيا- برلين


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 03:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-28547.htm