الميثاق نت - <br />

الأحد, 04-مارس-2012
عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬حنظل -
كان تصدر قبيلة سنحان لاحتضان السلطة الأثر الكبير بين أبنائها فكانوا متزنين في تصرفاتهم وكان سلوكهم أكثر هدوءاً وعقلانية حتى لا يصدر منهم أي فعل قد يفهم منه أنه انعكاس لسياسة الدولة بما قد يسيء للرئيس أو قبيلته.
ظلت وما زالت قبيلة سنحان متماسكة حكيمة في قراراتها وتصرفاتها في الشأن الوطني راضية بأقل القليل من خدمات ومشاريع الدولة حتى لا تستأثر بشيء غيرها في حاجة إليه ومثلت الداعم والمساند للزعيم علي عبدالله صالح طيلة فترة حكمه، وكان ينظر للمنطقة كل من لم يزرها من قبل على أنها قطعة من دبي في خدماتها ومبانيها ورفاهية سكانها ولم يصدق كثير ممن زاروها أن هذه قبيلة الرئيس ' فيها الغالبية من الناس بسطاء و بها عدد متوسط من الخدمات ومعظم أبنائها يشتغلون بالحرف البسيطة والزراعة.
لكن‮ ‬الجميع‮ ‬تربطهم‮ ‬علاقة‮ ‬حميمة‮ ‬بالزعيم‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬ويكنون‮ ‬له‮ ‬كل‮ ‬احترام‮ ‬وتقدير‮ ‬لم‮ ‬يؤمنوا‮ ‬يوماً‮ ‬بالحزبية‮ ‬بقدر‮ ‬ما‮ ‬كانوا‮ ‬يقدرون‮ ‬داعي‮ (‬المخوة‮ ‬والقبيلة‮) .‬
حتى‮ ‬جاءت‮ ‬أزمة‮ ‬2011م‮ ‬التي‮ ‬انكت‮ ‬الجراح‮ ‬وآلمت‮ ‬كل‮ ‬بيت‮ ‬وكان‮ ‬تأثيرها‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬قاسياً‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬أبناء‮ ‬سنحان‮ ‬كانوا‮ ‬أكثر‮ ‬إيلاماً‮ ‬بفعل‮ ‬الجروح‮ ‬العميقة‮ ‬التي‮ ‬خلفتها‮ ‬فيهم‮ .‬
وبالرغم‮ ‬من‮ ‬تداعيات‮ ‬الأزمة‮ ‬إلا‮ ‬أنهم‮ ‬فضلوا‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬لغة‮ ‬الإخاء‮ ‬أعلى‮ ‬من‮ ‬لغة‮ ‬السياسة‮ ‬والسلاح‮ ' ‬وكان‮ ‬وفد‮ ‬الوساطة‮ ‬القبلي‮ ‬الذي‮ ‬هدف‮ ‬إلى‮ ‬لم‮ ‬شمل‮ ‬الأخوة‮ ‬أكبر‮ ‬دليل‮ ‬على‮ ‬الرؤية‮ ‬الأخوية‮ ‬السائدة‮ .‬
كان‮ ‬أبناء‮ ‬سنحان‮ ‬يُضرب‮ ‬بهم‮ ‬المثل‮ ‬في‮ ‬التآخي‮ ‬والتكاتف‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬جعل‮ ‬أطرافاً‮ ‬تسعى‮ ‬لزرع‮ ‬الشقاق‮ ‬وتفريق‮ ‬الصف‮ ' ‬وظلت‮ ‬لسنوات‮ ‬عدة‮ ‬ترتب‮ ‬أوراقها‮ ‬وترسم‮ ‬الخطط‮ ‬التي‮ ‬تمكنها‮ ‬من‮ ‬الاقتراب‮ ‬من‮ ‬السلطة‮ .‬
زرعت‮ ‬بذرة‮ ‬الشك‮ ‬بين‮ ‬الأخوة‮ ‬وغذتها‮ ‬بالأوهام‮ ‬والدسائس‮ ‬وسقتها‮ ‬بالأموال‮ ‬المدنسة‮ ‬وأوهمت‮ ‬كل‮ ‬أخ‮ ‬أن‮ ‬الطرف‮ ‬الآخر‮ ‬يعد‮ ‬العدة‮ ‬لالتهامه‮.‬
كانت هذه الأطراف على يقين أن أبناء سنحان أكثر تماسكاً والأحرص على تاريخ تليد صنعه زعيم وطني قادم من سنحان ومعه كل شرفاء الوطن وأن مواجهتهم حزبياً أو قبليا لن تفلح بقدر النتائج التي ستتحقق من شق الصف وضربهم كل بالآخر وهذا ما نجحوا فيه.
وبدخول‮ ‬الأزمة‮ ‬كان‮ ‬الطرف‮ ‬الثالث‮ ‬قد‮ ‬استطاع‮ ‬أن‮ ‬يوظف‮ ‬متناقضات‮ ‬وحسابات‮ ‬قديمة‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬استراتيجية‮ ‬شق‮ ‬الصف‮ ‬لتحقيق‮ ‬هدفه‮.‬
وأدرك‮ ‬غالبية‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬يدور‮ ‬في‮ ‬الساحة‮ ‬انقضاض‮ ‬على‮ ‬السلطة‮ ‬استخدم‮ ‬فيها‮ ‬الطرف‮ ‬الثالث‮ ‬ضرب‮ ‬أصحاب‮ ‬القرار‮ ‬فيما‮ ‬بينهم‮.‬
وآثر أبناء سنحان ألا تنعكس مجريات الأحداث بشكل كبير بينهم وعلى الوطن ورغم أن الجميع كانوا غير راضين بأن يختلف الأخوة فيما بينهم إلا أنهم ظلوا متماسكين ومدركين للحقيقة أين تكمن ومن وراء ما يحدث.
وبالتالي كانوا أكثر الناس المرحبين بالخروج السلمي من الأزمة رغم التضحيات التي قدموها.. وشهد يوم 21 فبراير إقبالاً كبيراً من أبناء سنحان فاق التصور وبلغ عدد الناخبين (34) ألف صوت للمشير عبدربه منصور هادي امتثالاً لدعوات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.
وكانت نظرة الأمل تحدوهم أن يلتقي الأخوة الفرقاء على طاولة واحدة لأنهم مهما اختلفوا سيظلون أخوة تجمعهم روابط كبيرة مدركين أن الضربة التي لا تقتل بالتأكيد تزيدك قوة ولكنهم في الأخير ازدادوا فخراً بابنهم المناضل الزعيم علي عبدالله صالح الذي ضحى بحقه الدستوري لإخراج اليمن من أزمته وسلم السلطة للرئيس عبدربه منصور هادي الذي بات أبناء سنحان يحسبونه الأيادي الآمنة التي حرص الزعيم ان يسلمها مقاليد الأمور، مدركين أن اليوم الذي سيحيق فيه المكر السيء بأهله قادم لا محالة!!

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 02:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-25610.htm