الإثنين, 12-ديسمبر-2011
الميثاق نت -  د. علي مطهر العثربي -
أثبت اليمنيون للعالم أنهم أصحاب فكر مستنير بتجسيدهم للمعاني والدلالات لقول الله سبحانه وتعالى عندما خاطب أهل اليمن بـ«يا أولي الألباب»، وهو ما أكدته كتب التفاسير القرآنية والسير النبوية الشريفة، كما ترجموا عملياً قول رسول الله إلى الإنسانية كافة محمد صلى الله عليه وآله وسلم: «الايمان يمانٍ والحكمة يمانية»، واسقطوا بالحكمة والإيمان رهانات الخسران المبين التي حاولت تمزيق اليمن، ولأن اليمن محمي بالإرادة الإلهية، فقد رد الله كيد الحاقدين والمتآمرين في نحورهم.
ولئن كان قد ظهر في اليمنيين من شذ عن القاعدة الإلهية والحكمة النبوية فإن ذلك الشاذ لا يمكن أن يعبر عن الكل على الاطلاق، فقد شذ إبليس عن أمر الله سبحانه، ولعل هذا الشاذ من أتباعه فقط، ولا أدل على ذلك من أن تاريخ الحياة السياسية قديمها ومعاصرها لا يخلو من هذا الشذوذ الشيطاني، إلا أنه في نهاية المطاف يسمو الايمان بالله رب العالمين وتعلو الحكمة ويسقط الخروج عن أمر الله.
إن الأزمة السياسية التي مرت بها اليمن لم يكن من السهل الخروج منها بأقل الخسائر التي خطط العدو لها، بل إن رهانات الاعداء وصلت حد تمزيق اليمن ومحو آثاره من خارطة العلاقات الدولية تماماً، وقد تحالف كل أصحاب الحقد والعدوان ودفعوا بأموالهم من أجل تدمير الدولة اليمنية الحديثة إشباعاً لرغباتهم الهمجية وأحقادهم الدفينة ونزعاتهم الانتقامية وفجورهم الفاضح.
إن الموقف الذي سجله اليمنيون في الرياض برعاية أخوية كريمة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الملك الانسان قد جعل العالم يقف إجلالاً للرئيس الانسان علي عبدالله صالح وكل الشرفاء الذين صنعوا هذا الحدث وأوقفوا المخطط التدميري وقطعوا الطريق على الحاقدين والناقمين على اليمن، ورغم ذلك الحدث الانساني الذي صنعه الشركاء والعقلاء والحكماء من أبناء اليمن، الا أن الحاقدين كانوا مصرين على تمزيق وحدة اليمن، فدفع كل الحاقدين بما لديهم من القدرات والامكانات في سبيل افشال الحدث وإعاقة تنفيذ ما اتفق عليه اليمنيون كافة بغباء فاحش ومكر فاضح، ولكن كانت الإرادة الكلية لليمنيين المستمدة من إرادة الله أقوى من كل ذلك الحقد والتآمر فانتصر اليمنيون لحقهم في الحياة الآمنة والمستقرة في يمن واحد وموحد.
إن الالتزام الذي أظهره اليمنيون كافة في تنفيذ ما اتفقوا عليه بات محل تقدير كبير من الاشقاء والاصدقاء والانسانية كافة، ولذلك ينبغي الاسراع في إنهاء المعاناة الانسانية لكل من تضرر من الأزمة السياسية والعمل بجدية لا حدود لها في سبيل عودة الحياة الى حالتها الطبيعية التي كانت عليها قبل يناير من العام الجاري، ونحن على يقين بأن كل الخيرين والشرفاء لن يتوانوا عن القيام بالواجبات الملقاة على عواتقهم في سبيل عزة الوطن والمواطن.
إن الوقوف بهمة عالية أمام معاناة الناس بات اليوم فرض عين على الحكومة ولا يجوز التساهل أو التواكل أو التخاذل في أداء هذا الفرض، وينبغي العمل بروح جماعية تسودها الرؤى الوطنية الواحدة، ولا مكان للتعصب الحزبي مطلقاً، ولا نجاح لحكومة الوفاق الوطني إلا بوحدة الرأي والجهد، وينبغي أن تستفيد الحكومة من أخطاء الماضي بائتلافاته الثلاثة التي كانت مؤشراً لحدوث الاخطاء، ولأن اليمنيين أصحاب إيمان وحكمة فإن الماضي مدرسة يتعلمون منها كيفية معالجة الخطأ والاستفادة من كل ما هو سليم بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 11:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-24312.htm