الإثنين, 15-أغسطس-2011
الميثاق نت -  صلاح أحمد العجيلي -
< كثيرون يسعون الى «الزعامة» وهي تكبر وتبعد عنهم، وفي أحايين كثيرة يشعر هؤلاء بأنها قد دنت منهم أو نزلت على مقربة منهم، وكثيرون جداً يسعون الى الاقتران بها قسراً - وإذا غاب الوعي في بعض الاحيان ماذا تتوقعون!! والحقيقة أن الزعامة الحقة تأتي هي إليك ولا يؤتى اليها ولا تقبل من يسعى ويلهث وراءها!! < أما علي عبدالله صالح فهو زعيم استثنائي - كان في يوم 17 يوليو 1978م على موعد تاريخي - نادر الحدوث في الزمان - مع الزعامة وهي كانت لحظة بالغة الاستثناء في مجرى التاريخ.. غير أنه كان في مستواها وتعاظمت فأخذ بتلابيبها من كل أطرافها، بهيبتها من جهة، وبخطورتها وفداحتها من جهة أخرى.. فقد كانت تلك الزعامة هي التي انقادت اليه- يوم ذاك - سلاحاً ذا حدين، بكل ما في هذا الوصف من معنى.. ولم يكتفِ علي عبدالله صالح باجتراح هذه اللحظة التاريخية التي كان لابد له من اجتراحها بقدر كبير من الشجاعة.. بل راح يحقق المنجزات التي طالت تخوم المعجزات واحدة تلو الأخرى، وقد أدرك أن استقرار البلاد واستثمار خيراتها لن يتأتى من دون بث روح الطمأنينة، وشد عصب السكينة في الجسد السياسي اليمني، فحقق المصالحة مع المعارضة، واوقف عوامل التوتر والاحتراب مع الشطر الآخر.. وابرم اتفاق الكويت في الشأن الوحدوي ونحا بالبلاد منحى التنمية الشاملة وحقق فيها مآثر جمة ولاسيما في قطاعي الزراعة والنفط. < كان علي عبدالله صالح الزعيم اليمني الوحدوي الذي شطب مفردة الانقلاب من قاموس «العسكرتاريا»، وكتب بدلاً منها وعنها مفردة العفو والتسامح في القاموس السياسي ومايزال!.. هذا هو الزعيم الاستثنائي علي عبدالله صالح وليس مجرد رئيس جمهورية فحسب، فهل يفقه الباحثون قسراً عن «الزعامة» اليوم ما نقول، وهل يدركون- أصلاً- هم معاني ومفردات ما يقولونه وكأني بهم يهذون وهم يحلمون بهذه «الحسناء» التي جاءت متصاغرة لـ علي عبدالله صالح وعزّت عليهم وعزفت عن مجرد الالتفات اليهم. < أعجبني كثيراً ما قاله الكاتب أحمد الشرعبي الاسبوع الماضي في عموده «من خارج النفق» عندماوصف ما قاله صادق الأحمر في اجتماع قبلي وقسمه على رئيس الدولةوهو في ضيافة «خادم الحرمين».. حيث قال ما معناه إن كلام الشيخ الأحمر جرح مشاعر وضمائر المعارضين والشباب المحتجين بساحات التغيير قبل أن يجرح مناصري الرئيس وابدع الشرعبي حينما استدعى تجربة والد صادق الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وصراعه الضارب مع الرئيس المرحوم ابراهيم الحمدي وقال: إن الشيخ عبدالله لم يجرح خصمه اللدود بكلمة واحدة آنذاك لا أثناء حكمه وحياته ولا بعد مماته..!1 ولا تعليق؟!
٭ مدير تحرير صحيفة «المسيلة»
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 22-مايو-2024 الساعة: 12:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-22475.htm