الإثنين, 20-يونيو-2011
الميثاق نت -        ناصر العطار -
لا أحد في كوكبنا يسره حال يمن الإيمان والحكمة الذي يظهر به اليوم متراوحاً بين الكسوف الكلي والجزئي في سماء الحرية والديمقراطية بعد أن كان نجماً مضيئاً يسابق الزمن للوصول الى المراتب العليا مع الدولة المتقدمة في المدنية الحديثة والديمقراطية القائمة على التداول السلمي للسلطة والاحتكام للشعب صاحب الحق في حكم نفسه بنفسه.
فالجميع أشقاء وأصدقاء وكل محبي السلام والتسامح يبيتون ويصبحون يشاطرون الشعب في همومه وقلقه وحسرته وتفكيره العميق في مخارج تجنبه الأخطار التي تعصف بأمنه واستقراره ولحمته أرضاً وإنساناً وبكل مقوماته ومكتسباته، كما يشاطرون الشعب في دعائه وصلواته وتضرعه للرب أن يوحد صفوف أبنائه ويطفئ نيران الفتن والحروب التي أشعلها الأشرار الذي مازالوا مستمرين في جمع الحطب وابتكار الوسائل تلو الوسائل الجديدة لاستمرار سعيرها واشعال فتن جديدة، وما يؤسف له أنهم ثلة من أبناء الشعب وثلة من الآخرين ممن تربطهم بالشعب صلة القربى والجوار والهوية والديانة والثقافة والمصير المشترك والذين يناصبون العداء للشعب ولخدمة الاعداء الحقيقيين له وللأمة العربية والاسلامية جمعاء.. وأما جديد عهد الشعب بهم ما تروج له القنوات الفضائية المحمومة وتحديداً ذلك المشهد الغريب والهجين على اليمنيين وعلى جميع الاعراف والمبادئ السماوية والإنسانية الذي ظهر من خلاله عضو مجلس نواب الشعب رئيس كتلة الحزب الذي يدعي التفرد في السلام والوصاية عليه.. إنه حزب الاصلاح ومن سبق له كحزب وكشخص عبدالرحمن بافضل أن أبرم المعاهدات والاتفاقات وتقلد المناصب والحقائب الوزارية مع المؤتمر الشعبي العام والذي أحسن الابداع لفظاً وحركة بطأطأة الرأس والضرب باليدين ليتنكر للمؤتمر ويتقول زوراً في تاريخه ومسيرته النضالية، ويعلن على أرض الشقيقة قطر والمنبر الرئيسي لقناة «الجزيرة» وبصيغة الوجوب لحل المؤتمر الشعبي العام ومصادرة أملاكه ونهب مقراته .. الخ.

ومثله آخرون أحضروا من وطنهم لدول أخرى ليقولوا ما يقولونه زوراً وبهتاناً، في الوقت الذي كانوا في غنى عن تشجم مشقة السفر ويستطيعون بحرية تامة ترديد مقولاتهم تلك من على تراب وطنهم وعبر مكاتب تلك القنوات.. والغريب كيف وضعت خطط تحركهم والتي تظهر في باطنها وظاهرها تناقضات مريبة شكلاً وموضوعاً مع واقع الحياة وما آل اليه حال اليمن مقارنة بغيره، ومن ذلك إلصاق صفة تمثيل الأمة «عضو مجلس النواب» والصفات التنظيمية في أحزابهم الى أسمائهم وألقابهم، وهم في الوقت نفسه قد تجردوا عن هذا الشرف واقعاً بخروجهم من الوطن وقولاً بإعلان إلغاء سلطات الدولة وتأييد المعتدين على رموزها..

هذا من جهة ومن جهة أخرى يتنكرون للمعاهدات والاتفاقات والمواثيق قديمها وجديدها والتي كان آخرها التوقيع الى جانب المؤتمر الشعبي العام في مبادرة الخليج وفي عهد ثورتهم كما يزعمون، والأمر يثير الاستغراب فإذا كانت صلتكم ورؤيتكم للمؤتمر الشعبي العام كما أعلنتموها مؤخراً، فلماذا أبرمتم الاتفاقات ولماذا أقسمتم على أنفسكم أمام الملأ ومن على قبة البرلمان قبل ذلك وتحديداً في 18 اغسطس 2008م بتعهدكم للوفاء بالتزاماتكم بتقديم مرشحيكم للجنة العليا للانتخابات الى مجلس النواب والذي كان آخر بند لمهام ومسيرة حوارات مضنية، أدى التخلف عن ذلك الى عرقلة المسيرة والانتخابات في موعدها ابريل 2009م،.

ومثل ذلك أدى مكركم وعتوكم الى إجهاض اتفاق فبراير 2009م والاتفاقات التي تلته حتى آخرها مبادرة الخليج، فأنتم الفاعلون في عرقلة تنفيذها تارة بالتستر على بقية الاطراف شركائكم في الأزمة من المنشقين من القوات المسلحة والماردين والخارجين على القانون، وتارة بعدم الانصياع والجنوح للسلم والحلول والدستور والقانون بالتوقيع منفردين وبعيداً عن المؤسسات الدستورية وعن الأضواء، وعندما كانت القيادة السياسية والوسطاء في طريقهم لوضع اللمسات الاخيرة للخطوات التنفيذية للمبادرة الخليجية سعيتم مع شركائكم الى تفجير الوضع بالاعتداء ونهب وحرق الممتلكات العامة والخاصة وفي مقدمتها المقر الرئيسي للمؤتمر الشعبي العام ثم الإجهاز بفعل قبيح على رموز الدولة وسلطاتها..

وأخيراً لقد تكشفت الحقائق للشعب بأفعالكم ومآربكم وعدائكم الدفين والمتجذر لمكاسب الشعب وكل القوى التي تعمل وتناضل وتتمسك بالحفاظ عليها وفي مقدمتها رمز الأمة فخامة رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام وكل الشرفاء، فهم وبهم تنفستم الصعداء وقلتم رأيكم في الحوارات من خلال لجنة الحوار الوطني والاستفتاء على الميثاق الوطني الدليل النظري والعملي للمؤتمر الشعبي العام مطلع ثمانينيات القرن المنصرم ،وقال الشعب فيه نعم للميثاق الوطني ودستور الجمهورية اليمنية واختار ممثليه في المنظمات الجماهيرية والمدنية وقبل ذلك في سلطات الدولة التشريعية والتنفيذية- رئيس الجمهورية، والمجالس المحلية- وتمسك الشعب بقيادة الرمز والمؤتمر الشعبي العام بهذا النهج وبنتائج الصندوق وسعى الى توحيد ولم شتات الشعب أرضاً وإنساناً تعليماً وثقافة وهوية.. في الوقت الذي أنتم مجتمعين ومنفردين من أعددتم العدة قولاً وفعلاً للانفصال وتخريب التعليم وإشعال الحروب الأهلية تارة تحت الطائفية وتارة تحت المناطقية وأخرى تحت المذهبية.. واليوم تحت كل الولاءات الضيقة تقتلون الوطن بأسره.

وشاهد الحال يقول: إذا كنتم كما تدَّعون دعاة المدنية الحديثة فلماذا تقبلون المنشقين من القوات المسلحة.. ولماذا تسمحون بجلب السلاح من الخارج والداخل وإدخاله الى العاصمة وبقية المدن، ولماذا تفرحون وتمرحون وتذبحون الذبائح وتقيمون الولائم والاحتفالات فرحاً وابتهاجاً لما قمتم وتقومون به من تدمير ونهب للممتلكات العامة والخاصة وازهاق الأرواح..

وأفظع من ذلك قتل رموز الدولة والمؤتمر الشعبي العام، وأخيراً الاجهاز على كل مؤسسات الدولة والمنظمات الجماهيرية ومقر المؤتمر الشعبي العام.

ألم يكن الأحرى بكم السير نحو الانتخابات النيابية والدعوة للانتخابات الرئاسية المبكرة وفي ظل اي ضمانات تريدونها لإزالة شكوكم حتى لو كان ذلك تحت إشراف دولي؟

ألم يكن الاحرى بكم الحفاظ على وحدة المؤسسة الدفاعية ومنع حدوث الانشقاق وجعلها قوة موحدة بعيدة عن الحزبية والخلافات السياسية؟

ألم يكن الأحرى أن تظل مؤسسات وممتلكات الدولة وغيرها سليمة حتى تسهل مهمتها اليوم وضمن الدولة المدنية كما تقولون؟!

نسأل الله أن يجنب اليمن كل مكروه
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 21-مايو-2024 الساعة: 04:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-21696.htm