الإثنين, 14-مارس-2011
الميثاق نت -  ناصر محمد العطار -
لم يكن في الحسبان أن يأتي يوم تكون فيه الاعتصامات مطلقة العنان لايحكمها شرع سماوي أو إنساني.. وان يباح لمنفذيها ارتكاب كافة الجرائم بما فيها الجرائم الماسة بالحياة وبالاموال والممتلكات.

نعم.. هذا ما أصبح واقعاً معيشاً في بلد الايمان والحكمة جراء ممارسات وأنشطة نافذي اللقاء المشترك ومن معهم.. وما يحز ويؤرق النفس ان ترتكب الجرائم تحت يافطة الحقوق والحريات مع تأييد ومباركة بعض العلماء والمرشدين والخطباء وتسخير دور العبادة للتضليل والتحريض والتغرير والتدليس.. وليس بخافٍ على أحد ما آل اليه الوضع المعيشي..

ان الناس في حيرة من أمرهم لايجدون طريقة يهتدون بها للسير في الظلام الدامس والمحفوف بكافة المخاطر، بعد أن أصبح المندسون بين المعتصمين يطلقون الألسنة والأيادي لارتكاب كافة الجرائم، تحكمهم أهواؤهم ونزواتهم ولاتجدي معهم المبادرات والمناشدات مهما كانت واقعية ومستوعبة لكافة المعطيات والمتطلبات للوطن وابنائه ولأولئك المعتصمين أيضاً.. لقد بات الوضع مقلقاً يهدد لحمته وكل مكتسباته في الثورة والديمقراطية والتنمية الشاملة.

وإزاء ذلك نناشد كل ذي بصيرة من اولئك المعتصمين ان يحتكموا لشرع الله ويأتمروا بأوامره لقوله تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»، وقوله: «لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس»، وقوله :«وما اختلفتم فيه من شيء فردوه الى الله والرسول»، وقوله :«ان الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون»، وقوله: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض»..

ومن وحي وأحكام هذه الآيات وغيرها في القرآن والاحاديث الشريفة والمأثورة من اقول وافعال الصحابة، تتجلى الحجج والبراهين كشمس ساطعة تدل على الحق والخير وجنوده وأنصاره، ومن ينهجون الباطل والشر.. ألم يأن لكم ايها النافذون في اللقاء المشترك ان تخشع قلوبكم لذكر الله وتفعلوا الحق والخير وتجتنبوا قول الزور ومخالفة أوامر الله.. أما إن استمررتم في عتوكم وعنادكم فنسأل الله ان يرد كيدكم في نحوركم ويذيقكم بأسكم ويجنب الوطن شركم، فهل من حجة بعد الاحتكام لكتاب الله والاستجابة لنصح ومناشدة العلماء من قبل رئيس الجمهورية.. وهل لكم من مطلب بعد المبادرة الاخيرة التي تجلت حنكة وحكمة القائد فيها بأبهى صور الحق والعدل والإنصاف، وبِمَ ستتحججون وانتم تعلمون جيداً ان الانظمة السياسية عالمياً ثلاثة منها: «نظام رئاسي وهو ما رُفض منكم مسبقاً بعد ان بادر به كبديل للنظام السياسي الحالي المختلط الذي تنتهجه بلادنا.. والنظام البرلماني وهو ما كنتم تنادون به، إضافة إلى القائمة النسبية واعادة تقسيم اليمن في اطار اقاليم تراعى في انشائها الخصائص والمقومات السكانية والاقتصادية والجغرافية ومنحها كامل الصلاحيات اللامركزية المالية والادارية».. وحتى الانتهاء من صياغة دستور جديد والاستفتاء عليه واجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة تتولى كافة الصلاحيات والمهام التنفيذية وفي موعد قياسي محدداً بنهاية هذا العام وبداية العام 2012م، وتلبية مطالب الشباب باستيعاب (60) ألفاً في الوظيفة العامة وانشاء صناديق لدعم الشباب لتنفيذ مشاريع استثمارية تلبي طموحاتهم وتمكنهم من الكسب، وكذا اعتماد حالات جديدة في الضمان الاجتماعي بنصف مليون حالة... الخ.

ونؤكد أن مطالب ومستقبل الوطن والاحزاب والشباب وكل شرائح وفئات المجتمع قد استوعبتها مبادرة فخامة رئيس الجمهورية، وان الشعوب الاخرى لم تصل الى تحقيق ما تضمنته من مضامين تؤسس لبناء دولة حديثة.والله نسأل أن يحفظ الشعب من كل مكروه.

> رئيس دائرة الشئون القانونية





تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 01:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-20236.htm