الإثنين, 31-يناير-2011
الميثاق نت -  علي عمر الصيعري -
في مؤلفه الشهير بـ “ إميل”, كتب جان جاك روسو مقالا عنوانه بـ” الفلاسفة”, ولمقاربته لواقع العقلية العربية راهنا على الرغم من مرور (241) عاماً، أي قرنين وأربعة عقود تقريبا, أحببت أن أورد هنا أهم ما جاء فيه مع تصرف مني في العنوان, كتب هذا الفيلسوف يقول في كتابه “ إميل”Emile والذي طرد بسببه من (مونيه تراميز) وقذف بالحجارة, وأغلقت “ جنيف” أبوابها في وجهه, لما احتوى كتابه على فلسفة قائمة على المفهوم الحقيقي للحرية وعلى فرضية الصلاح الطبيعي مما تعارضت مع الفكر “ الإكليريوس” المسيحي آنذاك الذي يشجب حرية البحث .. يقول روسو في مقاله هذا:
(لقد أدركت أن عجز الفكر الإنساني هو السبب الأول في هذا الاختلاف العجيب في الآراء، وأن الكبرياء هي السبب الثاني.. وعبر هذا العالم الوهمي، يشق كل واحد طريقا يعتقد أنه الصحيح،وما من أحد يعلم هل يؤدي طريقه إلى الغاية، بيد أننا نود لو ننفذ إلى كل شيء، ونعرف كل شيء ..الشيء الوحيد الذي لا نعرفه أبدا هو جهلنا بما لا نستطيع أن نعلم.
حينما يصبح المفكرون قادرين على اكتشاف الحقيقة ، من منهم سيهتم بها؟! كل مفكر يعلم جيدا أن مذهبه ليس أكثر صوابا من المـــــــذاهب الأخــرى؛ ولكن يدعمه لأنه مذهبه الخاص .لاأحد منهم ،إذا تمكـن مـن معـــــــرفة الصواب والخطأ،إلا ويفضل الكذب الذي اكتشفه على الحقيقة التي اكتشفها شخص آخر .
أين المفكر الذي لا يغرر عن طيب خاطر بالشعب،في سبيل مجده الخاص ؟! أين الشخص الذي يضع نصب عينيه، في قرارة نفسه هدفاً آخر غير الظهور ؟!!
إن الشيء الأساسي هو أن يخالف الآخرين في تفكيره. فلـــــدى المؤمنين يصبح ملحدا،ولدى الملحدين يصبح مؤمناً.
قال الشاعر :
قل للذي لست أدري من تلونه
أناصح أم على غش يناجيني
إني لأكثر مما سمتني عجبــــا
يد تشج وأخرى منك تأسوني
تغتابني عند أقوام وتمدحني
في آخرين وكل عنك يأتيني
هذان شيئان قد نافيت بينهمــا
فاكفف لسانك عن شتمي وتزييني
(صالح بن عبد القدوس)
[email protected]

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 11:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-19574.htm