امين الوائلي -
عضو في المؤتمر الشعبي العام أراد أن يستقيل.. العضو استقال، ثم ماذا؟! لا شيء.. باستثناء أن العضو في المؤتمر الشعبي العام صخر الوجيه قدم استقالته، وبالتوازي مع ذلك.. جمَّد المؤتمر عضوية الرجل وانتهى الأمر.. هذا هو الإطار الطبيعي والحقيقي للقضية برمتها، ولاتستحق المبالغة في تضخيم المسألة وتوظيفها إعلامياً وسياسياً على نحو ما تحاول صحافة التهويل والتأزيم.. حيث راحت تتعامل مع الموضوع وكأنه خبطة الموسم وداهية الدواهي.. أو كأن صخر الوجيه أغلق أبواب المؤتمر والحكومة والبرلمان وأخذ المفتاح معه وبقي الناس في الخارج!!. > لانريد إلغاء حضور وحق صخر الوجيه في اتخاذ الموقف والرأي الشخصيين.. كما يحلو له وكما يستدعي منه ذلك تبدُّلُ القناعات وتغير المزاج السياسي، هذا حقه.. كما هو حق المؤتمر الشعبي العام أن يفخر بالسلوك الديمقراطي والتقيد باللوائح الداخلية والأدبيات المنظمة لهذه الحالات.. ومن حق، بل من واجب المؤتمر أن يعتز كثيراً بكونه التنظيم السياسي والوطني الأول والأنضج في البلاد.. وأن ذهاب شخص ومجيئ آخر لا ولن يؤثر شيئاً فيه.. وعلينا التنبه دائماً إلى مسألة غاية في الأهمية وهي أن المؤتمر لن يكون سعيداً بالمطلق إذا كان عضواً فيه يحمل رغبة أو إرادة في المخالفة والخروج ولا يصرح بموقفه هذا، حينها سيكون ضرره على المؤتمر وتوجهاته أكثر من نفعه، والأفضل للجميع الإعلان عن المواقف وإتباع القول الفعل، وينتهي الأمر عند هذا الحد. > لكن.. هناك من يبذل جهوداً كبيرة ويائسة لاقتناص مناسبة ولو عابرة للتشويش وإثارة الغبار.. ولهذا جرى ويجري تكييف استقالة عضو واحد من ملايين الأعضاء في المؤتمر، وتوظيفها بطريقة »استثمار الكذبة« حتى تبدو »قبة« أو ما شابه. > كان صخر الوجيه عضواً يحترم رأيه ويصرح بمواقفه علناً مهما كانت شاذة أو مخالفة لما عليه غالبية الأعضاء، ومع ذلك لم ينقل عنه أن أحدهم لامه أو وبّخه أو قال له »أخطأت« كانت التعددية في الإطار التنظيمي هي ميثاق الجميع، وستظل كذلك.. وإذ يعلن الوجيه استقالته فهذا حقه.. وبقي عليه أن لايسمح للآخرين بتحويله إلى دكان للاستثمار السياسي والكيد الحزبي.. فهو يعلم أن السياسة أخلاق وأن المواقف تحكمها الآداب والتقاليد، ومن غير المرجو له أن يصبح مادة للاستثمار وبيع الحرائق، فقط حتى لايقال أو يفهم ضمنياً أن استقالته كانت لهذا الغرض أو تلك الزوبعة.. > من واجب ومسئولية صخر الوجيه أن يلعبها »صح«.. لأن الذين استثمروا موضوعاً عادياً.. سارعوا إلى تسريب الفتنة في منشور يحمل ألفاظاً واتهامات تكاد تقول إنها صادرة عن فلان.. مثل »الشيوعية« و»الإلحاد« وغيرها.. وسنأسف كثيراً لو انطلت مكيدة مفضوحة كهذه على رجل برلماني كان الظن فيه حسناً. > وعموماً.. استقال عضو في المؤتمر.. وبقي أكثر من ثلاثة ملايين، لايمكن قبول فكرة أن أحداً صاحب عضوية أكبر من غيره.. الكل سواسية.. صغيرهم وكبيرهم.. أعضاء يلتزمون بخط الانتماء إلى المؤتمر.. التنظيم الذي استوعب أحزاباً وجماعات وتنظيمات بحالها. شكراً لأنكم تبتسمون
3 ملايين ناقص صخر!!