الإثنين, 18-ديسمبر-2006
الميثاق نت -  يحلو للمرء أن يغلِّف ذاته بنوع من الخصوصية النادرة تمنحه قيمة زائدة يحتاج إليها في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه.. ويعتقد البعض أن ثمة مشروعية فريدة.. تجعله قادراً على تحقيق رغباته وتمرير مخالفاته وتجاوزاته.. بالاستناد المعنوي إلى علاقة مفترضة- أو مدَّعاة‮- ‬تربطه‮ ‬بجهة‮ ‬ما،‮ ‬أو‮ ‬مسئول‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬الدولة‮!‬
سوف تمر بك حالات وتجارب كثيرة كهذه: موظف عام، أو مدير متوسط، أو مسئول تنفيذي، أو حتى صحافي معارض، يحرص الواحد منهم، أثناء حديثه معك، على تسريب عديد من التلميحات وإشارات "ذكية" تُفهم- أو عليك أن تفهم منها أن الرجل »واصل«.. ومحصَّن بأصحاب "فوق"! وهكذا يلجأ البعض إلى اختلاق حكايات مدهشة عن صداقته مع الوزير المقرَّب، أو تواصله المستمر مع الرجل "الجوكر"، أو التزامه المرهق بحضور امين الوائلي -
يحلو للمرء أن يغلِّف ذاته بنوع من الخصوصية النادرة تمنحه قيمة زائدة يحتاج إليها في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه.. ويعتقد البعض أن ثمة مشروعية فريدة.. تجعله قادراً على تحقيق رغباته وتمرير مخالفاته وتجاوزاته.. بالاستناد المعنوي إلى علاقة مفترضة- أو مدَّعاة‮- ‬تربطه‮ ‬بجهة‮ ‬ما،‮ ‬أو‮ ‬مسئول‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬الدولة‮!‬
سوف تمر بك حالات وتجارب كثيرة كهذه: موظف عام، أو مدير متوسط، أو مسئول تنفيذي، أو حتى صحافي معارض، يحرص الواحد منهم، أثناء حديثه معك، على تسريب عديد من التلميحات وإشارات "ذكية" تُفهم- أو عليك أن تفهم منها أن الرجل »واصل«.. ومحصَّن بأصحاب "فوق"! وهكذا يلجأ البعض إلى اختلاق حكايات مدهشة عن صداقته مع الوزير المقرَّب، أو تواصله المستمر مع الرجل "الجوكر"، أو التزامه المرهق بحضور مقيل أسبوعي خاص في ديوان رجل مهم أو مسئول صاحب حظوة في الدولة والحكومة!
> غالباً.. يلجأ الأفراد إلى هذه الاستراتيجية كنوع من التحريز الاحتياطي المسبق.. أو التلويح الضمني بحصانة من نوع خاص تدفع عن صاحبها إمكانية المساءلة أو الانتقاد العلني في شأن عام أو مسئولية اعتبارية خاصة، ويتوقع أصحاب هذا التكتيك، المجازف والانتهازي، منك أن‮ ‬تتهيب‮ ‬أو‮ ‬تتحفظ‮ ‬كثيراً‮ ‬في‮ ‬تعاملك‮ ‬وآرائك‮ ‬معهم‮ ‬وعنهم‮.. ‬باعتبار‮ ‬حاجتك‮ ‬الدائمة‮ ‬إلى‮ »‬السلامة‮« ‬والابتعاد‮ ‬عن‮ ‬منغصات‮ »‬الصحة‮« ‬و‮»‬العافية‮«!!‬
> أحدهم.. أوهم أهل قريته بخطورته وعلاقته المتينة مع المسئولين وأجهزة الدولة.. بقي الرعية- بدافع البراءة والخوف- يفلحون ويزرعون ويحصدون للرجل حقوله ويحلبون له أغنامه وأبقاره، ولايراجعونه في شيء من مظالمه.. ولِمَ لا؟ فهو مكين متين لدى »الجماعة- فوق«!!
أخيراً‮ ‬اكتشف‮ ‬الناس‮ ‬أن‮ ‬صاحبهم‮ »‬بقرة‮ ‬ربي‮« ‬من‮ ‬صدق،‮ ‬ولكن‮.. ‬بعد‮ ‬ذهابه‮ ‬إلى‮ ‬المقبرة‮!‬
> الانتهازيون يفعلون أكثر من ذلك.. لايتورعون عن إتيان أدنى الأساليب وأرخص الادعاءات لإشباع جوعهم الأسطوري إلى قيمة من أي نوع.. يبتزون بها المجتمع.. ويؤمّنون حاجتهم إلى المزيد من البطالة و»الهنجمة« الفارغة!
> انخدعت لزميل »خاص«- في حين اعتقد هو أنه خدعني.. واستمر لبعض الوقت يقصُّ عليَّ حكاياته الثمينة مع مسئولين كثر يسترضونه ويحرصون على تجنب سخطه »ولذعة قلمه«.. وفي مرة- أردتها حاسمة- تركته لبعض الوقت يتحدث إلى هاتفه السيار وهو يحرص على تصنُّع الرزانة والتطرق إلى قضايا جادة وخطيرة وكأنه يتحدث مع »واحد كبير« أو صانع قرار من المستوى الأول.. لكني لم أطق صبراً أو تصبُّراً.. وبدأت أشعر بالغثيان، طفح الكيل أخيراً.. فأمسكت بهاتفي السيار واتصلت برقم أحفظه تماماً.. وفجأة رن هاتف زميلي.. وكان لايزال يتحدث مع »واحد كبير«!‮!‬
‮> ‬إذا‮ ‬قال‮ ‬لكم‮ ‬أحدهم‮: »‬الرئىس‮ ‬صاحبي‮« ‬وراح‮ ‬يتحدث‮ ‬على‮ ‬الهاتف‮ ‬السيار‮.. ‬فافعلوا‮ ‬مثلي‮ ‬واتصلوا‮ ‬بـ‮»‬أحدهم‮« ‬ليرن‮ ‬هاتفه‮ ‬إلى‮ ‬جواركم‮..‬
والآن‮.. ‬من‮ ‬منكم‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يقول‮ ‬لي‮ ‬شيئاً‮..‬؟‮!!‬
شكراً‮ ‬لأنكم‮ ‬تبتسمون
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 12:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1774.htm