الجمعة, 08-ديسمبر-2006
احمد المخلافي -
قرأت قبل عدة أيام مقالين في صحيفة "الأيام" لحيدر ابوبكر العطاس وعبدالله الاصنج وكليهما تحدثا عن مناسبة حلول ذكرى الاستقلال في الـ30 من نوفمبر وحاول كل منهما وبطريقته ان يعطي لنفسه دوراً لا وجود له في صنع هذا اليوم المجيد في حياة شعبنا اليمني ومسيرة نضاله‮.‬
ان الحقيقة التاريخية التي لا ينبغي انكارها ان كلاً من العطاس والاصنج دخلاء على هذا اليوم ومسيرة شعبنا النضالية الحركة الوطنية اليمنية عموماً ان لم يكن ان كلاً منهما قد لعب لاحقاً دوراً مشبوهاً اساء كلاهما فيه لتضحيات المناضلين والشهداء الذين صنعوا هذا اليوم‮ ‬المجيد‮ ‬ومآثره‮ ‬النضالية‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تنسى‮.‬
فالعطاس الذي كان طالباً يدرس في القاهرة عندما بدأت مرحلة النضال والكفاح المسلح من أجل التحرير وجد الفرصة فيما بعد وفي غفلة من الزمن ليتسلق على اكتاف الثوار والمناضلين الحقيقيين لا ليسلبهم دورهم فحسب بل لينعم بخير الثورة وثمرة تضحيات ثوارها عندما اسندت اليه بعض المواقع القيادية في الحزب والدولة في الشطر الجنوبي من الوطن حينذاك.. لينحرف بمسار الثورة ويتنكر لتضحيات الثوار بل وتلطخت يداه مع غيره من الرفاق بدماء بعضهم في اطار الصراع الدموي بين رفاق الحزب الواحد.
كما ان دوره في افتعال الأزمة السياسية ومؤامرة حرب الردة والانفصال في صيف عام 94م، بعد اعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ22 من مايو 90م، يكشف حقيقة الرجل والدموع الكاذبة التي يذرفها اليوم على مدينة عدن واهلها الذين هم مثلهم مثل سكان صنعاء وغيرها من المدن اليمنية‮ ‬من‮ ‬كافة‮ ‬مناطق‮ ‬الوطن‮.‬
و»العطاس« ليس في الوضع الذي يجعلنا نصدقه او حتى نصغي اليه او نحترم رأيه اذ عليه ان يسأل نفسه اولاً من الذي جعل من عدن مدينة اطلال وخرائب واشباح؟ بعد ان كانت درة الجزيرة العربية أو "من الذي جعل منها جوهرة في يد فحام"؟!.. أليس هو وأمثاله من الرفاق في حزبه الاشتراكي الشمولي الذين تسلطوا على رقاب البلاد والعباد في جنوب الوطن قبل اعادة تحقيق الوحدة المباركة وسحلوا العلماء والمثقفين والشخصيات الاجتماعية والوطنية وكتموا كل صوت خالفهم الرأي من منطلق ان »لا صوت يعلو فوق صوت الحزب« حتى جاءت الوحدة لتكون انقاذاً لعدن وغيرها من المدن التي جثم على صدر ابنائها "الرفاق" في الاشتراكي منذ الاستقلال وحتى قيام الوحدة المباركة والتي كانت طوقاً للنجاة حتى لهؤلاء "الرفاق" انفسهم الذين ظلوا يتصارعون فيما بينهم في جولات دامية لا تنتهي خلفت وراءها الكثير من الدماء والدموع والخراب والمآسي‮.‬
أما "الأصنج" صاحب التاريخ الاسود الملطخ بالخيانة والارتزاق فليس ثمة حاجة للتذكير بعمالته للمستعمر الاجنبي ودوره الخياني التجسسي ضد الثورة والثوار.. فلقد ظل ولاء »الأصنج« لجذوره الغريبة واصوله الوافدة من وراء البحار ومفتقداً لأي شعور بأي انتماء حقيقي لهذا الوطن‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬تربطه‮ ‬به‮ ‬أي‮ ‬رابطة‮.‬
وقطعاً فإن حديث "الأصنج" عن عدن اليوم ليس إلاّ من قبيل ذلك التباكي الممجوج الشبيه بـ"دموع التماسيح" التي يخالفها واقع عدن الراهن وما تعيشه من مناخات حرية وتحولات وتطور مشهود في الكثير من جوانب الحياة فيها وحيث ينتظر عدن مستقبلاً اكثر ازدهاراً واشراقاً في ظل‮ ‬ما‮ ‬يعد‮ ‬لها‮ ‬من‮ ‬الخطط‮ ‬وما‮ ‬تم‮ ‬اتخاذه‮ ‬من‮ ‬اجراءات‮ ‬كمنطقة‮ ‬حرة‮ ‬وحاضرة‮ ‬اقتصادية‮ ‬وتجارية‮ ‬للوطن‮.‬
وعموماً لسنا في حاجة للدخول في جدل عقيم مع "العطاس" و"الأصنج" وأمثالهما ممن يعيشون خارج التاريخ وهامش الزمن ويحاولون اليوم وبين حين وآخر البحث لأنفسهم عن ادوار بشتى السبل وهم لا يدركون بأنهم مجرد اوراق محروقة ومهترئة وان حقيقتهم لا تغيب عن الناس داخل الوطن‮ ‬وخارجه‮ ‬الذين‮ ‬يعرفونهم‮ ‬جيداً‮ ‬مهما‮ ‬لبسوا‮ ‬من‮ ‬الأقنعة‮ ‬او‮ ‬تدثروا‮ ‬بمسوح‮ ‬الرهبان‮!‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 06:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-1695.htm