الميثاق نت - وصف سياسيون وأكاديميون مؤتمر لندن للمانحين المكرس لدعم اليمن بأنه يعد تظاهرة تاريخية تؤسس لمرحلة جديدة لليمن وتعزز علاقة الشراكة والتفاعل صوب الاندماج الكامل في المنظمومة الخليجية .
وأكدوا في أحاديثهم لموقع "المؤتمر نت" الاخباري أن هذا التحول الذي شكل خلاصة لمسيرة طويلة في طريق الإصلاحات الحقيقة التي شهدتها اليمن بقيادة الرئيس على عبدالله صالح يقتضي محاربة السلبيات وتعاطي الجميع بجدية مع مرحلة جديدة من البناء، والتنمية، تستند على بنية أساسية متطورة لاقتصاد وطني متين ، تضمن مستوى معيشي أفضل للمواطنين
بداية اعتبر الدكتور أحمد عبيد بن دغر أن نجاح مؤتمر لندن المخصص لدعم اليمن يمثل إضافة جديدة ومهمة في مسيرة اليمن بقيادة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية وخطوة متقدمة على طريق الاندماج في اقتصاديات المنطقة ، والارتقاء بمعيشة المواطن من خلال امتصاص البطالة وتخفيف نسبة الفقر وإزالة كل العراقيل التي تقف عائقاً أمام دخول اليمن مجلس التعاون الخليجي .
وقال القيادي السابق في الحزب الاشتراكي أن مقومات نجاح المؤتمر هو جدية الاتجاه نحو الإصلاحات وثقة قادة دول الخليج الذين أدركوا حاجة اليمن ودعمها ومساعدتها للتغلب على وضعها الراهن بحيث تكون العضو السابع في مجلس التعاون الخليجي ".
مضيفاً في حديث لموقع "المؤتمر نت" أن هذه الجدية هي خلاصة للعلاقة بين دول الخليج واليمن التي تقوم على روابط الإخوة والجوار والمصلحة المشتركة والروابط الموغلة في القدم ، معتبراً أن أي تفسير غير هذا ليس له معنى في الحقيقة ، فالمصالح تفرض التعاون والعمل المشترك وعلى الشعوب الأخذ بيد بعضها ببعض ، فاليمن يشكل إضافة كبيرة لدول الخليج حال انتقاله إلى ظروف أفضل ".
وزاد القيادي السابق في الحزب الاشتراكي بالقول :" اعتقد أن حضور الرئيس على عبدالله صالح أعطى لمؤتمر لندن دفعة كبيرة إلى الأمام وساعد على تحقيق الهدف المنشود للحصول على المساعدات التي تحقق أرضية مستوية لتنفيذ المشاريع التنموية والاستثمارية وتصب في اتجاه المصفوفة الوطنية للإصلاحات التي تتبنى تنفيذها الحكومة كترجمة للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية ".
من جانبه أرجع الدكتور عبد الواسع عقلان التعاون الجاد الذي أبدته دول الخليج سواء بالإعداد للمؤتمر أوتقديم القسط الأكبر من المساعدات إلى روابط الأخوة والعمق والجوار والمصير المشترك والذي ينبع من شعورهم بمسئولية إزاء أمن واستقرار دول الإقليم، إضافة إلى كونه نابعة من شعور الأطراف جميعاً بأن اليمن قيادة وشعباً في مرحلة جديدة وبالتالي عضواً فاعلاً في محيطها الإقليمي والدولي ، وأن ثقة هذه الأطراف بالقيادة السياسية لليمن وقدرتها على استثمار هذه الأموال فيما يحقق النهوض للمجتمع اليمني للوصول إلى الاندماج ، معتبراً أن المبلغ الذي حصلت عليه اليمن يؤسس لمرحلة اندماج خصوصاً وأنه اقترب وبنسبة عالية من تغطية الفجوة التمويلية ".
لكن الدكتور عقلان رئيس منتدى الناقد العربي أكد حديثه لـ أن نجاح مؤتمر لندن يقتضي منا كيمنيين التخلي عن السلبيات لتحقيق تفاعل ايجابي ، فنجاحه خطوة تتعلق بمستقبل هذا البلد ولا تخص مجموعة من الناس سواء في القيادة أم خارج إطار القيادة.
مضيفاً :" يرتب علينا استحقاقات كثيرة من بينها التكيف مع هذا العالم وأن نثبت له أننا قادرون على التفاعل الايجابي مع ما يجري وذلك يقتضي التخلص من كثير من السلبيات ونتجاوز الكثير من العادات التي تحجب تطورنا نحو مستقبل أفضل خصوصاً في ظل القوانين التي تدعم عملية الإصلاحات الداخلية وتحد من تلك العوائق ".
من جانبه وصف مرشح الرئاسة المستقل _ الذي لم يحالفه الحظ في انتخابات سبتمبر المنصرم- أحمد المجيدي مؤتمر لندن للمانحين ونتائجه بأنه" تظاهرة سياسية واقتصادية لليمن ، و أن النجاح هو حصاد مسيرة التطورات والإصلاحات التي شهدتها اليمن بقيادة الرئيس على عبدالله صالح ".
معتبراً أن ثقة المانحين سواء الأشقاء في الخليج أو بقية المشاركين في المؤتمر تؤكد توجه اليمن الجاد في طريق الإصلاحات الاقتصادية للتغلب على المشاكل التي نعاني منها ، وتعد خطوة هامة في مسيرة التكامل والاندماج مع اقتصاديات الخليج ، مضيفاً أن اليمن صار رقما مهماً يصعب تجاهله ".
وعن نظرتهم لطبيعة الدور الذي يمكن أن تساهم به المعارضة اليمنية ( التي انشغلت بالحديث عن حاجة البلاد لإصلاحات داخلية ) في هذا التحول ، قال بن دغر :" كل ينظر للإصلاح من وجهة نظره ، ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر الإصلاحات التي قادها الرئيس وحزبه الحاكم ، مدللاً على ذلك بما شهدته اليمن من محطات ديمقراطية برلمانية ومحلية ورئاسية منذ 1990م ليس أخرها انتخابات (20) سبتمبر المنصرم وجديتها هي خطوة كبيرة وهامة في اتجاه هذه الإصلاحات التي تستهدف الداخل" .
مضيفاً :" أن هناك جملة من القوانين الإصلاحية محلياً منها ( الذمة المالية ، ومكافحة الفساد ، والمناقصات والمزايدات وهيئاتها العليا المستقلة وانتخاب المحافظين ومدراء المديريات وغيرها من القوانين التي يجري إعدادها أو مناقشتها ) جميعها تصب في تعزيز مسيرة الإصلاحات الوطنية وتحقق نهوضاً اقتصادياً وسياسياً كبيراً "
واعتبر الدكتور أحمد بن دغر :" أن الادعاء بأن هناك طرفاً لا تعنيه هذه الإصلاحات هو أدعاء غير منطقي ، وأن القول بأن اليمن بحاجة لإصلاحات داخلية يتنكر للإصلاح وجدية الإصلاح التي تعد وطنية بدرجة أساسية ".
وتابع قائلاً :" أما الحديث عن أولويات تلك الإصلاحات لتنفيذ مشاريع التنمية فهو مردود عليه ،لأن جميع البلدان المماثلة في أوضاعها لليمن تسعى للحصول على المساعدات والمنح لتنفيذ خططها الاقتصادية والاجتماعية ونحن في اليمن بحاجة إلى مثل هذه المساعدات والقول بأننا لسنا بحاجة قول مردود على صاحبه ".
الدكتور عقلان أعرب عن أسفه من نظرة المعارضة لمؤتمر لندن وقال :" يؤسفني أن أقول بأن القوى السياسية وبالأخص المعارضة لا تقرأ الوقائع والأحداث من زاوية المصلحة الوطنية العليا ، بل من زاوية ما تحقق لها من مكاسب أنية ، ولذلك نجد أن قراءتها لما يجري تتسم بالسطحية حيناً وبعدم المصداقية حيناً أخر والقراءة من زاوية المصلحة الضيقة تجعل القارئ لا يدرك الحقيقة ، بل ربما يضيع الحقيقة كاملة ".
أحمد المجيدي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني أبدى استغرابه من تعمل بعض قيادات المعارضة بخطاب متناقض مع هذا الحدث ، موضحاً في حديثه لـ : " إنهم يعزفون طول الوقت على الفقر والفساد والمعاناة وعندما يستشعرون أي توجه جاد لحل هذه المشاكل ينتابهم التشكيك ، مشيراً إلى نتائج مؤتمر لندن تدعم خطط الحد من البطالة ومكافحة الفقر وتعزيز البنية التحتية وجذب المشاريع الاستثمارية وتوفير فرص العمل لتحسين مستوى المعيشة ، لكنهم يعتبرون ذلك تسول ضاربين عرض الحائط بالعلاقات الدولية وتشابك المصالح ".
وقال :" المعارضة عندنا تكابر في كل شئ ولا يستبعد أن تدعي العالم إلى عدم تقديم المساعدات وعدم إدماج اليمن ضمن مجلس التعاون وستختلق كل الإشكاليات وستتحدث عن فشل مؤتمر المانحين كانتصار جديد لها ، ولا تفرق بين الدعاية الانتخابية ومناكفة الحزب الحاكم وبين مصلحة الوطن ".
وعن قراءتهم المستقبلية لنتائج مؤتمر لندن قال الدكتور أحمد بن دغر :" المؤتمر يضع اليمن على طريق الشراكة وربما مستقبلاً على طريق الاندماج الكامل ، وأعتقد أن أي خطوات على هذا المستوى تحقق مصلحة لليمن ولدول الخليج في نفس الوقت ".
مضيفاً :" الأهم من ذلك هو أن هذه المحطة وحصول اليمن على (4.7) مليار دولار سيرتب عليها نهوض الاقتصاد الوطني ، وعليه فإن اليمن تقف على أعتاب مرحلة جديدة هامة في مسيرة التطور السياسي والاقتصادي حيث ستنعكس نتائج المؤتمر بشكل إيجابي على الحياة المعيشية للإنسان اليمني الذي يعد أده التنمية وهدفها النهائي .
وشدد على ضرورة المضي في محاربة الفساد وهي مهمة وطنية للقيادة السياسية والقوى الوطنية في الساحة سواء من خلال تطبيق القوانين التي تبناها برنامج رئيس الجمهورية أو من خلال المشاركة في التوعية بمخاطره للحد منه ، فليس هناك بلداً لا يشكو من فساد مهما كبر أو صغر ، وتجدر الإشارة إلى أن مرحلة الائتلاف الثلاثي بين (المؤتمر والاشتراكي ، والإصلاح ) تخللها الفساد وكذلك الائتلاف الثنائي مع الإصلاح ، وانتشر فيه فساد الإصلاح بكثرة ، فالقضاء عليه في حكم المستحيل ".
من جانبه أكد الدكتور عقلان على ضرورة التعامل مع نتائج المؤتمر بكل جدية من قبل الجميع في السلطة والمعارضة ، خصوصاً وأن المسألة لا تتعلق بحاجة أنية أو بمواجهة مشكلات صغيرة أو ثانوية تخدم مجموعة من الناس سواء كانت في القيادة أم خارج إطار القيادة ، وإنما تتعلق بمستقبل وطن ودوره الذي يجب أن ينهض به في إطار علاقته بأبنائه وكذلك مع الآخرين".
معتبراً ": أننا في زمن الانفتاح والتكامل التي فرضته المتغيرات ، والذي يتطلب الاستقرار ي كركيزة هامة للتفاعل الايجابي الذي صار مهماً في هذه المرحلة ومن شأنه النهوض بحياة المجتمع اليمني نحو الأفضل ".
|