السبت, 05-أغسطس-2006
الميثاق نت - تناول الرئيس علي عبدالله صالح في حديثه الأخير لقناة الجزيرة عدداً من القضايا عالية الحساسية في المشهد العربي الراهن، وكان الرئيس يتحدث بلسان مواطن عربي مكلوم يقف متحفزاً لنصرة الحق العربي، على خط المقاومة، إلاّ أن ما يفصله عن أداء واجبه هو الحدود السياسية‮ ‬والمواقف‮ ‬السياسية‮ ‬المهترئة‮ ‬للأنظمة‮ ‬العربية‮ ‬التي‮ ‬فضَّلت‮ ‬التفرج‮ ‬بصمت‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يحدث‮.‬
قال الرئيس إنه يتمنى لو اتسعت دائرة الحرب حول اسرائيل لكي تجد المقاومة اللبنانية سنداً لها، وكاد يقول أتمنى أن يعلن العرب جميعاً حرباً على اسرائيل، لاجتثاث هذا الورم السرطاني الخبيث الذي استوطن جسد الأمة.
عبدالولي‮ ‬المذابي -
تناول الرئيس علي عبدالله صالح في حديثه الأخير لقناة الجزيرة عدداً من القضايا عالية الحساسية في المشهد العربي الراهن، وكان الرئيس يتحدث بلسان مواطن عربي مكلوم يقف متحفزاً لنصرة الحق العربي، على خط المقاومة، إلاّ أن ما يفصله عن أداء واجبه هو الحدود السياسية‮ ‬والمواقف‮ ‬السياسية‮ ‬المهترئة‮ ‬للأنظمة‮ ‬العربية‮ ‬التي‮ ‬فضَّلت‮ ‬التفرج‮ ‬بصمت‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يحدث‮.‬
قال الرئيس إنه يتمنى لو اتسعت دائرة الحرب حول اسرائيل لكي تجد المقاومة اللبنانية سنداً لها، وكاد يقول أتمنى أن يعلن العرب جميعاً حرباً على اسرائيل، لاجتثاث هذا الورم السرطاني الخبيث الذي استوطن جسد الأمة.
حرص الرئيس على توجيه كلماته الى المقاتلين على خط النار ويقول لهم اسرائيل خسرت وأنتم الفائزون، ولم يكن ذلك جزافاً أو بهدف رفع معنويات المقاومة، بل كان كلام القائد المحنك والسياسي الخبير الذي جرب الحرب وانتصر وجرب السلام فانتصر، فقال إن المعادلة انقلبت في هذه‮ ‬الحرب‮ ‬فلم‮ ‬تعد‮ ‬اسرائيل‮ ‬صاحبة‮ ‬الجيش‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يقهر،‮ ‬فها‮ ‬هو‮ ‬يقهر‮ ‬ويندحر‮ ‬كل‮ ‬يوم،‮ ‬وكل‮ ‬ما‮ ‬يستطيع‮ ‬فعله‮ ‬هو‮ ‬استهداف‮ ‬الأطفال‮ ‬والنساء‮ ‬والشيوخ‮ ‬والعزل،‮ ‬وذلك‮ ‬في‮ ‬حقيقته‮ ‬هو‮ ‬الهزيمة‮ ‬بعينها‮.‬
حديث الرئيس امتلأ بالمعاني والمشاعر الصادقة وكان متدفقاً منطلقاً، خالياً من الألفاظ الدبلوماسية التي تضيع وراءها الحقيقة، فكانت كلماته معبرة عن آلام المواطن العربي الذي يرى دماء الأطفال ودموع الثكالى فيتحرك بكل جوارحه يدعو لنصرة الدم العربي بكل أشكال الدعم،‮ ‬وكانت‮ ‬كلماته‮ ‬مطابقة‮ ‬لأفعاله،‮ ‬فحين‮ ‬كان‮ ‬يتحدث‮ ‬كانت‮ ‬هناك‮ ‬طائرتان‮ ‬يمنيتان‮ ‬محملتان‮ ‬بمواد‮ ‬الاغاثة‮ ‬المختلفة‮ ‬تتأهبان‮ ‬للتحرك‮ ‬الى‮ ‬الأراضي‮ ‬اللبنانية‮.‬
وقبل ذلك سطر الأخ الرئيس مقالاً باسمه لأول مرة وكان موضوعه عن لبنان والمقاومة اللبنانية، عبر فيه عن شعوره بالألم العميق لما يعانيه أبناء الشعب اللبناني جراء الحملة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي.
كما‮ ‬وجه‮ ‬الحكومة‮ ‬بخصم‮ ‬قسط‮ ‬من‮ ‬رواتب‮ ‬موظفي‮ ‬الجهاز‮ ‬الاداري‮ ‬للدولة‮ ‬لصالح‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮ ‬اللبناني‮ ‬ودعم‮ ‬المقاومة‮ ‬اللبنانية‮ ‬التي‮ ‬وصفها‮ ‬بأنها‮ ‬فرض‮ ‬عين‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬مسلم‮ ‬في‮ ‬العالم‮.‬
رفض الرئيس أي تفسير لموقف القادة العرب من الحرب على لبنان بأنه تواطؤ مع الحكومة الاسرائيلية، نافياً بشكل قاطع أن تكون هناك أية دولة عربية راضية عما يحدث في لبنان، وعلل عدم استجابة بعض الدول لدعوة اليمن لعقد قمة عربية بأنه تباين في وجهات النظر حول حزب الله،‮ ‬مؤكداً‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬نفسه‮ ‬أن‮ ‬الوقت‮ ‬غير‮ ‬مناسب‮ ‬للقول‮ ‬إن‮ ‬حزب‮ ‬الله‮ ‬أخطأ‮ ‬أو‮ ‬لم‮ ‬يخطئ،‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬ما‮ ‬يعانيه‮ ‬الشعب‮ ‬اللبناني‮ ‬من‮ ‬ويلات‮ ‬الحرب‮ ‬والدمار‮ ‬والقتل‮.‬
كان الرئيس يتحدث من موقع الحرص على وحدة الصف العربي في مواجهة العدوان الاسرائيلي على لبنان، مشدداً على وسائل الاعلام العربي عدم الخوض في المواقف والقضايا التي تخدم أعداء الأمة وتزيد من تصدع الصف العربي في مثل هذه الظروف، التي تستوجب على الجميع توحيد مواقفهم‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬الخطر‮ ‬الحقيقي‮.‬
إن هذه المواقف الصادقة للأخ الرئيس علي عبدالله صالح قد لامست بلا شك وجدان وضمير كل عربي ومسلم، لما تمثله من الشجاعة والوضوح والشفافية في التعامل مع القضايا التي تهم الأمة العربية والاسلامية.. وهي صفات قلَّ أن نجدها في أي زعيم آخر.
وهذا‮ ‬ما‮ ‬يدعونا‮ ‬للقول‮ ‬إن‮ ‬شخصية‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬غدت‮ ‬مطلباً‮ ‬عربياً‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬مطلباً‮ ‬وطنياً‮.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 16-يونيو-2024 الساعة: 10:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-142.htm