الميثاق نت - ترويسة صحيفة26سبتمبر

الخميس, 31-ديسمبر-2009
افتتاحية/صحيفة 26 سبتمبر -
يواصل مجلس الشورى جهوده الحثيثة وخطواته المتسارعة للإعداد والتحضير لإجراء الحوار الوطني الشامل الذي دعا إليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كافة القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية والعلماء والفعاليات الثقافية والفكرية ومنظمات المجتمع المدني لينعقد في موعده المحدد في ال9 من يناير القادم كضرورة وطنية تقتضيها معطيات ومتطلبات المرحلة الراهنة بمخاطرها وتحدياتها وما يكتنفها من صعوبات وتعقيدات توجب تضافر وتكاتف كل أبناء الوطن والاصطفاف لمواجهتها كونها تستهدف الجميع ولا تستثنى أحداً شعباً ودولة..

سلطةً ومعارضةً.. أحزاباً ومنظمات مجتمع مدني، لذا بات واضحاً أن الحوار هو الطريق والوسيلة الحضارية المثلى التي تميز بها اليمنيون لحل ومعالجة كافة قضاياهم ومشاكلهم مهما كانت حساسيتها ودقتها، فبالحوار تمكنوا وسيتمكنون من تفكيك تعقيداتها والانتصار لليمن الموحد الديمقراطي وأمنه وأستقراره وتطوره وازدهاره.

إن أهمية الحوار تكمن في انه يجسد تطلعات شعبنا في مواجهة شدائد الفتن والمحن التي يجابهها في الوقت الراهن.. وفي مقدمتها ما يجري في صعدة من قبل العناصر التخريبية الإرهابية الدموية الخارجة عن النظام والقانون، ومن قبل بعض العناصر الحالمة بإعادة الوطن ليس الى ما قبل ال22 من مايو العظيم فحسب، بل إلى ما قبل الثورة اليمنية «26سبتمبر و14 اكتوبر»، وخطر عناصر تنظيم القاعدة، بالاضافة الى التحديات السياسية والاقتصادية الديمقراطية والتنموية.. من أجل هذا نقول: من الأهمية بمكان استجابة الجميع للحوار والطرح على طاولته كل القضايا التي تهم الوطن بروح مسؤولة صادقة وصريحة وشفافة تستلهم التحديات المحدقة بالجميع.. وهذا يستدعي من كل الاطراف استيعاب أن الوطن ملك لكل أبنائه، وينبغي على المتحاورين السمو بأنفسهم والترفع فوق صغائر الأمور وترهاتها والنظر برؤية واعية وعميقة الى طبيعة الفترة التاريخية وموجباتها، وأن نحتشد كجبهة واحدة لمواجهة ما يهددنا جميعاً.

لقد كان الحوار هو الوسيلة الصحيحة والصائبة المثلى التي استطعنا بها مواجهة وإنجاز المهام الكبرى والعظيمة في تاريخنا المعاصر، ولعل التجلي الساطع لهذا إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ورديفها الديمقراطية والتي ما كان لها ان تتحقق إلاًّ كنتاج لذلك الحوار الطويل زمناً والواسع مشاركةً فكان ذلك تعبيراً عن الوفاء للتضحيات وقوافل الشهداء الذين سقطوا في سبيل انجاز هذا الهدف التاريخي العظيم والنبيل لشعبنا، واليوم يجب أن يكبر الجميع ويرتفعوا فوق رغبات وأهواء وأنانية نوازع الأشخاص ومصالح الأحزاب، وجعل الحوار مسارنا الذي به نتطلع نحو المستقبل الأفضل في هذا السياق.. إن أي تردد في الاسهام والمشاركة الفاعلة يمثل هذا الحوار وإنجاحه لا يمكن بالمطلق أن يكون في مصلحة الوطن ولا في مصلحة من يرفضون الاستجابة لصوت الحكمة والمنطق السديد والنظرة الثاقبة أياً كانت القضايا والمبررات التي لديهم أو يطالبون بها.. فعلى طاولة الحوار يمكن طرح كافة الموضوعات مهما كانت تعقيدات اشكالياتها، فكل شيء قابل للنقاش مهما كان الاختلاف والتباين فيه، عدا كل ثابت وطني ليس محل خلاف وما عدا ذلك فيجب التعاطي معه بوعي وروح منفتحة نابعة من شعور صادق بالمسؤولية تجاه الوطن وأبنائه في الحاضر والمستقبل، وعلينا أن ندرك أننا جميعاً نبحر على سفينة واحدة ومسوؤليتنا امام الله والتاريخ والاجيال القادمة ان نوصلها إلى بر الأمان، لأنه اذا ما عصفت بها أعاصير التحديات والأخطار التي نجابهها فستغرق في بحر الفرقة والتمزق والصراعات والفوضى التي ليس لها قرار، ولهذا نقول مرة اخرى: لا بديل إلاًّ الحوار من أجل الوطن وغد أجياله القادمة.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 10:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-13229.htm