الثلاثاء, 04-أغسطس-2009
الميثاق نت - عبدالله الصعفاني عبدالله الصعفاني -
كما هو معروف خاصة عند الاعلاميين.. الصمت ليس من وسائل الاتصال، وإن كان كذلك فهو يحتل المركز الأخير.. لكن الملاحظ أن الصمت صار عندنا في اليمن الوسيلة الأبرز للتعبير العملي تجاه ما يحتاج الى مواجهة.
> في تراثنا العربي أن كل شاة معلقة بعرقوبها كتعبير أيضاً عن كون الرجل يؤخذ بكلمته والدجاجة برجليها.. مع ذلك نبدو عاجزين عن أن نؤخذ بكلماتنا أو حتى بقروننا المفقودة في زمن يلزم البلدان أن يكون لها قرون اقتصادية حادة.
> على كثرة ما في أكشاك بيع الصحف ومجالس القات من الكلام ودهاليز المؤسسات من »الحشوش« ومنابر الجوامع من الحدّة نبدو في جانب تغيير ما بأنفسنا وتغيير بلادنا الى الأفضل أكثر حاجة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
> طرف سياسي عاجز عن الانطلاق الى مواجهة الخطايا بقوة القدوة وقوة القانون.. وأطراف سياسية مجرد طواحين كلام تعتبر ما يدور في مجالس القات وشوارع الفوضى هو الحقيقة المطلقة.. انطلاقاً من أطماع وأحقاد شخصية لا تراعي في مستقبل البلاد إلاّ ولا ذمة. وأغلبية ما تزال‮ ‬ترى‮ »‬الفرجة‮« ‬مذهباً‮ ‬والسلبية‮ ‬معتقداً،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬في‮ ‬مصر‮ »‬وأنا‮ ‬مالي‮« ‬بينما‮ ‬نختزله‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮ ‬بكلمة‮ »‬يسدّوا‮«.‬
‮> ‬كل‮ ‬طرف‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يؤكد‮ ‬أنه‮ ‬يمتلك‮ ‬الحقيقة‮.. ‬لكنه‮ ‬فاشل‮ ‬في‮ ‬مغادرة‮ ‬شرنقة‮ »‬أنا‮ ‬الصواب‮ ‬والصواب‮ ‬أنا‮«..‬
> قيادي معارض ديمقراطي حتى العبث لكنه لا يتحمل كلمة نقد أو اعتراضاً ممن هم أدنى منه في التراتبية الحزبية.. ومسئول حكومي لا يخجل من انتقاد الدولة في كل مكان دون أن يسأل نفسه: هل قمت بإصلاحات جادة في المرفق الذي أقف على رأس هرمه؟.. لسان حاله.. الرئيس وحده من‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يعمل‮.. ‬ومؤسسات‮ ‬تبدو‮ ‬وكأنها‮ ‬تعاني‮ ‬انفلونزا‮ ‬الخنازير‮.‬
> وفي الوسط الاعلامي ندرك جميعنا أن الصحفي على مستوى العالم هو شخصية مهمة لأن الصحفيين هم من يحركون الاحداث الكبيرة لكن مع اغفال أن الصحفي لا يجب أن يكون -فقط - قارئاً مثقفاً ينشد سقفاً أعلى للحريات وإنما أيضاً مدركاً لكل ما يدور حوله مستوعباً للظروف الموضوعية‮ ‬التي‮ ‬تحيط‮ ‬بالبلد‮.‬
‮> ‬إننا‮ ‬من‮ ‬الناحية‮ ‬النظرية‮ ‬نبدو‮ ‬أكثر‮ ‬صخباً،‮ ‬لكننا‮ ‬في‮ ‬ميزان‮ ‬الارتقاء‮ ‬بواقع‮ ‬البلاد‮ ‬مانزال‮ ‬نرى‮ ‬السلبية‮ ‬والصمت‮ ‬الميداني‮ ‬وسيلة‮ ‬النهوض‮.. ‬والنتيجة‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬الحرقة‮ ‬والأسف‮ ‬لم‮ ‬ينجح‮ ‬أحد‮.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 03:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11165.htm