الإثنين, 03-أغسطس-2009
الميثاق نت -                                                           اقـبال علي عبدالله -
يتوهم البعض -وللأسف فيهم قادة في أحزاب ما تسمى «اللقاء المشترك»- ان ما تشهده بعض مديريات المحافظات الجنوبية من أعمال فوضى وتخريب ودعوات نشاز إلى عودة الوطن إلى ماقبل 22 مايو 1990م هذه الأعمال ستؤدي بـ«اليمن إلى الصوملة أو العرقنة»!!..
الحقيقة ان من يروجون لمثل هذه المزاعم يتجاهلون بغباء ملحوظ عليهم ان اليمن مر بالعديد من الأوضاع والظروف الصعبة والدقيقة التي كانت تمثل تهديداً حقيقياً لمستقبل اليمن وتطوره ولعل مؤامرة حرب الانفصال الفاشلة صيف 1994م هي واحدة من هذه المحطات التي يشهد كل مواطن في الوطن وحقيقة يعرفها العالم كله.. كيف استطاع فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح بحكمته وشجاعته وحنكته وصدق حبه ووفائه لشعبه ووطنه ان يتجاوز ويتخطى هذه الظروف الصعبة وينتقل بالوطن من منزلق المخاطر والأجواء الملبدة بالسحب السوداء المشحونة بالحروب والصراعات‮ ‬والقلاقل‮ ‬إلى‮ ‬مناخات‮ ‬مفعمة‮ ‬بالأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬وحقق‮ ‬حلم‮ ‬أحلام‮ ‬كل‮ ‬أبناء‮ ‬الوطن‮ ‬في‮ ‬الوحدة‮ ‬المباركة‮ ‬في‮ ‬الثاني‮ ‬والعشرين‮ ‬من‮ ‬مايو‮ ‬1990م‮.‬
من هنا نقول ان من يطلقون اليوم مثل هذه المزاعم هم -وكما قال الاستاذ علي الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية في حواره مع «الميثاق» في عدد الأسبوع قبل الماضي- قال: «إن الحديث عن «صوملة» أو «عرقنة» اليمن ليس سوى ضرب من الأوهام التي تعشعش في عقول وأذهان بعض النفوس‮ ‬المريضة‮ ‬والمأزومة‮».‬
من نافل القول ان المتتبع لمجريات ما تشهده بعض المديريات في المحافظات الجنوبية سيدرك ان مايجري ليس حراكاً سلمياً يطالب بحقوق أو مشاريع كما زعم هذا الحراك في البداية قبل عامين، بل هو حراكاً يتحرك بالريموت كنترول من خارج الوطن وهذه حقيقة كشفتها التحقيقات التي اجريت مع بعض قيادة هذا «الحراك» كما كشفت تورط أحزاب المشترك في تنظيم هذه الجماعات الخارجة على القانون والتي حولت المطالب الحقوقية بعد أن عملت الدولة في تنفيذها حولتها إلى أعمال تخريبية ليس فقط ضد المؤسسات والهيئات الحكومية بل وضد الوطن، وهذا هو نهج «المشترك» ليس معارضة الحكومة والحزب الحاكم «المؤتمر الشعبي العام»، بل معارضة ضد الوطن.. فالوطن ليس ملك حزب أو تنظيم معين حتى وإن كان هذا الحزب قد نال ثقة الشعب في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، بل الوطن ملك الجميع ومسؤولية بنائه وتطوره وأمنه واستقراره مسؤولية كل مواطن دون النظر إلى انتمائه الحزبي أو السياسي.. مما يعني اليوم لمواجهة هذا التحدي الجديد أن نعمل جميعاً كجبهة داخلية قوية ومتماسكة.. جبهة تتطلب تفاهماً قوياً بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة الوطنية تعمل تحت سقف الدستور والوحدة والديمقراطية‮..‬
وثمة حقيقة أخرى لايمكن انكارها: ان وطن الثاني والعشرين من مايو لن ينشطر مرة اخرى ولن يتحول إلى «صوملة» أو «عرقنة».. والشعب الذي انتصر لوحدته صيف 1994م.. قادر اليوم على مواجهة المشاكل الداخلية ومؤامرات الخارج التي تغرد خارج السرب الاقليمي والعربي والدولي..
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 16-يونيو-2024 الساعة: 02:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-11144.htm