عبدالله الصعفاني -
ببساطة شديدة.. »القَرْصَة« التي لا تقتلك إنما تمنحك القوة والمناعة، وهذا ما يحدث بالضبط كلما أساءت حفنة من المأزومين أو المغرر بهم الى الوحدة.. ولكــن ما الــذي يحدث ..
< في كل مرّة نشاهد اصطفافاً وطنياً عجيباً يشترك فيه الجميع الأمي وحامل شهادة الدكتوراه الوجاهة الاجتماعية ورعوي الرحمن.. من يقرأ صحف المدينة ومن يقرأ الحياة بلغة المفرس والشريم..
< إنها غريزة البقاء التي تدرك ما تمثله الوحدة في الضمير الجمعي لشعب بأكمله.. وهي المضادات الحيوية الطبيعية التي لا يصمد أمامها بكتيريا أو فيروس.
< ثمة فرق.. غير أنني لا أعرف لماذا أتذكر قراءة قديمة تقول بأن احتراق شيكاغو والخوف من الحرائق أدى الى تطوير نظام الإطفاء هناك حتى أصبح الأفضل في العالم.. وصدق الله القائل: » وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم«..
< لديَّ بعض الملاحظات لكني لا أملك إلاّ إشهار السعادة بتنامي وتيرة العمل والإنجاز في المحافظات الجنوبية والشرقية.. يبرز هذا في الأخبار المصورة التي تتابع حركة المسؤولين تأكيداً على أنه لا تراجع عن خيار تعويض المواطنين عن حرمان زمن الشمولية وتعثرات زمن الوحدة.. لكن لا غِنى للتنمية عن الاستقرار وهي مسؤولية لا يُعفى المواطنون من أدائها.
< لن أتحدث عن عدن بعد أن صارت قِبْلة سياحية لأبناء اليمن الذين شهدوا كيف أضحت في زمن الوحدة..
لكني لن أنسى ذلك الانطباع الذي تركته زيارتي للمكلا عاصمة محافظة حضرموت.. يكفي الاشارة الى الكهرباء، حيث يداخلك الإحساس بأنك في إحدى المدن الخليجية النائمة على بحرٍ من النفط..
< ومرة أخرى وبذات البساطة شيء مهم أن نستفيد من الدروس، نقفز على الأخطاء لممارسة الصواب.. يعترف كل مقصر بتقصيره ويقوم كل مواطن بدوره كترس صلب في ماكينة الوطن.
< وتحت سقف الوحدة والحكم المحلي كامل الصلاحيات.. في كنف الدستور والقانون تزداد مسؤولية رجال ونساء السلطة المحلية في تجديد الانتماء الى قضية الأخذ بأسباب التطور.. وفي المقدمة إيقاف العبث.. وتجديد التضامن وعدم ترك المغرر بهم للأفكار السيئة.
< لِنَشْكُ المظلمة.. ونفعّل إرادة العمل.. وغريزة البقاء، موحدين ضد التشرذم وأخطاره وتداعياته..
وهذا ما يحتاج الى مواقف مسؤولة لأنه ثمة مراحل تاريخية لا تقبل الصمت او المشاعر المحايدة.
ضد الأفكار السيئة..!!