حسن عبدالوارث -
•• ما زلتُ أتذكر وجه جاري وهو يمتقع اصفراراً واحمراراً وإخضراراً في آن واحد وكأنَّه رأى الشيطان شخصيا ً للتو – حين تأكّد يومها من صحة النبأ القائل بعزم الحكومة زيادة مرتبات الموظفين في مؤسسات الدولة !
وكان جاري مُحقَّاً في تطيُّره من هذا الخبر، أو هذا الإجراء .. فقد صدقت "نبوءته "وراحت الأسعار ترتفع ، ولكن بوتيرة أعلى بكثير من الارتفاع الضئيل لتلك المرتبات !
وبالتوازي مع الإرتفاعين – في المرتبات والأسعار- حدث إرتفاع ثالث أكثر شططاً وفداحة ، في الإيجارات .. وهكذا ..يغدو الحال على منوال "كأنّك يابو زيد ماغزيت".. وغدا لسان حال الموظف يلعن اللحظة التي زاد فيها مرتبه تلك الزيادة الضئيلة المشؤومة !
والحق أن كتابة منصفة للتاريخ ينبغي أن تعيد الإعتبار لصاحب ملحمة "تخفيض الرواتب واجب" التي شهدها الشطر الجنوبي في سبعينيات القرن الماضي ..
فقد كان صاحب رؤية ثاقبة وحكمة غالبة وبصيرة نافذة وحنكة متفولذة !
وبالتالي ، يغدو من الحكمة والمنطق أن يطالب المرء – في هذا البلد- بتخفيض راتبه بين فينةٍ وأخرى .. لعلّ هذا الإجراء يسهم في خفض الأسعار وتخفيض الإيجار ، أو حتى ثباتهما على أقل تقدير ... ورب ضارة نافعة!!
[email protected]