علي عمر الصيعري -
التسامح والتصالح مبدأ إنساني قويم من مبادئ شريعتنا الاسلامية السمحة، يسمو به كل من اعتمده او دعا اليه أو حث عليه، شريطة ألا يتخذ منه وسيلة ترمي الى غاية في نفس »يعقوب« مستنداً في ذلك على المبدأ »المكافيللي« سيئ الصيت.
ومن أمثال هؤلاء "المكيافيلليين، دعاة "التصالح والتسامح" الذين طلعوا بهذه الدعوة علينا قبيل عامين في بعض المحافظات الجنوبية، وها هم يعدون العدة يوم غدٍ الثلاثاء لجعلها أداة ووسيلة تهدف الى تحقيق مآرب شخصية ومصالح ذاتية أنانية باستهدافهم وحدة الوطن ونسيجه الاجتماعي وأمنه واستقراره، وتحت مسميات مشبوهة وتجمعات متعارضة.
هؤلاء ومن تسلق بقاطرتهم، لم يخطر على بالهم طوال عشرين عاماً منذ مذبحة 13 يناير 86م الدامية ومنذ 28 عاماً على مذبحة 26 يونيو 1978م وما قبلها في الجنوب (سابقاً) لم يخطر على بالهم هذا المبدأ الانساني إلا قبل عامين فقط!! أما (لماذا) و(علامَ) و(كيف)؟! فإنني بدوري أوجه لهم هذه الأسئلة وأتحداهم أن يتجرأوا على الإجابة عنها أمام أبناء وعوائل الآلاف المؤلفة من ضحايا هذه المجازر الوحشية.
أما السؤال الأساس والعريض فيقول: أليس من الأجدر أن تتصالحوا أولاً مع الوطن، وتكفوا عن استخدامكم لما تسمونه بـ»القضية الجنوبية« كحصان »طروادة« تنفثون من خلاله سموم مؤمرات عرابيكم في جسد الوطن ووحدته الوطنية؟!
وقبل أن تجيبوا عن هذا السؤال، أصارحكم بأن عليكم أن تتصالحوا مع أنفسكم أولاً، وتتقوا الله في الشعب اليمني الموحد الذي أنتم منه وإليه، امتثالاً موجباً بقول الحق تعالى: »إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم« صدق الله العظيم