عبدالله الصعفاني -
المفروض أن الأب يريد الافضل لأطفاله.. من الصحة الى الغذاء ومن التعليم الى أمور كثيرة تدخل في إطار »كلكم راع ومسؤول«.
لكن ماذا تقولون في آباء مايزالون يحرِّمون على صغارهم الخضوع لعمليات التحصين ضد الأمراض الستة القاتلة وغيرها.. ومبررهم أنهم يؤمنون بالقدر والقضاء وأن التحصين شكل من أشكال الاعتراض على مشيئة الله.
< ولا أعرف بشكل دقيق هل وراء ذلك فتاوى من فقهاء محسوبين على الفقه أم أن الامر مجرد اجتهادات شخصية أم أنه غياب الاحساس بمسؤولية الآباء والأمهات تجاه أطفال أبرياء لم يتم استئذانهم من قبل آبائهم قبل أن يكونوا السبب في وجودهم في هذه الدنيا بعد الله تعالى..؟!
< غير أن ماهو مؤكد أن علماءنا الأفاضل يتحملون مسؤولية كبيرة أمام الله وأمام اليمن وأبنائها بالتوعية بخطورة عدم تلقيح بعض الآباء لأطفالهم حتى لا يكون هناك أي ولي أمر ينكر واجب التحصين الذي لا يتقاطع مع الايمان بأن القدر خيره وشرّه من الله.
< وليس أفضل من المساجد أماكن للقضاء على مثل هذا المفهوم المغلوط الذي وإن كان محدوداً إلاّ أنه خطير من كونه سيقدم لنا أطفالاً إمّا معاقين أو مصابين بأمراض كان يمكنهم تلافيه لو أن آباءهم لم يخضعوا للجهل والعناد بالباطل تجاه أمور حدد علماء المسلمين موقفاً ايجابياً منها وأكدها العلم.
< إن أمصالاً كأمصال الجدري وشلل الاطفال فيها صيانة من الامراض المعوقة التي تضاعف من مسؤولياتنا أمام الله تعالى وأمام رسولنا الكريم القائل : »تداووا فإن الله لم يضع داءً إلاّ ووضع له دواءً« والعمل غير ذلك إنما يجعل من الأب عاقاً ومذنباً في حق أبنائه.
< ليس من دور خطيب المسجد أن يلوذ بالصمت تجاه أمور حياتية ومجتمعية خاصة تلك الظواهر السلبية المضرة بالناس وبالأجيال القادمة تحديداً.. فهل يقلل من شأن خطيب جمعة أن يتحدث في أمور تتصل بصحة الناس ومستقبل الأبناء والاعلاء من حقوق الجار وتقديس العمل والإعلاء من شأن الترتيب والنظام..
أقول هذا ونحن نستمع لخطباء يتحدثون كثيراً في كل جمعة لكنهم لا يقولون شيئاً مما نحتاجه من طلب المعافاة في الدنيا كما في الآخرة.
< إن لكل منا دوراً وواجباً ينبغي أن يؤديه وأبسط دور أن نتواصى بالحق فنؤكد أن امتناع أب عن تلقيح ابنه أو ابنته جريمة وهو قرار ليس من الدين ولا من الحكمة ولا من الواجب تجاه أطفال أبرياء.
< إن احترام كل أب للتحصين هو أبسط تعبير وأقل دليل على الجدارة في حمل لقب الأب وهو أول ما يجب أن نفعله تجاه أطفال نزعم جميعاً أننا نحبهم وأنهم امتدادنا الى المستقبل.