محمد انعم -
إننا لن نتزحزح عن التمسك بالديمقراطية مهما قيل لنا إن متارسنا مكشوفة، أو تخرَّص المتخرصون بأن هذه الديمقراطية هي الشبه وستظل منتقصة اذا لم يعط لنا بلاطجة المشترك صكاً بذلك..
نقول: إن الديمقراطية المقدسة هي التي تعبر عن ارادة الشعب وتترجم آماله وطموحاته، أما من يعتقدون أنها تأتي من رؤوس الأحزاب الشمولية فهم يسعون الى تحقيق نفس الهدف الذي تطالب به احزاب المشترك في سياق مخططها للانقلاب على الديمقراطية.
إن من أهم المبادئ لقيام حكم ديمقراطي سيادة القانون وانتخاب السلطة من الشعب وضمان الحريات العامة.. الخ.
اذاً فخلافنا مع احزاب المشترك ليس على الانتخابات أبداً فذلك لم يعد فيه أي لبس، بل إن خلافنا أصبح حول النظام الديمقراطي والتعددية بشكل واضح، بدليل ان قيادات المشترك تريد تفخيخ الديمقراطية بأكبر كمية من متفجرات الـ»TNT« ويعد ذلك واضحاً من مطالباتهم الواردة فيما تسمى رؤية المشترك لاجراء انتخابات حرة ونزيهة والتي تعتبر خطة انقلابية ليس للقضاء على الديمقراطية فحسب وانما لصوملة وأفغنة اليمن.
إن محاولات تجاوز الدستور والقوانين ينظرون إليه وكأنه أمر لا يستحق الاهتمام وابراز أن التوافق يرتقي إلى مرتبة عليا من القدسية يعد ضرباً من الحماقة التي لا يمكن لعاقل القبول بمناقشتها وليس العمل بها.. إن هذه المطالب التي يطرحها المشترك بكل بجاحة ووقاحة تؤكد أن ثمة أجندة تآمرية يخفيها على الشعب لتمرير مخططه.. لأنه ليس من المنطق أن تتجرأ أحزاب المشترك لتطالب بالتوافق هكذا نهاراً جهاراً ولا تولي بالاً لرأي الشارع الذي يشعر بأن المشترك يمارس البابوية عليه.
صدقوني لقد طفح الشعب من قيادات احزاب المشترك التي تتآمر على الوطن والشعب، وأصبح يؤمن أنه لا فرق لديه في التخلص منهم سواءً عبر صناديق الاقتراع أو عبر الشارع لأنه يؤمن بأنه قد آن الأوان لأن يطهر الوطن من رجس الشموليين ويتخلص من اعداء الوحدة والديمقراطية الى الأبد.
نعم لقد آن وقت الجد ليس لإظهار العين الحمراء لتخويف اعداء الديمقراطية، بل لاستخدام شتى الاساليب الكفيلة، لاجتثاث من يحاولون النيل من منجزات شعبنا ومنها الديمقراطية.
محال أن يقبل شعبنا بحوار تفرضه عليه قيادات احزاب يدرك يقيناً أنهم مجرد عصابة اجرامية لاتزال اياديهم ملطخة بدماء الابرياء من ابناء الوطن.. محال أن يكون هناك تعايش مع »طالبان« اليدومي والآنسي أو مع ميليشيات ياسين أو مرتزقة العتواني وكهنة قم، واتباعهم ممن يقولون جهاراً نهاراً بأن الوحدة اليمنية ليست مقدسة.
لذا فقد بات واضحاً أن الحوار معهم صار خطراً على الديمقراطية ولا يحميها قط.. وهنا لابد أن يدافع الشعب عن مصالحه، ويضع حداً لمهزلة بلاطجة المشترك.
إن التجارب الديمقراطية في العالم تعلمنا أن السير في هذا الطريق ليس مفروشاً بالورود ولامرشوشاً بالعطور الباريسية، أبداً بل إنه درب لا تعبره الشعوب إلاّ بعد تقديم خيرة ابنائها كقرابين بهدف اجتيازه.. إذاً لا توجد في العالم ديمقراطية مجانية تمارس بدون ثمن يقدمه الشعب.. واذا كان اليمنيون قد ضحوا في عام 1994م بآلاف الشهداء من أجل الوحدة فيبدو أنه ليس هناك اعفاء لدفع استحقاق فاتورة الديمقراطية طالما وقيادة المشترك تريد أن تفرض على شعبنا ذلك بالقوة.
فإذا كان التطور الديمقراطي غاية شعبنا فإن أحزاب المشترك تريد العودة بنا الى الفوضى واللادولة واللامقدسات واللاثوابت.. إذاً فهي تريد أن تسير بنا الى الانهيار.
وهكذا لم يعد أمامنا إلاّ خيار واحد وهو أن نحمي الديمقراطية ونفتديها بالدماء وذلك ليس أغلى منها..!