محمد يحيى شنيف -
العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة هو إعلان حرب شاملة تستهدف القضية الفلسطينية والعودة بمفاوضات السلام لنقطة الصفر.
الأمة العربية تفهم جيداً همجية الكيان الاسرائيلي المحتل، وصلف قيادته، المرتبطة بالحركة الصهيونية، التي اتضحت ملامحها بصورة مكشوفة على أرض الواقع من خلال انشاء الدولة الاسرائيلية، وتنظيم حركتها قبل اربعينيات القرن الماضي سياسياً واقتصادياً.. كما تعرف الانظمة العربية الاخطبوط الصهيوني العالمي المتحكم في الاقتصاد الدولي وبالتالي تسيير السياسات وفقاً لحركة بني صهيون واهدافها وبروتوكولات حكمائها.
ما يجري في قطاع غزة اليوم من دمار وخراب هو إحدى المحطات التي يمر بها قطار اسرائيل التوسعي، في زمن نجد فيه احزاب وتكتلات ما تسمى بدولة اسرائيل الصهيونية تتحد، وتتماسك، بينما الفصائل الفلسطينية تفصل بعضها عن بعض، يمينها بوسطها بيسارها، وتتزايد حدة اختلافاتها، كحال الانظمة العربية التي لم تتفق حول إمكانية توحيد الفصائل الفلسطينية وتتخذ العديد من البدائل الممكنة كمواقف وطنية شجاعة تواجه بها العدوان الصهيوني، وتنقذ مواطني غزة الذين لا حول لهم ولا قوة أمام نيران العدو الاسرائيلي وقتل وجرح الآلاف من الاطفال والشيوخ والنساء.
الجرح العربي ينزف من المحيط الى الخليج.. وجحيم المؤامرة سيصيب الانظمة العربية.. والأمة العربية ليس لديها سوى المسيرات الغاضبة كونها لا تمتلك سواها.. والاعلام العربي يساهم بوسائله المتعددة، يزيد الفرقة بين الفصائل الفلسطينية، والانظمة العربية في الوقت نفسه، ومنظمة الامم الدولية تهيمن عليها الحركة الصهيونية.
الحال اليوم هكذا..و المشهد السياسي لا ينبئ بخير إنْ لم تتحد الأمة.. أي قيادات الفصائل الفلسطينية مع الحكام العرب كأنظمة بصورة أدق.. والتاريخ - إن لم يكن هناك فعل ايجابي - لا يسجل في المستقبل إلاّ اللعنات ، وبكل اللعنات لجيل هذا الزمن..