موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الامين العام يعزي الدكتور مجدلي بوفاة والدته - توجيه حكومي بمنع استيراد العقيق الخارجي وحظر تداوله - لجنة أممية: الهجمات الإسرائيلية على غزة ينطبق عليها تعريف الإبادة الجماعية - الأونروا: جيل بأكمله في غزة سيُحرم من التعليم - الامين المساعد يواسي آل الطويل - هيئة مجلس النواب تبارك استهداف حاملة الطائرات الامريكية - رئيس بعثة الأمم المتحدة يزور ميناء الحديدة - الاحتلال يهجّر قسرا مئات الفلسطينيين من بيت حانون - صنعاء توجّه ضربة استباقية لأمريكا - النعيمي يطلع على الأداء العام للحكومة -
تحقيقات
الجمعة, 04-يوليو-2008
الميثاق نت -                             الميثاق نت-عبدا لله حزام -



تحتل شجرة البن أهمية استثنائية في الذاكرة اليمنية، ففضلاً عن القيمة الاقتصادية لمحصول البن، ثمة قيمة تاريخية ومعنوية، فمن خلاله سجل اليمن حضوراً متميزاً على المستوى العالمي منذ أوائل القرن السادس الميلادي باعتباره المصدر الأول وحمل البن أسم ميناء المخاء إلى كل أنحاء العالم .
ورغم الاختلاف حول بداية ظهور البن في اليمن أو أثيوبيا قبل ألفي عام أو أربعة آلاف تعد اليمن صاحبة الفضل الأول في وصل البن إلى مكة والمدينة وانطلاقه إلى اسطنبول والإسكندرية وهناك إلى أوربا في القرن السادس عشر، انطلاقا من ميناء المخاء "470 كلم إلى الشرق من العاصمة صنعاء" .
وكان البن خلال القرون الثلاث الأولى من التاريخ الحديث ، وراء الأهمية التي احتلتها مدينة المخاء الشهير والمعروف في فرنسا باسم موكا حتى منتصف القرن التاسع عشر إذ كانت تمر جميع السفن التجارية الهندية البريطانية والهولندية والفرنسية بهذا الميناء محملة بالبهارات والقطن لتضيف أكياس البن إلى حمولتها .
وحسب الدراسات فان زراعة اللبن على نطاق تجاري واسع في كل من جزر الهند الشرقية / إندونيسيا حاليا/ وفي البرازيل ، أدى إلى تراجع حجم إنتاجه في اليمن ،ليتحول من القرن الثامن عشر هامشياً بالنسبة لمحاصيل أخرى مثل القات الذي انتشرت زراعته على نطاق واسع بسبب سهولة زراعته وملاءمته المناخية وعائده الربحي السريع.
غير أن جودة البن اليمني جعله يحتفظ بموقعه وشهرته كأفضل أنواع البن في العالم ، وحرصت الكثير من الشركات على إطلاق اسم موكا / المخاء/ على البن الذي تسوقه. وخلال السنوات الأخيرة أبدت الحكومة اهتماماً كبيراً بالبن، وأعطت الأولوية لزراعته والعناية به، وإعادة الاعتبار لمكانته كأهم محصول نقدي في البلاد .
وقد انعكس هذا الاهتمام في الزيادة الملحوظة للمساحة الزراعية وحجم الإنتاج ، حيث تشير تقارير وزارة الزراعة والري إلى أن إنتاج البن ارتفع العام الماضي 2007 إلى 18 ألف و330 طن وبلغت مساحة زراعة البن العام الماضي 33 ألف و451 هكتارا مقارنة بمساحة 32 ألف و260 هكتار في عام 2006 .


مناطق زراعة البن :
يزرع البن في أقاليم مختلفة من البلاد ، ويزرع بصورة رئيسية على ارتفاع يتراوح بين 1000 إلى 1700 كيلو متر فوق سطح البحر في الأودية التي تنحدر من المرتفعات الغربية والوسطى والجنوبية وفي المدرجات الجبلية خصوصاً في سلسلة الجبال الغربية المطلة على تهامة ، حيث تتراوح كثافة المساحة المزروعة بالبن ما بين 900 إلى 1000 شجرة في الهكتار الواحد ، ويتراوح إنتاج الهكتار الواحد ما بين 300 إلى 600 كيلوجرام ، وهذه المناطق تمثل نحو40 بالمائة من المساحة المزروعة في البلاد .
ويعد المناخ الدافئ الرطب ، مع توفر القدر الكافي من المياه ، مثالياً لنمو البن ، ونظراً لافتقاد معظم البيئات التي تزرع فيها شجرة البن في اليمن إلى جانب أو أكثر من شروط النمو فإن المزارع اليمني استطاع مع مرور السنين أن يكون خبرة كبيرة في التعامل مع شجرة البن ورعايتها ضمن أجواء تضمن لها أفضل شروط الإنتاج ، واعتمد في سبيل ذلك تقنيات معتبرة في زراعة هذه الشجرة .

وتظهر براعة المزارع اليمني بصورة جلية في المدرجات الجبلية المكشوفة وعلى ارتفاع يصل إلى 1700 متر فوق سطح البحر ، حيث تحولت هذه المدرجات كما في جبل برع مثلاً إلى ما يشبه الحدائق المعلقة ، واستطاع ببراعته أن يؤمن البيئة المثالية لنمو شجرة البن وإنتاجه ، من خلال العناية بالتربة الزراعية ، وغرس الأشجار الحراجية التي تتسم بفعالية في توفير أجواء رطبة وتجنب أشجار البن التأثيرات السلبية للبرد القارس وأهما شجرة " الطنب " التي تعد أيضاً مصدراً للأخشاب الجيدة .

وغالباً ما يلجأ المزارع إلى أساليب لا تخلو من البراعة وخصوصاَ أثناء الرعاية الأولية لشتلات البن ، حيث يقوم بإحداث فجوات تتمتع بالعمق الكافي ، ثم يضع الشتلة في الفجوة ويحيط الفجوة بسياج محكم من الأحجار ويزرع ضمن المساحة التي خصصها لشتلات البن أشجاراً حراجية لتوفير الأجواء الرطبة وحماية أشجار البن من البرد القارس ، ثم يتعهدها بالري الكافي ويظل يرعاها حتى تنمو إلى المستوى الذي يمكنها من مقاومة المخاطر البيئية والحيوانية .

أصناف البن في اليمن :
يعرف العالم البن اليمني باسم البن العربي ، وهو أجود أنواع البن ، وتحت هذه التسمية توجد ثلاثة أنواع في اليمن هي : العديني ، الدوائري ، والتفاحي ، وهي الأكثر انتشاراً في البلاد ، وثمة أسماء كثيرة تطلق على البن ومعظمها تنسبه إلى المناطق التي يزرع فيها مثل البن الحمادي ، المطري ، الحيمي ، اليافعي ، البرعي ، والحرازي .

الأساليب المعتمدة في جني ثمرة البن :
تتسم عملية جني البن في اليمن بسيادة الأساليب التقليدية ، فغالباً ما يلجأ المزارعون إلى جني الثمار على مراحل ، أي كلما كانت الثمرة في مرحلة تسمح بجني الثمرة على النحو الذي يسمح بالمحافظة على جودتها ومنافستها ، فكلما بدأ لون الثمرة يميل إلى اللون الأحمر الفاتح إلى مشارف النضج يقوم المزارع بجنيها ،أو عندما يصبح لونها بنفسجياً أو رمادياً داكنا ، ًوهي المرحلة المتقدمة من النضج يسارع في جنيها .
ويحرص المزارع على عزل الثمار المتساقطة حتى لا تؤثر أيضاً على جودة البن لأن هذا النوع من الثمار عادة ما تكون مشبعة بالرطوبة.

تجفيف البن :
وتمثل عملية تجفيف البن أكثر مراحل إعداد المحصول للتسويق تعقيداً ، إذ تتطلب حرصاً كبيراً من المزارعين لضمان الجودة والنكهة المطلوبين ، فبعد جني المحصول يقوم المزارعون بعرضه لأشعة الشمس وفي أماكن جافة لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع ، وفي معظم الأحيان تشهد عملة التجفيف بعض الأخطاء التي تقلل من جودة الثمرة كأن يتم عرض كميات كبيرة في مساحات ضيقة مما يؤدي إلى تخمر بعض الثمار نتيجة الرطوبة وغياب التهوية الجيدة ، أو يتم تجفيفه على مساحة ترابية مما يؤدي إلى المشكلة ذاتها .

التقشير :

وتمثل عملية تقشير ثمرة البن المرحلة الأخيرة قبل تسويق المحصول ، وتتلخص هذه العملية في فصل قشرة الثمرة عن النواة ، حيث يتم تسويق النواة باعتبارها الجزء الأهم في الثمرة ، فيما يتم تسويق القشرة بشكل منفصل ، وفي حين يتم تسويق النواة خارجياً ، تحظى قشر البن برواج في الداخل ، ويعرف المشروب الذي يعد منها بالقشر .
وقبل عملية فصل النواة عن القشرة يتم نقع الثمرة في الماء لمدة تتراوح بين ساعتين إلى ثمان ساعات ، حتى تسهل عملية الفصل ولا تتأثر النواة وتحافظ على المستوى المطلوب من الجودة والنكهة .

التدريج :
وهي العملية التي يتم خلالها فرز النواة الجيدة عن سواها حرصاً على جودة البن المعد للتسويق وللحصول على السعر المناسب ، وخلال هذه العملية يتم جمع النواة المتجانسة مع بعضها ، من حيث الحجم والكثافة ، تمهيداً للعملية اللاحقة من عمليات تجهيز المحصول للتسويق وهي مرحلة التحميص ، والملاحظ أن معظم النواة تتسم بحجمها الصغير ، ويعود السبب في نظر الخبراء الزراعيين إلى الظروف المناخية التي لاتسمح عادة بنمو مثالي لشجرة البن في معظم البيئات التي يزرع فيها .

التحميص :
وتتسم هذه العملية بالقدر نفسه من التعقيد الذي يميز مرحلة التجفيف ، لأنه يترتب على هذه العملية الحصول على الجودة والنكهة المطلوبين الذين سرعان ما يتأثران إذا ما افتقدت عملية التحميص للقدر المطلوب من العناية .

وتتم عملية التحميص في درجة حرارة تتراوح ما بين 180 إلى 240 درجة مئوية ، ولفترة زمنية لا تتعدى العشرين دقيقة، وباتت هذه العملية في السنوات الأخيرة محصورة في محلات بيع البهارات في المدن الرئيسية التي سعت لاقتناء معدات أكثر حداثة لإنجاز عملية التحميص وبدقة أكثر ، وتبعاً لطريقة التحميص نفسها يمكن التحكم في لون البن بعد الطحن من بني غامق وبني غامق محبب ، إلى بني فاتح وناعم وبني فاتح محبب .




سبأنت
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
المصالح العربية الضائعة في الانتخابات الأمريكية.. وكيف لعب بلينكن دوراً في فوز ترامب؟
علي ناصر محمد

صمود غزة يُسقِط أنظمة التفاهة والانحطاط
أحمد الزبيري

تكتُّل الأحزاب.. يبيعونكم بضاعة فاسدة..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

الجميع في الهمّ "شرق"!
فتحي بن لزرق

ما نرى.. لا ما نسمع !!
د. سعاد سالم السبع

التكنولوجيا والأيديولوجيا.. من ينتصر ؟!
عبدالسلام الدباء *

مصائر إنسانية
محمود ياسين

فلسطين في "أمستردام"
طه أحمد سعيد

إيران النووية بعد اغتيال "رئيسي"!!
مطهر الاشموري

خضع الضاد وساد الصاد !!
علي أحمد مثنى

قصيدة بمثابة دستور للدولة
وجدي الأهدل

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)