أ.د أحمد مطهر عقبات* - مما لاشك فيه ولاعتبارات اجتماعية وسياسية واقتصادية .. ونحوها ، فإن اليمن الموحد يكون أكثر أمناً واستقراراً ورخاء ، ليس فقط لليمنيين بل وللمنطقة عموماً، وماعدا ذلك ، فإن الخلافات والصراعات من أجل السلطة والثروة يقود إلى سلسلة أزمات لا حصر لها تتسبب غالباً في عدم الاستقرار والانهيار الاقتصادي وتفكك النسيج الاجتماعي ، وتظل الجغرافيا على امتداد الساحة اليمنية مصدراً للعنف والإرهاب والأطماع الخارجية.
والوحدة اليمنية لم تعد مجرد إنجاز تأريخي وذكرى سنوية عابرة يحتفي بها الشعب كأهم محطة تجاوزت العراقيل السياسية المصطنعة التي حالت دون حرية لم شمل الأسرة اليمنية والتنقل في ربوع الوطن الواحد ، فقد أصبحت مصير شعب ومجدافه أمام أعاصير أمواج التحديات المتلاحقة لتثبيت أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
وبرغم هبوب رياح التغيير المتتالية والأزمات المتلاحقة التي مر بها الوطن منذ اعلان وحدته عام 1990م وتداخل مصالح مراكز القوى التي بدورها أثرت سلباً على ما ينبغي التوجه نحوه في بناء الدولة المؤسسية والاستفادة من تجارب دولتي ما قبل الوحدة بتجرد يسمح ببلورة الإطار العام لدولة ترتقي إلى مستوى تطلعات الشعب بتطبيق النظام والقانون وتطوير الديمقراطية الفتية التي خاضت تجربة مشهودة وضع مداميكها المؤتمر الشعبي العام عن طريق تنفيذ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والإدارة المحلية وبمشاركات فاعلة من مختلف الأحزاب والقوى السياسية الأخرى وبخطاب إعلامي نابع من حرية الصحافة وتنوع الفكر والتوجه كفله الدستور في التعبير عن الرأي من خلال وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والخاصة، إلا أن غلبة تجاوزات المصالح قد أثقلت كاهل الوحدة الفتية ، خاصة بعد المتغيرات المعروفة على الساحة والتي بلغت ذروتها في العقد الأخير بمحاولة تجاوز الخطوط الحمراء بالدعوة لإعادة التأريخ إلى الوراء لزمن ماقبل الوحدة.
وعموماً ومن منطلق مصلحة اليمن العليا يثبت المؤتمر الشعبي العام على الدوام بقيادته الحكيمة أن الوحدة ليست مجرد إعلان سياسي أو خصوصية لأفراد أو جماعات بقدر ما تمثل أهداف واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتطلعات الشعب بكل فئاته، وديمومة بقائها مرهون بمصير وطن ومصالح أمة ، قد وضحها بجلاء الميثاق الوطني وأدبيات المؤتمر ، مما يعني أن المساومة بالوحدة مرفوض جملة وتفصيلاً ، ولعل الخطاب الإعلامي المؤتمري يكرر مواقفه في هذا المضمار كمبدأ لا ينثني أبداً.
وبقي القول إن التغريد خارج سرب الوحدة اليمنية لم يعد مقبولاً وطنياً وإقليمياً ودولياً ، لأن تجفيف منابع الإرهاب وأمن وسلامة الملاحة في البحرين العربي والأحمر ونجاح السياسة الخارجية والنمو الاقتصادي مرهون بديمومة وحدة الأرض والإنسان في بلاد السعيدة.
|