عبدالله صالح الحاج - إن الوحدة اليمنية ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي نبض حي في شرايين الوطن، تجسد إرادة شعب أبى أن يُكسر، وأمة رفضت أن تُنسى.. واليمن، وهو يطوي خمسة وثلاثين عاماً من الوحدة، يقف اليوم كقلعة شامخة، تتحدى الرياح العاتية، وتعلن للعالم أن الوحدة ليست مجرد جغرافيا، بل هي روح تسري في عروق الأرض والإنسان.
الوحدة اليمنية: الحُلم الذي أصبح حقيقة
حينما اجتمعت الأرض والإنسان تحت راية واحدة، لم تكن الوحدة اليمنية مجرد خطوة سياسية، بل كانت صرخة في وجه كل محاولات التفتيت والهيمنة. كانت الوحدة يومئذ وعدًا بالحرية، وعهدًا بالكرامة، ورسالة للعالم أن اليمن، رغم كل التحديات، قادر على أن يصنع مستقبله بيديه..
واليوم، في ظل عدوان متعدد الأوجه، تعود الوحدة لتؤكد أنها ليست مجرد ذكرى، بل هي قوة متجددة، تعيد تشكيل دور اليمن في المنطقة، وتثبت أن إرادة الشعوب لا تُكسر مهما اشتدت المؤامرات..
العدوان الأمريكي.. شلّ القدرات وبُعده الفلسطيني
إن العدوان الأمريكي على اليمن ليس مجرد حرب عسكرية، بل هو محاولة لاغتيال الروح القومية التي تميز هذا الشعب.. فمن استهداف البنية التحتية إلى تعطيل القدرات العسكرية، يسعى العدوان إلى تفكيك اليمن، ليس فقط كدولة، بل كرمز للصمود والمقاومة..
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال أن أحد أهداف العدوان هو شل القدرات اليمنية التي طالما كانت سنداً ودعماً لغزة والشعب الفلسطيني.. فاليمن، انطلاقاً من واجبه الديني والقومي، يرى في نصرة فلسطين امتداداً طبيعياً لوحدته الوطنية ونواة لوحدة عربية شاملة.. إن هذا الدعم ليس مجرد موقف سياسي، بل هو تعبير عن التزام أخلاقي وإنساني يعكس عمق الروابط التاريخية بين الشعوب العربية..
الصمود: اليمن نموذج العزة في مواجهة الطغيان
وسط كل هذه التحديات، يبرز الإنسان اليمني كنموذج للعزة والكرامة، يحول المحن إلى منارات أمل، ويثبت للعالم أن التضحيات تصنع الأمجاد.. إن هذا الصمود، الذي يستمد قوته من الوحدة، ليس مجرد مقاومة للعدوان، بل هو رسالة للعالم أن اليمن، رغم كل العواصف، سيظل شامخاً، حاملاً راية الحق والحرية..
اليمن ومستقبل الوحدة
في الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية، تتبلور رؤى المستقبل لتؤكد أن اليمن لن يكون مجرد نقطة على خارطة العرب، بل هو بوصلة ومنارة تقود الأمة نحو الوحدة العربية..
وكما قال هيكل: "إن الشعوب التي تعرف كيف تُقاوم، هي ذاتها التي تصنع التاريخ." واليمن، بشعبه ووحدته، يُثبت اليوم أن الحق حين يسانده الصمود، يصبح سيفاً لا يُكسر، وقوة لا تُهزَم.
|